وأضاف المكتب في تقريره الأسبوعي، الذي نشر أمس السبت، أن النشاط الاستيطاني "الإسرائيلي" لا يتوقف، وهو يتنقل من محافظة إلى أخرى في الضفة الغربية المحتلة، غير أن بؤرة تركيزه في المدّة الأخيرة تتخذ من مناطق الأغوار الفلسطينية ومن محافظتي بيت لحم والقدس هدفًا لها.
وأشار إلى أن منظمات الاستيطان تنشط في تلك المناطق، ويجرى تسجيل الأراضي التي تصادر باسم هذه المنظمات أو باسم ما يسمى "الصندوق القومي اليهودي".
وأوضح أن مدينة بيت لحم شهدت -الأسبوع الفائت- هجمة استيطانية، حيث أعلن ما يسمى بـ"الصندوق القومي الإسرائيلي" الانتهاء من إجراءات تسجيل وضم 526 دونمًا، من أراضي بلدة نحالين جنوب غرب المدينة لمصلحة "مجمع غوش عتصيون" الاستيطاني عقب رفض محاكم الاحتلال دعوى أصحابها الفلسطينيين.
وذكر أن محاكم الاحتلال رفضت جميع الأوراق التي قدمها الفلسطينيون على مدار أعوام وتثبت ملكيتهم للأراضي، وحكمت بالقضية لمصلحة المستوطنين، وإثر ذلك سجلت على اسم "الصندوق القومي" الذي منح الأراضي بدوره للمستوطنين.
وذكر التقرير أن سلطات الاحتلال استولت أيضًا على 700 دونم زراعي في منطقة العقبان في محيط جبل الفرديس شرق بيت لحم، وسُيّجت بأسلاك شائكة، ونصبت بوابة حديدية عليها قبل أربعة أيام، لمصلحة إقامة حديقة "هيرودون".
وأكد أن المنطقة الشرقية لمحافظة بيت لحم تتعرض منذ مدة لهجمة استيطانية من خلال مواصلة آليات الاحتلال تجريف مساحات من أراضي المواطنين في قرية كيسان التي تبعد نحو 20 كم عن المدينة، لمصلحة توسيع حدود مستوطنة "ايبي هناحل" المقامة على أراضي القرية.
وأشار إلى نصب عدد من البيوت المتنقلة "كرفانات" قرب القرية على مساحة 50 دونما لمواطنين فلسطينيين مقيمين بالأردن.
وأكد اقتلاع عشرات الأشجار ونصب عشرات الأعمدة الكهربائية، لفائدة مخطط استيطاني يخدم مستوطنتين مقامتين على جزء من الأراضي الأمر الذي يهدد بتهجير مواطني القرية البالغ عددهم نحو 800 نسمة.
وفي مدينة القدس، تواصل سلطات الاحتلال مشاريعها التهويدية حيث تعمل "بلدية القدس" على إقامة دولاب ضخم في متنزه "أرمون هنتسيف" (قصر المندوب السامي) الذي سيطل على البلدة القديمة.
وينضم هذا الدولاب إلى مجموعة الإغراءات السياحية الأخرى المخطط لإقامتها في منطقة الحوض التاريخي للقدس، منها القطار المعلق إلى حائط البراق و"الأوميغا"، وجسر معلق، ومنشأة للتزلج.
وبحسب المكتب الوطني، يجرى العمل على إقامة الدولاب الضخم بالتعاون مع ما يسمى "سلطة تطوير القدس" في إطار خطة شاملة لترميم متنزه “أرمون هنتسيف”، وتشمل الخطة ترميم المتنزه وإقامة مطاعم وحديقة تماثيل ومسارات للدراجات ومركزاً للموسيقى، وأمام المتنزه على الطرف الثاني للشارع يخطط لإقامة ستة فنادق.
وأفاد أن طواقم "سلطة الطبيعة الإسرائيلية" هدمت الأسبوع الماضي 3 مخازن في حي وادي حلوة ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، في أرض للمواطن مروان صيام في منطقة باب المغاربة- حي وادي حلوة بدعوى "تحويل الأرض للمنفعة العامة"، وذلك ضمن خطة التوسع الاستيطاني والتهويد.
وتخطط بلدية الاحتلال لإقامة "طريق للمشاة" في الأرض يوصل من مشروع "كيدم الاستيطاني" عند مدخل الحي، وصولًا إلى باب المغاربة وحائط البراق، كما تقع الأرض على بعد عدة أمتار من بناء إحدى محطات مشروع "القطار الهوائي-التلفريك".
أما الهدف فهو تحويلها إلى جزء من "مشروع كيدم" لجمعية "العاد" الاستيطانية، حيث حاولت إرسال مساحين وعمال إلى الأرض والمنطقة المستهدفة إلا أن أصحاب الأراضي تصدوا لها مرارًا.
وتبلغ مساحة الأرض تقريبًا 1000 متر مربع، وهي في منطقة حساسة وإستراتيجية، وملاصقة لباب المغاربة الباب الجنوبي للمدينة المقدسة، والمدخل الرئيس لحائط البراق والمسجد الأقصى من باب المغاربة.
ونبه المكتب الوطني في تقريره إلى أن المستوطنين ما زالوا يواصلون أعمال العربدة في مختلف المحافظات في الضفة الغربية، بدءًا بالتشويش على حركة المواصلات على الطرق ورشق السيارات الفلسطينية بالحجارة مرورًا بإشعال الحرائق في أراضي وممتلكات الفلسطينيين، وليس انتهاءً بالاعتداء على مشاريعهم الإنتاجية ومحاولة تخريبها.