أكد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف،أن الولايات المتحدة تسعى الى خلق هواجس أمنية أقليمية وعالمية ضد الجمهورية الاسلامية، خوفاً من تحول ايران الى قوة عالمية.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، ان وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف حضر اليوم، الاحد، في الجلسة العلنية لمجلس الشورى الاسلامي.

وأشار ظريف الى التغيير الذي شهدته مفاهيم العلاقات الدولية والسياسية شخلال السبعين عاما الاخيرة، قائلا:  أن المفاهيم السابقة لم تنتهي، لكن قد برزت مفاهيم جديدة ، وهذه المفاهيم وفرت فرصة خاصة أمام الدول كالجمهورية الاسلامية الايرانية.

الامام الخميني ادرك قبل الجميع نمط تحول القوة في العالم

وأشار ظريف الى الرسالة التي قد ابرقها الامام الخميني (ره) الى رئيس الاتحاد السوفيتي ميخائيل غورباتشوف، قائلا: أن الامام الخميني (ره) هو أول من أدرك هذا التغيير ولو قرأنا رسالته الى "غورباتشوف" ندرك ان سماحته أدرك التغير الحاصل في العالم، وهاهو خليفته اية الله السيد علي الخامنئي يمضي على نفس النهج.

وتابع وزير الخارجية الايراني أن بروز الصين وبعض الدول الاخرى منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي أقلق امريكا، وبالتالي فان كل سياساتها كانت قائمة على هذا الأساس، إذ كانت تظن ان لم تسارع في هذه الظروف الانتقالية فانها ستفقد مكانتها. 

وأضاف: في ظل هذه الظروف سعت الولايات المتحدة كقوة رجعية، الى الحفاظ على الظروف التي كانت بصالحها ومنع بروز مفاهيم جديدة في القوة، وبهذا الصدد قامت بخلق هاجس أمني عالمي، كما تلاحظون انه في أزمة كورنا تحاول الولايات المتحدة في الخوض في مواجهة الامنية مع الصين.

محاولات أمريكا لخلق هواجس أمنية ضد ايران 

وتابع: على خلفية هذه الظروف الانتقالية، نظرا الى أن الجمهورية الاسلامية ستتمكن من ابراز نفسها كقوة جديد، فتحاول الولايات المتحدة أن تخلق ظروف وهواجس أمنية ضد ايران، وفي هذه الحالة تناقش هذا التهديد (حسب زعمها) في المجاميع التي تهيمن عليها، كمجلس الأمن الدولي، أو تضعه في اطار الأمن الاقتصادي ، لخدمة مصالحها بالنهاية.

وقال: ثاني ما تقوم به الولايات المتحدة هو الاجماع ضد ايران، مثلا شكلت الولايات المتحدة منذ عام اربع جلسات طارئة في المجلس الامن الدولي للضغط على ايران.

وتابع: ثالث ما تقوم به الولايات المتحدة ضد ايران هو خلق الكاذيب وروايات مزيفة ضد ايران في المنطقة والعالم، وينبغي ان نعرف الاعيب امريكا ولا نتورط بها.

أمريكا تسعى للفصل بين الشعب والنظام عبر "الحد القصى من الضغط"

واضاف: الخطوة الرابعة التي تقو بها الولايات المتحدة ضد إيران هو الضغط على اصدقاء الجمهورية الاسلامية واستهداف مصالحها في المنطقة، مضيفا: الهدف الأهم لامريكا هو اظهار النظام الايراني كنظام فاشل وسلب الشرعية منه وفصل الشعب عن النظام واذا ما قرأتم كتاب جون بولتون ترون أن هذا الهدف هو الغاية الاساسية لكافة الاجراءات الامريكية التي تقوم بها تحت عنوان "الحد الاقصى من الضغط".

السياسة الخارجية ليست محلاً للصراعات الحزبية

وفي اشارة الى الاجراءات التي يجب ان تتخذها ايران لمواجهة هذه المخططات، قال رئيس الجهاز الدبلوماسي الايراني: الأهم هو الانسجام في الداخل، فان السياسة الخارجية ليست محلاً للصرعات الحزبية، وبناءا على ذلك وفقا للدستور الايراني فان السياسة الخارجية تعد ضمن صلاحيات قائد الثوة الاسلامية وأن السياسات الخارجية اجمالا يعينها سماحته، وذلك لتجنب الصراعات والازدواجية في مجال السياسة الخارجية.

ندرك أهمية العلاقات مع الجيران

واكد وزير الخارجية الايراني على أهمية التركيز على العلاقات مع دول المنطقة والجيران، وتقديم ايران كبلد مولد للامن والاستقرار والتنمية واضاف، ينبغي علينا متابعة سياسة العلاقات مع الجوار ولهذا السبب كانت اكثر علاقاتنا مع الجيران خلال الاعوام السبعة الاخيرة.

ولفت الى ان لايران اليوم افضل العلاقات مع تركيا وروسيا وافغانستان واذربيجان والعراق وباكستان وبعض الدول الجارة الجنوبية التي رغبت بعلاقات طيبة مع ايران وقال، ان عدد زياراتي لهذه الدول يفوق زياراتي لبقية الدول اضعافا اذ كانت لي اكثر من 20 زيارة الى روسيا و 20 زيارة الى تركيا والعديد من الزيارات الى باكستان وافغانستان والعراق، مما يشير الى التركيز على العلاقات مع الجيران.  

لا يوجد ما يخفى في الاتفاق الاستراتيجي مع الصين

من جانب آخر أكد ظريف عدم وجود أي شيء مخفي في الاتفاق الاستراتيجي على مدى 25 سنة مع الصين ، مشيرا الى أن هذا الموضوع طرح في لقاء الرئيس الصيني بقائد الثورة الاسلامية، وأعلن هذا الأمر أمام الشعب ، وعندما نقلنا مسودة الاتفاق الى الصين كان ذلك مُعلنا ايضا، كما تم الاعلان عن رد الصين على المسودة التي كتبناها ، كما سيتم الاعلان عن التوافق النهائي اذا حصل.

وحول المحافظة على حيوية الشريان الاقتصادي في البلاد في ظل الضغوط الامريكية قال ظريف: ان امريكا تحاول من خلال الحرب الاقتصادية والارهاب الاقتصادي فرض الظروف التي تريدها على ايران.

نتابع شطب الدولار من التعاملات الاقتصادية

وأوضح ظريف: بأن شطب الدولار من التعاملات الاقتصادية مع بعض الدول من شأنه تخفيف وطأة الحظر، فيما تم تبني آلية المقايضة وحققنا نجاحات بهذا الشأن.

وشدد على أن كافة الجهود منصبة لتقليل ضغوطات الحظر، وأن وزارة الخارجية تسعى للعب دور تسهيلي رغم انها ليست معنية بشكل مباشر في الشأن الاقتصادي، مشيرا الى أن وعبر آلية المقايضة تمكنا من احباط  اهداف اميركية مناوئة لايران.

ظريف بيّن أن الخارجية الايرانية وعبر التركيز الاقليمي والعلاقات الاقتصادية مع دول الجوار بغية رفع معوقات تصدير السلع والخدمات ساهمت  في بلورة الاتفاقيات مع الاتحاد الاوراسي الاقتصادي ( يضم روسيا – بيلاروسيا – كازاخستان – قرغيزيا – أرمينيا).