وكالة مهر للأنباء، - منيرة الهاشمي: ان التحدي الإيراني له عدة ابعاد وهذه الأبعاد تؤسس لبداية مرحلة جديدة في السياسة الإقليمية والتعاملات العالمية وفرض واقع آن له أن يتصدر المشهد السياسي بكل ما فيه من شجاعة وإصرار وتحد اذ ان هذه الحركة التي قامت بها إيران هي حركة جارفة لكل ما سبق من سياسات ما بعد الحرب العالمية الثانية من السيطرة والهيمنة والاخضاع رامية به عرض البحر هذه الحركة ليست هي بالحركة العشوائية ولا هي ردة فعل انفعالية غير مدروسة بل على العكس تماما فهي تنم على معرفة عميقة بالخصم ودراية كاملة بالمرحلة وتصور يلامس الحقيقة من قرب حتى انه خرق الوهم ومزقه اربا على مشهد من العالم بأسره في رحلة طويلة وليست في فعل خاطف مما يتيح للعدو ان يحدها او يوقفها أن استطاع، هذا تحدي السبعة بحور تحد على كل المستويات أولها القدرة البشرية في الصبر والتحمل وقوة الإيمان بالقدرة الذاتية والثقة الراسخة في القيادة والثقة في امكانياتهم العسكرية و القتالية ان كانت على مستوى التكنولوجيا السيبرانية او التقنية واللوجستية فرحلة طويلية تشق البحور في محيط ملغم بالبوارج الامريكية والبريطانية هذا من الصعب الممتنع حتى على بلدان لها تاريخ في الصراع ، هذا من ناحية التوصيف للوضع وللحالة الجدلية في صراع الارتقاء الوجودي واثباته كواقع جديد بين المحاور على الساحة العالمية هذه الرسالة الأولى.
أما الثانية فهي إقليمية ليعلم الجيران ان إيران سيدة البحر في اقليمها ولن تثنيها بوارج ولا سفن على ممارسة حقها وأن المتمسك بالغريب البعيد هو (كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء).
أما الرسالة الثالثة فهي رسالة قيمية أخلاقية في ترسيخ لسياسة جديدة قديمة من حيث الوفاء بالتعاهدات لا بحساب النفعية المادية والحلب المستمر للحليف كما شاع في سياسات الغرب الانتهازي بل رحمة للمستضعفين والأخذ بيدهم في حالة التكالب عليهم لإخضاع إرادتهم في الانعتاق والتحرر من هذا الكابوس العالمي الجديد وهذا ليس بجديد على الجمهورية صاحبة السيف المسلول من السماء في وجه الطغاة والنصرة المستضعفين، وهذه مفاهيم لا يعترف بها هذا النظام العالمي البراغماتي الذي يدوس على كل القوانين والمعاهدات وعلى الإنسانية بكل مكوناتها المادية والعقدية والمعنوية وهو يقر محق وتجويع وقتل الشعوب في سبيل غاياته في التقليص الديمغرافي حتى يتسنى له القدرة على السيطرة واستعباد البقية .
والرسالة الرابعة هي رسالة للبشرية المكسورة المحشورة في زاوية أما ان تخضع او ان تخضع بأن هنالك واقع جديد يجب ان تتمسك فيه الشعوب بحقها وتتحد مع بعضها فتصبح أقوى وان تقاوم وانه ليس لها الا ان تقاوم وهي واثقة من قدرتها على هزيمة هذا الوهم المصنوع اعلاميا بامتياز لأنه في الواقع لا يستند على قاعدة شعبية وليس له أنصار يحملون قناعات بل هو يستند على جمع أنصاره أما عبر التهديد او عبر شراء الذمم./لتاعلا/