أجرت وكالة مهر للانباء مقابلات مع عدد من الوجوه المرموقة في العالم العربي بمناسبة الذكرى السنوية ال31على رحيل الإمام الخميني (ره)، ورأى السياسي اللبناني أنيس نقاش أن الإمام الخميني حول مذهب آل البيت من مرحلة الركود إلى مرحلة الحركة والتأثير السياسي

وكالة مهر للأنباء، القسم العربي: أجرت وكالة مهر للانباء مقابلات مع عدد من الوجوه المرموقة في العالم العربي بمناسبة الذكرى الثنوية ال31على رحيل الإمام الخميني (ره)، ورأى السياسي اللبناني أنيس نقاش أن الإمام الخميني حول مذهب آل البيت من مرحلة الركود إلى مرحلة الحركة والتأثير السياسي

وكالة مهر للأنباء، يصادف اليوم الذكرى ال31 على رحيل مفجر الثورة الإسلامية الإمام الراحل السيد "روح الله الخميني" قدس سره، ولم يكن الراحل رجلاً مؤمناً صابراً محتسباً فحسب بل كان رجل بأمة ذو حكمة عميقة وصاحب بصيرة ثاقبة، فاستطاعة بما يملك من إيمان وصبر وحنكة أن ينجح الثورة الإسلامية في إيران ويقلب موازين المنطقة رأساً على عقب وأبدع مدرسة جديدة، آلا وهي مدرسة آل البيت عليهم السلام، وكرسها في مقارعة قوى الإستكبار العالمي، فكان للإمبريالية العالمية وقوى الإستكبار بمثابة السد المنيع والحصن الحصين ونقطة العطف التي حولت الفكر الإسلامي ومذهب آل البيت من حالة الركود ومن طيات الكتب إلى حالة الجريان والحركة والتأثير في القرار السياسي العالمي. وعليه وبمناسبة هذه الذكرى العزيزة أجرت وكالة مهر للأنباء لقاءات مع عدد من الوجوه العربية المرموقة وأدلى كل واحد منهم بدلوه شاكرين مثنيين ممتنين لله وللإمام الراحل على ما قدمه للأمة الإسلامية.

خطاب الثورة الإسلامية هو نتاج لمدرسة الإمام الخميني

ورأى الكاتب السياسي اللبناني أنيس نقاش أن خطاب الإمام له أبعاد متعددة، أولا خطابه من اجل الحكومة الإسلامية، أخرج مذهب أهل البيت وتابعيه من حالة الإنتظار السلبي الى حالة الإنخراط والتاثير في الأحداث، ومن ثم خلق حالة تمهيد للعدالة العالمية.

كما أنه بإلتزامة بالقضية الفلسطينية، والدعوة ليوم القدس العالمي، شكل جبهة عالمية لمحاربة الصهيوينة، وهي راس الحربة للإمبريالية الأميركية في المنطقة وممثلة الصهيوينة العالمية و بما تعني من سيطرة على بيوت المال في العالم.

كما أنه بطرحه لمسالة المستضعفين في العالم، جعل من الثورة الإسلامية في إيران الحامي والداعم الأول لكل المستضعفين والمضطهدين في الارض، وطرح لهم البديل من خلال النموذج من اصل الثورة على الهيمنة الغربية عموما والأميركية خصوصا.

هذا الخطاب العالمي نقل التشيع والإسلام من حالة فردية أو حالة جماعة مهمشة في حركة التاريخ، الى أهم حالة ديناميكية ثورية تؤثر في السياسة الدولية ومصيرها وبنتائج هذا الصرع، بحيث لا تسمح للمهيمن ان يستمر بهيمنته، بل تؤسس ايضا لهزيمته من أجل إقامة النموذج البديل.

 الإمام الخميني عرف القضية الفلسطينية من كافة جوانبها

وتابع الكاتب السياسي قائلاً: لقد عرف الإمام أبعاد القضية الفلسطينية من كافة جوانبها.

أولا هو يعرف ان إحتلال فلسطين وتشريد الشعب الفلسطيني هو نتاج أعمال الإستعمار القديم وخاصة بريطانيا، وقد تجلى ذلك مؤخرا في خطاب السيد الخامنئي الذي اوضح الأسس التاريخية لهذه القضية.

