وكالة مهر للأنباء_ عبدالله مغامس: وصدر قرار لقاضي الأمور المستعجلة في صور "جنوب لبنان" "محمد مازح" بمنع السفيرة الأمريكية في لبنان من الإدلاء بأي تصريح ومنع أي وسيلة إعلامية لبنانية أو أجنبية تعمل في لبنان من إجراء أي مقابلة مع السفيرة الأمريكية أو إجراء أي حديث معها لمدة سنة تحت طائلة توقيف الوسيلة الإعلامية عن العمل لمدة مماثلة في حال عدم التقيّد بهذا القرار.
وحسب ما نشر موقع "يا صور" فإن قاضي الأمور المستعجلة إستند في قراره إلى إستدعاء تقدّمت به "فاتن علي قصير" عبر البريد الإلكتروني عرضت فيه أنها شاهدت مقابلة للسفيرة الأمريكية في لبنان "دوروثي شيا" بتاريخ 26 حزيران/ يونيو على قناة "الحدث" العربية، وأن السفيرة الأمريكية في لبنان أدلت بتصريحات مسيئة للشعب اللبناني ومثيرة للفتن، ومن شأنها تأجيج الصراعات المذهبية والطائفية وتشكل خطراً على السلم الأهلي والعيش المشترك.
وفي هذا المجال أجرت وكالة مهر للأنباء حوارا مع "لور سبع ابي خليل" دكتورة في كلية الحقوق والعلوم السياسية ومعهد العلوم الإجتماعية في الجامعة اللبنانية، وعضو في الهيئة العلمية لمختبر الأبحاث التابع لمعهد العلوم الإجتماعية وعضو في مختبر علم الإجتماع السياسي، وخبيرة في شؤون المجتمع الدولي والسياسات العامة.
وأتى نص الحوار على الشكل التالي:
س: ما هو رأيكم في رد فعل الشارع اللبنانی علی تصريحات السفیرة الأمریکیة؟ وكيف تقيمون قرار القاضي محمد مازح؟ وماهي أسباب إستقالته فی رأيکم؟
في هذا النطاق نستطيع أن نقسم هذا السؤال إلى قسمين، هناك فئة من اللبنانيين إعتبرت أن تصريحات السفيرة الأمريكية في لبنان تدخل في مجال حرية الرأي والتعبير، وهناك فئة ثانية ضد التدخل الأجنبي في الشأن اللبناني وخصوصاً التدخل الأمريكي بالشأن اللبناني، لأن مثل هذه التصريحات تضرب السلم الأهلي وفي الوحدة الإجتماعية.
أما بالنسبة إلى موضوع تقييم القاضي "محمد مازح" وأسباب إستقالته، فأنا أعتبر أن القاضي "مازح" مواطن لبناني شريف ووطني ونزيه، حيث إعتبر القاضي "مازح" تصريحات السفيرة الأمريكية هي تعدّ على السيادة اللبنانية، فإتّخذ القاضي "مازح" عدّة إجراءات ضد السفيرة الأمريكية بغض النظر عن صلاحيات القاضي في هذا الإطار، فرأيي هذا الموقف يدل على نزاهه هذا القاضي وعلى تمسكه بالوحدة الوطنية.
فالقاضي "مازح" عبّر عن رأية الشخصي بغض النظر عن صوابية القرار أو على توجّه هذا القرار إذا كان قراراً ليس له صوابية على صعيد الأعراف الديبلماسية أو الإتفاقات الدولية، ولكنه كقاضٍ يحق له أن يصرّح أو أن يتّخذ مثل هذه القرارات أو الإجراءات التي يرى فيها تعدٍ على السلم الأهلي وعلى الوحدة الإجتماعية.
أما أسباب إقالته، فإن وزيرة العدل أحالته على مجلس القضاء الأعلى، فإعتبر القاضي مازح أن هذا القرار يمس بكرامته ومصداقيته كقاضٍ.
س: کیف تمارس الولایات المتحدة الأمریکیة الضغوط علی الجمهوریة اللبنانیة لنزع سلاح حزب الله؟
أما بالنسبة إلى ضغوط الولايات المتحدة على الجمهورية اللبنانية لنزع سلاح "حزب الله"، فإن الضغوط متمثلة من خلال الحصار الإقتصادي مبنية على التلاعب بقيمة الدولار، مما أدى إلى تسبب أزمة إقتصادية للجمهورية اللبنانية.
طبعاً هذه الضغوط هدفها زيادة النقمة على "حزب الله"، لكن الولايات المتحدة لم تأخذ بعين الإعتبار أن حزب الله له بيئه حتضنة واسعة النطاق في لبنان، فهي متشطلة من جميع الطوائف ليست فقط من البيئة الشيعية.
فالضغوطات أثرت على الشعب اللبناني فهي أنهكته إقتصادياً ولكن لم تؤثر على "حزب الله" أو على شعبيته بل زادت من تماسك "حزب الله" مع بيئته الشعبية لأنهم فهموا اللعبة السياسية التي تمارسها الولايات المتحدة على الجمهورية اللبنانية بخدف إضعافها.
س: کیف تقیمون المساعدات الإيرانية للجمهوریة اللبنانیة؟ وما هي الغایة منها؟
موقف الجمهورية الإسلامية بتقديم المساعدات إلى الجمهورية اللبنانية في ظل الضروف الإقتصادية الصعبة التي تمر بها الجمهورية اللبنانية، فإن هذا موقف إيجابي وشريف من دولة صديقة، وإن الشعب اللبناني سوف يقدّر هذا الموقف للجمهورية الإسلامية، خصوصاً بأن المساعدات تأتي من دولة صديقة راعت الضروف الصعبة التي تمر بها الجمهورية اللبنانية، فقامت بمساعدتها بكافة إمكاناتها.
وعلى كافة الدول أن تحذو حذو الدولة الإيرانية وتقوم بمبادرات المساعدة للجمهورية اللبنانية في ظل هذه الضروف الصعبة.
وأتقدم باسم الحكومة والشعب وكل أطياف المجتمع اللبناني بالشكر الجزيل والتقدير العالي لهذه المساعدات، متمنين للأخوة في إيران العافية والصحة والدوام.
/انتهى/