واضاف السيد نصرالله أن الوضع الاقتصاي لا يتهدد منطقة واحدة بل يعني الجميع، لافتا الى ان "المقاربة يجب ان تكون وطنية وهذا الامر لا يمكن تفكيكه أو تبسيطه بل نحن بحاجة إلى جهد وطني متواصل ويجب ان نفكر بجميع المقيمين على الارض اللبنانية.
ولفت سماحته الى انه عندما تحصل انهيارات معينة او مخاطر معينة تداعياتها سوف تلحق الجميع ومنطلق هذا الامر أخلاقي، ديني، ووطني وبناء على هذ المقدمة نحن نحتاج إلى تصويب بعض الامور أولا موضوع التوجه شرقا عندما طرحنا هذا الموضوع كنت واضحا ان التوجه شرقا لا يعني ان ندير ظهرنا للغرب وكن واضحا عندما قلت لنه يجب ان نكون منفتحين على العالم باستثناء اسرائيل.
وأكد سماحته: "لسنا عقبة ان تأتي أميركا لتساعد لبنان والحديث عن التوجه شرقا لا يعني الانقطاع عن بقية العالم، مشيرا الى أن أي دولة بالعالم غير الكيان الغاصب مرحب بها للعمل والاستثمار في لبنان.
وقال السيد نصرالله: القول ان هذا الطرح هدفه تغيير وجه لبنان الحضاري، هذه تعليقات تدفعنا إلى الضحك. إذا قلنا ان الصين تاتي إلى لبنان بهدف الاستثمار لا يعني اننا نريد تحويل نظام لبنان إلى شيوعي. وعن موضوع إيران والتوجه شرقا سمعت البعض يقولون اننا نريد تحويل لبنان إلى النموذج الإيراني لكننا لم نقل ذلك، نحن طلبنا من إيران مساعدتنا وعندما تقبل إيران بيعنا مشتقات نفطية بالليرة فإنها تقدم تضحية كبيرة جدا. اطمئنوا فإن لبنان لا يملك عناصر النموذج الإيراني الذي جعل إيران تصمد وتعيش في ظل العقوبات الشاملة. إيران لديها شبه اكتفاء ذاتي بالمواذ الزراعية وصناعاتها متقدمة ومتطورة والنموذج الإيراني أرسل قمرا صناعيا إلى السماء ولديه اكتفاء ذاتي بالبنزين والمازوت والكهرباء ويبيع الدواء إلى الخارج. إلا ان لبنان لا يملك عناصر ومؤهلات النموذج الإيراني فكونوا مطمئنين.
وأضاف: ان "إيران صمدت 40 سنة تحت العقوبات، وفي لبنانا بعض عقوبات وتهديد وتخويف هناك جزء من الناس مستعجلة على الاستسلام والخضوع. لا أحد يريد تغيير وجه لبنان الحضاري ولا نريد تحويل النظام إلى نظام شيوعي. أي دولة في الشرق أو الغرب تريد مساعدة لبنان يجب ان نتواصل معها وننفتح عليها".
ونوه سماحته "عندما نريد مقاربة الازمة المعيشية والنقدية، هناك مستويين، المستوى الاول عندما نريد اخراج لبنان من أزمته الاقتصادية والوصول إلى مرحلة التعافي والاستقرار هذا موضوع كبير بحاجة إلى دولة بكل مؤسساتها ومساعدة خارجية وهذا له مساره. المستوى الثاني هو منع الانهيار والجوع بما للانهيار المالي والجوع من تداعيات على الشعب اللبناني. هذا ما سنتكلم عنه اي منع الجوع والتدهور وهو ما يجب وضعه هدفا لنا".
وقال السيد نصرالله: "اليوم أول ما ندعو إليه هو انه لا يجب ان نختار طريقا واحدا ونقف عليه. قالوا نريد صندوق النقد الدولي وافقنا وقلنا ان لا مانع لكن هذا لا يعني عدم التفتيش عن خيارات أخرى، يجب ان نفتح كل المسارات الممكنة التي توصل إلى منع الانهيار والسقوط والجوع وعلى هذا الاساس تكلمنا عن عدة أفكار بينها التوجه شرقا. لا يجوز ان يحكم الآداء العام الانتظار السلبي هذا خطأ بل يجب على كل اللبنانيين الدولة والشعب ان نكون كلنا فعالين ونتحرك، يجب ان نفتح اي مشار يمكن ان نفتح وأن نطرق كافة الابواب للوصول إلى النتيجة المرجوة".
وأوضح سماحته: "ان ما نعيشه اليوم أخطر تهديد يمكن ان يواجه شعب ودولة، نحن قادرون كلبنانيين دولة وشعبا أن نحول التهديد إلى فرصة ومناسبة للقيام بخطوات مهمة جدا قادرة على وضعه بالطريق الصحيح باتجياه الاستقرار الاقتصادي. عندما نتكلم عن بعض الخيارات العنوان العريض هو تحريك عجلة الاقتصاد، قيل لنا ان الشركات الصينية حاضرة للاستثمار بلبنان ومن الطبيعي ان يبادر لبنان ويتكلم مع الصيني ليرى امكانياته وشروطه. الدولة هي من واجباتها التكلم مع الصين وليش حزب الله. وجدنا رد الفعل الاميركي الغاضب بعد التكلم عن الصين من وزير الخارجية إلى السفيرة في لبنان وهذا دليل ان هذا خيار مفيد وجدي، لماذ ستشن أميركا حملة شعواء على الخيار الصيني؟ هذا دليل ان هذا بابا يخرج لبنان من الحصار الاميركي".
