أكد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ونظيره الافغاني بالوكالة محمد حنيف اتمر، عزم الحكومتين على تنمية وترسيخ العلاقات الثنائية، كما استعرضا مختلف جوانب العلاقات الثنائية والاقليمية بين البلدين.

وخلال اللقاء اشار ظريف الى دعم الجمهورية الاسلامية الايرانية حكومة وشعبا للشعب الافغاني خلال اعوام الجهاد رغم ما كانت تعانيه من مشاكل وصعوبات ناجمة عن الحظر المفروض على الشعب الايراني، وكذلك استضافة اكثر من 3 ملايين لاجئ افغاني على مدى الاعوام الاربعين الماضية وتوفير امكانية التعليم المجاني لاكثر من 520 الف تلميذ افغاني في المدارس الايرانية بناء على توجيهات سماحة قائد الثورة الاسلامية وقبول اكثر من 22 الف طالب افغاني في الجامعات الايرانية، معتبرا كل ذلك مؤشرا لحسن النوايا والمشاعر الاخوية للحكومة والشعب الايراني تجاه الحكومة والشعب الافغاني اضافة الى القرار الاخير لرئيس الجمهورية في معالجة الرعايا الافغان المصابين بمرض كورونا مجانا في مستشفيات البلاد، كمثال اخر للمواكبة والتعاون مع الحكومة والشعب الافغاني.   

وهنأ وزير الخارجية الايراني التوصل الى الاتفاق السياسي الاخير بين اشرف غني وعبدالله عبدالله، واعرب عن سروره لتمكن الجمهورية الاسلامية الايرانية من اداء دور ايجابي في هذا المجال بطلب من الطرفين، معلنا بان الجمهورية الاسلامية الايرانية ستواصل مساعيها على الاصعدة الاقليمية والدولية بهدف ايجاد الاجماع في مسار دعم الدور المحوري للحكومة الافغانية في المحادثات بين الاطراف الافغانية والحفاظ على الدستور وجمهورية النظام السياسي والتزام الحقوق والمعايير المؤكد عليها في الدستور.

واعتبر ظريف الهجمة الاعلامية الاخيرة وتحركات بعض اللاعبين الاجانب والتيارات السياسية داخل افغانستان التي استغلت الحوادث الاليمة التي وقعت للرعايا الافغان في الاسابيع الاخيرة، مسعى لتقويض التعاون الوثيق والمناخ الاخوي السائد في العلاقات بين البلدين، معربا عن امله بان تبذل الحكومة الأفغانية المزيد من الاهتمام في منع الأنشطة الهدامة التي يقوم بها المناهضون للعلاقات بين البلدين.

وأعرب وزير الخارجية الايراني عن أسفه للحوادث الأخيرة التي وقعت للرعايا الأفغان، مشيراً إلى ان إخلاء نقاط التفتيش الحدودية الأفغانية، ادت الى تحويل مسؤولياتهم إلى حرس الحدود الإيراني، معتبرا السبب الاساس وراء هذه الحوادث هم مهربو الافراد الذين يستغلون غياب المراقبة الكافية على الحدود.

وبغية ضمان عدم وقوع مثل هذه الحوادث المؤسفة على الحدود، شدد الجانبان على الحاجة إلى مراقبة أكثر فاعلية للحدود المشتركة واتفقا على العمل معًا لتحسين مستوى المراقبة على الحدود .

وبالنظر أيضا إلى الاتفاقات التي تم التوصل إليها لتوفير الارضية للتواجد القانوني للرعايا الأفغان ودخولهم سوق العمل الإيرانية في إطار المفاوضات لإعداد وثيقة شاملة حول التعاون الاستراتيجي بين البلدين، فقد اكد الطرفان عزمهما على وضع اللمسات الأخيرة لتوقيع الوثيقة من قبل رؤساء البلدين في أقرب وقت ممكن وتنفيذ الاتفاقيات المذكورة واتفقا على إعداد نص الاتفاق النهائي خلال الأشهر الثلاثة المقبلة لتوقيعه من قبل رئيسي البلدين .

وخلال الاجتماع، اشار الجانبان الى خطر تنظيم داعش على امن المنطقة واكدا ضرورة التعاون الثنائي في مكافحة هذا التنظيم الإرهابي.

من جانبه اشاد وزير الخارجية الافغاني بالوكالة بالدعم المستمر من قبل الجمهورية الاسلامية الايرانية للشعب الافغاني على مدى العقود الاربعة الماضية.

واشار حنيف اتمر الى ان الوفد المرافق له يضم مندوبين من جميع قطاعات الحكومة الافغانية، معتبرا ان الهدف من زيارة الوفد هو ازالة الهواجس وحل المشاكل وتوفير الارضية لنمو وتطوير العلاقات الثنائية.

واعتبر وزير الخارجية الافغاني بالوكالة، دور الجمهورية الاسلامية الايرانية  المؤثر والبارز في ايجاد الاجماع الاقليمي والدولي في مسار دعم الحكومة والدستور في جمهورية افغانستان الاسلامية والتوصل الى الهدنة ودعم بدء المفاوضات بين الاطراف الافغانية، اعتبرها بانها اخوية واساسية، داعيا الى استمرار هذا الدور البناء من قبل الجمهورية الاسلامية الايرانية للمضي بمسيرة السلام في افغانستان الى الامام.

والتقى الوفد الافغاني برئاسة وزير الخارجية بالوكالة محمد حنيف اتمر، ايضا  امين المجلس الاعلى للامن القومي علي شمخاني وسيجري اليوم الاحد محادثات مع وزراء الداخلية والعمل والطاقة.