كما أنه أوضح أكثر من مرة قدسية هذه القضية بسبب إحتلال بيت المقدس، وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى الرسول ، صلى الله عليه وعلى أله، ولكن الأهم ايضا، هو التزام بتجسيد وتنفيذ الوعد الألهي كما جاء في سورة الإسراء، بان يأتي الله بعباد له "يَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا."

وبالتالي دفع بفكره وتوجيهاته الشباب المؤمن لكي يجسد بجهاده هذا التكليف الالهي.

الإمام أدرك اهمية العلاقة بين الصهيونية والإمبريالية الأميركية، ولذلك رفع شعار "الموت لأمريكا ... الموت لإسرائيل"، ولذلك من سينتصر على الكيان الصهيوني، لن يكون منتصرا فقط في فلسطين ولصالح الشعب الفلسطيني، بل منتصرا على الإمبريالية العالمية ومن هنا يعود الإسلام ليتبوأ موقعه في العالم كقوة محركة ومؤثرة في السياسة الدولية وليس كقوى تابعة وخانعة ومامورة، بل قوة تقود شعوب العالم نحو عالم افضل.

أفكار الإمام الخميني وتوجيهاته للشباب المؤمن غيرت موازين القوى الدولية ورفعت التحدي، ليس فقط العسكري، بل أيضا الفكري والسياسي والإقتصادي في وجه الهيمنة الأميركية، من خلال التصدي للدور الصهيوني ومن خلال إفشال المشاريع الأميريكية في العالم.

أفكاره تبني وتفتح الطريق نحو فجر جديد سيكون للإسلام والعدل الكلمة الأولى في العالم.

الإسلام المحمدي هو ثورة روحية وبرنامج سياسي  

وفیما یتعلق بالإسلام السياسي ودوره في تقديم نماذج جديدة للشعوب، أفاض وزير الدولة اللبناني السابق "حسن مراد": تنطلق رؤيتنا لدور الإسلام السياسي والعملي من قناعتنا بأن رسالات السماء كلها هي ثورات إنسانية في جوهرها استهدفت شرف الإنسان وسعادته وأغنته بالقيم الروحية الصافية وهي في ذلك لا تتصادم مع حقائق الحياة .والإسلام أتى بالمثل والقيم والمنهج الأخلاقي الإنساني للحياة ،إلا ان التصادم ينتج من محاولات قوى التسلط والإستعمار والجهل التي تحاول استغلال الدين ضد جوهره وطبيعته لعرقلة التقدم من خلال تفسيرات تخدم الأفكار الخبيثة وتتصادم مع الحكمة الإلهية السامية.
والطاقات الروحية التي تستمدها الشعوب من مثلها العليا النابعة من الأديان السماوية ومن تراثها الحضاري السليم قادرة على صنع المعجزات وتستطيع أن تمنح القوة والفعل لآمالها . ومع أن الأسس المادية لتنظيم التقدم ضرورية ولازمة ، تبقى الحوافز الروحية والمعنوية هي القادرة على منح هذا التقدم أنبل المثل وأشرف الغايات .
من هنا فإن الإسلام المحمدي هو ثورة روحية وبرنامج سياسي  يحمل في جوهره فكرة التغيير والتنمية والسعي إلى الأفضل اضافة لدعوته لمحاربة الباطل والبغي والعدوان. 