وأكد السيد نصرالله بأنه "عندما تكلمنا عن الموضوع العراقي، أتى وزراء عراقيين وتكلموا مع الحكومة وكان في أجواء إيجابية والعراق فرصة عظيمة جدا للبنان والعلاقة بين البلدين ممتازة جدا. خرج اليوم من يقول ان هذا الموضوع لن ينجح لأن أميركا قد تضغط على العراق".
ولفت سماحته الى انه "كم سيوفر شراء المشتقات النفطية من إيران بالليرة اللبنانية على المصرف المركزي؟ انا اضمن لكم هذا الأمر وعرضنا على المسؤولين اللبنانيين بعيدا عن الاعلام كي نرى هذا الخيار إلى اين يوصل. لا يجوز ان نتوقف عن المحاولة من أجل ان نرى إلى اي نصل هذا خيار يمكن ان يخفف الكثير عن اللبنانيين".
وقال السيد نصرالله ان "السياسات الاقتصادية التي اتبعت أدت إلى انهيار القطاعين الزراعي والصناعي، من يريد ان يستثمر بالقطاع الزراعي سيرى ان الربح الذي سيحصل عليه يحصل عليه من المصارف من جون تعب. أبسط المصنوعات نستوردها من الخارج. اليوم شعرنا بهذا الخطأ لكن يمكننا اليوم ان نعالج هذه المشكلة من خلال التحول إلى بلد منتج. اليوم أيا يكن الوضع الاقتصادي الدولي والعالمي، من شروط الحياة الكريمة لأي شعب ان يكون شعبا منتجا. الزراعة والصناعة لأي شعب كالاوكسيجين والماء. تغيير المعادلة هو الذهاب إلى الانتاج والمسوؤلية على الدولة والشعب معا. على الدولة ان تحيي القطاعين الزراعي والصماعي كي يقف البلد على رجليه والعشب جزء كبير في هذه المرحلة ويجب ان نتوجه إلى الزراعة والصناعة، لدينا اراضي شاسعة جدا وطقس لبنان مناسب جدا والامطار ممتازة ومياه الانهر تذهب هدرا واستصلاح الاراضي من أجل الزراعة ليس أمرا صعبا وبالتالي نحن بحاجة إلى قرار وارادة".
وتابع: "علينا ان نتساعد كلبنانيين من أجل الزراعة وتأمين أسواق من أجل سير الحركة وبالصناعة نفس الامر يجب ان نتعاون وهذا المسار المطلوب اليوم. نحن كحزب الله ندعو اللبنانيين إلى خوض معركة احياء القطاعين الزراعي والصناعي كشرط اساسي للاستمرار والصمود".
وأكد سماحته بانه "نحن في حزب الله سنحضر في هذه المعركة بقوة وأعلن اننا قررنا ان كل حزب الله بكل ما لديه من قدرات سيكون في قلب هذه المواجهة وبقلب هذه المعركة، وحيث يجب ان نكون سنكون وحيث وجب ان نكون كنا وانتصرنا وحققنا وكنا الاعلى، واليوم انا أقول لكم لاخواني وأخواتي في حزب الله نحن في معركة الزراعة والصناعة وهذه مفخرة لنا ويجب ان نكون مزارعين لننقذ بلدنا كله ونحن نفكر بكل الشعب اللبناني وهمنا كل الشعب اللبناني و"إذا فينا نزع عالأسطح سنزرع" ويدنا ممدودة للجميع".
وقال: عندما نأكل ما نزرع ونلبس ما نصنع إذا نحن شعب جدير بالحرية والاستقلال والكرامة. نحن يجب ان نذهب إلى الجهاد الزراعي والصناعي والمقاومة الصناعية والزراعية ويجب ان نخطط بهذا الاتجاه والتعاون مع بعضنا البعض وعندما نجتاز مرحلة الجوع نخطط الخروج الاستراتيجي من الازمة.
وأضاف: أتمنى على السفيرة الأميركية ألا تنظّر علينا بالسيادة وحقوق الانسان لأنها تمثل دولة قتلت الملايين،كل من قتل في حرب تموز في رقبة دولتك المجرمة القاتلة الداعمة لـ"إسرائيل".
وخاطب الامريكيين بالقول: أنتم من أتيتم بالإرهاب التكفيري وتمكنون الإرهاب الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين.
ونوه الى ان السياسة الأمريكية المتبعة باتجاه لبنان الآن عبر الحصار الاقتصادي، لن تضعف حزب الله بل تقويه، وستضعف حلفاء الأمريكيين.
وشدد على ان الامريكيين يستغلون تراكم السياسات الاقتصادية الفاشلة لتأليب الشعب اللبناني على حزب الله،الخيار الأمريكي بحصار حزب الله لن يؤدي إلى نتيجة، نحن لن نستسلم.
وأوضح سماحته: انشغالنا بوضعنا الاقتصادي يجب ألا ينسينا الوقوف إلى جانب الفلسطينيين في مواجهة خطة الضم،نحن إلى جانب إخواننا الفلسطينيين دولة وشعبًا ونحن حاضرون لفعل أي شيء في مواجهة مؤامرة الضم.