رأى  الکاتب والمحلل السياسي اليمني طالب الحسني ان الثورة الاسلامية بقيادة الامام الخميني وضعت تأثيرا كبيرا كان يتولد منه تغييرا على مستقبل المنطقة العربية والشرق الاوسط والعالم معتبرا ان المنطقة تعيش ماكان ينظر إليه الامام كمستقبل لها.

وكالة مهر للأنباء - فاطمة صالحي: من يعرف إيران قبل الثورة الاسلامية عام 1979 وبعدها ولكي يحكم على كيفية تغيرها، وما إذا كان هذا التغير إيجابيا أما سلبيا، يحتاج الى التعرف على المنظومة الفكرية لقيادات هذه الثورة وأهم شخصية قادت الشعب الايراني خلال مواجهتها للاستبداد والاستعباد هو الامام روح الله الموسوي الخميني. لابد ان ندرس مفهوم الاسلام والديمقراطية وحقوق الشعب لدى هذ القائد الكبير وشخصيته المحورية في كفاح الشعب لنتطلع الى مستقبل النظام الاسلامي الذي أسسه في ايران.

ومن هنا تأتي اهمية التعرف إلى فكر هذا القائد الذي استطاع إحداث تحولات فكرية وسياسية في مسار الحياة العامة للمسلمين في مواقع انتشارهم الجغرافي وفي المجتمعات الدولية التي يقيمون فيها، فضلاً عن تأثيراته السياسية والفكرية في العالم، وذلك من خلال قيادته ثورة إسلامية شعبية تمكنت من إنشاء نظام حكم سياسي مغاير للكثير من النظم السياسية السائدة في عصره. وفي هذا السياق اجرت وكالة مهر للأنباء حوارا مع  الکاتب والمحلل السياسي اليمني طالب الحسني. فيما يلي نص الحوار:

س: کيف تقيم فکرة الإمام الخميني(ره) ودورها في کسر نظرية التبعية للشرق والغرب؟
عندما طرح الإمام الخميني نظرية كسر التبعية للشرق والغرب ، طرحها في ذروة النزاع بين الاتحاد السوفيتي والامبريالية الغربية ، جزء من هذا النزاع ، النفوذ على منطقة الشرق الأوسط ، لقد استهدف الامام الخميني الدول العربية والاسلامية بالدرجة الاولى لدفعها لاستغلال الصراع والتحرر  من التعبية ، لقد وضع مشروع لا شرقية ولا غربية كمشروع نهضوي في زمن التهاوي الدول العظمى بسبب الصراع ، ولو أن مشروعه وجد استجابة سريعة وكاملة لكان هذا الجيل الذي جاء بعد الثورة الاسلامية قد ولد في عالم مختلف تماما . 
علينا الاعتراف بأن الشعوب العربية والاسلامية تشعر بخيبة شديدة من النخب المسيطرة والحاكم خاصة أنها عاشت مراحل انقلابات عسكرية في معظم الدول وصعود العسكر بدعم روسيا غالبا وفي المقابل نظم الغرب حماية حماية لدول الخليج (الفارسي) بمشيخاتها ، في حين بقيت الحركة الاسلامية المنضوية في جلباب الاخوان المسلمين دون مشروع مناهض ، اسوأ من ذلك أنه تم تجنيدها لتصبح جزء من القطب الغربي ، لا يعني ان مشروع الامام لم ينجح ولكنه استعد لمعركة قادها الغرب واستخدم فيها العرب انطلاقا من العراق ، المفارقة الغربية أن صدام حسين كان محسوبا على المعسكر الروسي ومع ذلك تم تطويعه ليكون في المربع الامريكي خلال العدوان على إيران . لقد كان ذلك يعني أن مشروع التحرر من الشرق والغرب تأخر ، لكنه بدأ يتكون عبر المقاومات ضد كيان العدو الاسرائيلي.


س: ما هو تأثير فکرة الإمام الخميني في حرکات المقاومة في المنطقة؟
من هنا يأتي الحديث عن تأثير فكر الإمام الخميني على مرحلة تأسيس المقاومات الاسلامية والوطنية في لبنان وفلسطين ويضاف له موقف الدولة السورية التي رفضت أي سلام مع كيان العدو الاسلامية ،  نحن أمام نموذج لاسلام سياسي عملي حركي مسلح يعرف أين مسار معركته ويعرف عدوه تماما ، باتجاه العدو الاسرائيلي ، بينما كان النموذج " الاسلام السياسي " المقابل يحارب في أفغانستان ضمن المعركة الغربية الامريكية نفسها التي أسست الكيان المحتل وتدعمه ،  مفارقة غربية ان أولئك تركوا ارض ووطن محتل هي فلسطين ليكونوا ضمن معركة لا تعني المأساة العربية والاسلامية بشيء ، هذا هو الفارق الكبير بين الاسلام السياسي المقاوم وفق نظرية الامام والاسلام السياسي العميل وفق نظرية الاخوان والوهابية السعودية.


س: هل تری بأن اساس الثورة الإسلامية الإيرانية هو نتاج وبلورة فکرة والمدرسة الفکرية للإمام الخميني؟
الثورة الاسلامية في إيران هي نتاج ثورة فكرية تكونت في قلب وعقل الامام الخميني ، تنسجم تماما مع ما يفكر به غالبية الشعب الايراني الذي لم يكن راضيا عن حكم الشاه محمد رضا بهلوي الذي يغرب باستمرار شعب مسلم يؤمن بثورات الأئمة،  ويواجه قمع الحاكم وتدخل الغرب ، لقد ادرك الامام الخميني ان الشعب يتوق لثورة ، ستكون منطلق لثورات عربية واسلامية مشابهة ، ولهذا كان نجاح الثورة في ايران هي بداية لنجاح ثورات اخرى ، وهذا ما ادركه الغرب مبكرا.


س: کیف تقيم حکمة الامام الخميني حيال مستقبل العالم الإسلامي وتطوراته؟
عندما نجحت الثورة الاسلامية وضعت تأثيرا كبيرا كان يتولد منه تغييرا على مستقبل المنطقة العربية والشرق الاوسط والعالم ، هذا ما نعيشه حاليا بعد 41عاما من عمر الثورة ، نحن نعيش ماكان ينظر إليه الامام كمستقبل المنطقة ، فهم ثابت ومسار ثابت واتجاه ثابت، باتجاه تحرير فلسطين وهزيمة الكيان وإيقاف توسعه وبالتالي هزيمة الغرب ، نحن نعيش حاليا هذه المعركة ، عسكريا وسياسيا واعلاميا واقتصاديا واجتماعيا وفكريا . 
إن نصرة فلسطين المعركة مع العدو الاسرائيلي تنطلق من ثلاث أبعاد ، بعدا دينيا باعتبار مكانة القدس وبعدا وطنيا باعتبار ان ارضا عربية محتلة من قبل كيان محتل وغاصب ، وبعد انسانيا باعتبار ان العدو يرتكب جرائم وحشية ضد شعب أعزل .