وكالة مهر للأنباء، عرّج مدير مهرجان العودة السينمائي المنتج الفلسطيني، ابراهيم مسلم، على ظاهرة التطبيع التي تنتهجها بعض البلدان العربية مؤخرا في المجال الفني مع الاحتلال الاسرائيلي، وقال: التطبيع الفني، لا يقلّ خطورة عن التطبيع السياسي والاقتصادي وغيره مع هذا الاحتلال، كونه خيانة وهو مرفوض جملة وتفصيلًا من كافة الأحرار بالعالم.
وفي حوار له مع المكتب الاعلامي لمهرجان أفلام المقاومة الدولي الـ16، أشار مسلم الى أهمية سينما المقاومة في ظل الظروف الراهنة التي تمرّ بها المنطقة، وقال: دراما المقاومة تُرسّخ وتعزّز فكرة الحرية ونبذ الاحتلال والتطبيع بكافة أشكاله وأنواعه وتُجدّد دعوة التمسك بالهوية الفلسطينية وايديولوجيا المقاومة.
تطرّق المنتج الفلسطيني الى ظاهرة التطبيع مع الاحتلال المتفشية كالوباء مؤخرا في بعض الدول العربية وضرورة توجه السينمائيين العرب والمسلمين نحو مهرجان أفلام المقاومة، وقال: هذه دعوة للمنتجين العرب والمسلمين لدعم دراما المقاومة وتوظيفها بالشكل الصحيح ردًا على دراما التطبيع التي نشطت مؤخرًا في البلدان العربية، وهو خطوة في مسيرة النضال الطويلة التي ستنتهي بدحر الاحتلال عن أرض فلسطين.
وتابع مدير مهرجان العودة السينمائي الذي انعقدت دورة واحدة له حتى الآن وينعقد في غزة: التطبيع الفني، لا يقلّ خطورة عن التطبيع السياسي والاقتصادي وغيره مع هذا الاحتلال، كونه خيانة وهو مرفوض جملة وتفصيلًا من كافة الأحرار بالعالم.
*المقاومة في الفن والمقاومة بالفن كلتاهما ممارسة جماليَّة
وبشأن تناول قضايا المقاومة على سبيل المثال "مسألة المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال" في الأفلام والأعمال الدرامية، وكيف لهذا أن يساهم في منطقة الشرق الأوسط، قال المنتج الفلسطيني: بالتأكيد المستلزمات لابد أن تكون حاضرة عندما نحارب المحتل يجب ان نحاربه بأدوات قوية وعصرية ذات جودة عالية لكي تكون هذه الأعمال بمستوى تحديات و طموحات هذا العدو الذي يريد السيطرة على بلادنا وعلى محورنا، وبالتالي يتطلب وجود مستلزمات سينمائية خصوصا أن المقاومة كما تمتلك السلاح يجب أن تمتلك الكاميرا والقلم وكاتب السيناريو والعقل المدبر لهذه الأفلام الفنية و الدرامية.
وقال: المقاومة في الفن والمقاومة بالفن كلتاهما ممارسة جماليَّة.
*كما نحارب الاحتلال بالسلاح لا بد أن نحاربه بالدراما
واستطرد: وجود الامكانية القوية العصرية الحديثة التي باستطاعتها أن تنتج أعمال ومسلسلات و أفلام وثائقية تخدم المقاومة و فكر المقاومة، اعتقد أننا بهذا الشكل نستطيع محاربة العدو فنيا من خلال هذه الأعمال التي لابد من توثيقها، والمقاومة تمتلك الكثير من المواطن المشرفة لمحاربة المحتل لذلك لا بد من وجود مستلزمات عالية الجودة خاصة عندما نتحدث عن البطولات التي خاضتها على مدار سنوات طويلة مع المحتل في جولات الصراع.
وتابع: هناك الرموز من الشهداء و الرموز من الأعمال الذين انتجو وصنعو نصرا ومجدا، وعلى هذا المستوى نريد أن نحقق العديد من الأفلام والمسلسلات والأعمال الدرامية من خلال الأدوات العصرية و الإمكانيات الكبيرة لكي نقوم بالتحدي وننتج هذه الأفلام التي بإمكانها أن تنافس وأن تكون حاضرة بقوة في مجمل الأعمال التي تحارب المحتل، فكما نحاربة بالسلاح لا بد أن نحاربه بالدراما لأن الدراما هي أدات نضال.
*قسم "المدافعون عن الصحّة" اختيار موفق للمهرجان
وعن أهمية قسم "المدافعون عن الصحّة" الذي أطلقه المهرجان لهذا العام، قال مسلم: نهنئكم بالنسخة السادسة عشر من مهرجان أفلام المقاومة الدولي واعتقد أن اختيار العنوان بمجابهة ومواجهة وباء كورونا و وجود تضحيات كبيرة للأطباء وعناصر الأمن وأصحاب الخط الأول من لابسي الرداء الأبيض وهم اللذين يكافحون على الجبهة مثلما يكافح المقاتل على الحدود يدافع عن أرضه و بلده، اختيار موفق.
وتابع: هنالك الكثير من الأبطال الذين عملوا ليخدموا أبناء هذه الأمة سواء في الجمهورية الاسلامية أو في المنطقة لأن هذا الوباء الذي اجتاح هذا العالم، كان له أبطال في هذه المرحلة و أبطاله الحقيقيون أصحاب الرداء الأبيض من النساء و الرجال و من الكوادر الطبية الذين عملوا طوال هذه الفترة لخدمة أبناء شعبهم ولمجابهة ومواجهة هذا الوباء الخفي الذي اجتاح هذا العالم.
وتمنّى المنتج الفلسطيني، كامل التوفيق لهذه الدورة من مهرجان أفلام المقاومة، واعتبر أن اختيار وجود قسم مخصص لكورونا وتضحيات الكوادر الطبية له اهمية كبيرة في هذا العام، وقال: اعتقد أنكم ستحصلون على الكثير من المواد والأعمال الوثائقية والدرامية التي تتناول قضايا تتعلق بهذا القسم.
كما أشار مسلم الى أهمية تخصيص المهرجان قسماً دولياً للشهيد قاسم سليماني، قائلا: هنالك رجال قد صنعوا تاريخ لهذه الأمة و لهذه المنطقة لقد صنعوا لها مجدا عظيماً، لا بد من وجود أفلام تحيي هذه الذكرى، وعن شخصية الشهيد سليماني اعتقد أننا امام شخصية تاريخية مجيدة كان لها دور كبير في خدمة المقاومة الفلسطينية على وجه التحديد.
واختتم المنتج الفلسطيني حواره مع المهرجان قائلا: إن استحداث قسم خاص بالشهيد سليماني لهذا العام اختيار موفق للمهرجان، وأعتقد أنه سيكون هناك الكثير من الأفلام ستصلكم بخصوص هذا الأمر، لكن نحتاج أيضا الى التنوع في هذه الأقسام بما يخص الأعمال الفلسطينية، اعتقد أن من ضمن المهرجانات العربية التي نشارك بها هناك الكثير من المهرجانات التي تتعمد وجود قسم خاص بالأعمال الفلسطينية والابداعات التي تخرج من روح المعاناة، لكي تستقبلوا الكثير من الأعمال التي تخدم المقاومة ومحور المقاومة بشكل عام.
/انتهى/