ثورة الإمام الخميني "ره" رفضت التبعية للماور شرقاً وغرباً

ومن جانبه صرح مدير عام إذاعة الرسالة "طلال حاطوم"  فيما يتعلق بدور الثورة الإسلامية الإيرانية وحركة الإمام الخميني بكسر قيود التبعية لقوى الهيمنة العالمية: لقد اعتقد البعض أن موجـة الاسـتـقـلال الـتـي اجتاحت معظم الدول آسيا وأفريقيا بـعـد الحـرب العالمية الثانية سوف تؤدي بالضرورة إلـى تحـقـيـق استقلالها الاقتصادي والثقافي والإعلامي. ولكـن حتى منتصف السبعينات لـم يـبـدُ أن أيـة دولـة مـن دول العالم الثالث قد استطاعت أن تحقق سيادتها الإعـلامـيـة كـامـلــة. ورغــم آن مــظــاهــر الــتــبــعــيــة الاقتصادية في العالم الثالث قد أصبحت واضحة للجميع فإن التبعية الفكرية والثـقـافـيـة والإعـلامـيـة لـم يـتـم الكشف عنهما إلا بشكل محدود وفى سياق الأختام بدراسة الجوانب الاقتصادية والاجتماعـيـة. والآن قد مرت عقود طويلة حفلت بالممارسات والمحاولات العديدة من أجل الخروج من دائرة التبعية ولم يقدر النجاح إلا لحالات قليـلـة بـيـنـمـا لا تـزال الـغـالـبـيـة العظمى من شعوب العالم الثالث تسعى للـخـلاص الشامل.
وهنا اهمية حركة الامام الخميني وثورته التي رفضت التبعية للمحاور شرقا وغربا واصرّ على الالتزام بجذور الشجرة الاسلامية. 

ما فعله الإمام الخميني نقطة عطف في تاريخ العالم عموماً والمسلمين خصوصاً

وتابع حاطوم مشيراً إلى أهمية الثورة الإسلامية الإيرانية على المسار السياسي والإجتماعي المعاصر: ما حدث على يد الإمام الخميني (قدس) يبقى نقطة تحوّل مهمة في تاريخ العالم بشكل عام والمسلمين بشكل خاص، فما حصل كان دخول المشروع الإصلاحي والنهضوي الإسلامي، لأول مرة في التاريخ الحديث، المرحلة العملية، متمثلاً بقيام الدولة الإسلامية في إيران، التي تسعى لجعل المشروع الإسلامي متحركاً على أرض الواقع، وليصبح للإسلام السياسي حضور فاعل يفرض نفسه على المعادلات السياسية العالمية والإقليمية. 
وفي التاريخ العديد من حركات النهوض التي قام بها مفكرون وعلماء مسلمون وغير مسلمين بهدف الإصلاح والتغيير والتجديد سبقت حركة الإمام الخميني (قدس) ونهضته، وكان لها آثار إيجابية متفاوتة، لعل أبرزها وأهمها إبقاء روح النهضة حيّة في نفوس تيار من المسلمين، وإن كان ضعيفاً نسبياً، ويبقى الأمل يراود الأمة في أن تستعيد موقعها الحضاري يوماً ما.
وقد اعطت افكاره وآرائه في قضايا الدين والحياة والاجتماع الإنساني واضافت بعداً سياسياً مجتمعياً وعملياً للمشروع الحضاري الإسلامي أكد أهميته بما هذا وأن الفكر الاسلامي الاصيل موجود في صحائف الكتب المرجعية، ولم يضف الإمام جديداً على أصوله وثوابته، بل ان ما قام به هو نفخ الروح وبعث الحركة في هذا الفكر الموجود، والعمل على تطبيقه وتحريكه في عقول الناس وأفئدتهم ورده إلى منابعه الأصلية، مع ما يستلزم ذلك من إلغاء المسافة بين الدين والسياسة فـعودة الإسلام إلى الحياة وعودة الأمّة الوسط لممارسة دورها على الساحة البشرية، وعودة كيانها المسلوب يفرض أولا القضاء على فكرة انفصال الدين عن السياسية.

وبالنسبه الينا في حركه امل فان العلاقه مع الجمهوريه الاسلاميه في ايران بدات مع الامام الخميني (قدس سره) قبل انتصار الثوره الاسلاميه من خلال العلاقه مع الامام القائد المغيب السيد موسى الصدر الذي كان في لبنان امتدادا للفكر الثوري والتجديد والنهضه التي قام بها الامام الخميني وتمثل ذلك بان الشهيد الدكتور مصطفى شمران كان اول مسؤول تنظيم لحركه امل وطبعا استمر زخم العلاقه مع دوله الرئيس نبيه بري رئيس حركه امل وهذه العلاقه متجذره فكرا وتنظيما وقياده بفكر المقاومه وعمليات الاصلاح والتغيير المطلوبة في مجتمعاتنا العربيه والاسلاميه.

يمكنكم متابعة المقابلات بشكل مفصل على موقع

وكالة مهر للأنباء.

/انتهى/