وكالة مهر للأنباء - عبدالله مغامس: مع الاخذ بعين الاعتبار بان ايران والصين وقعتا اتفاقية تعاون مشتركة وشاملة وإستراتيجية على مدى بعيد، فان الولايات المتحدة الامريكية وبعض حلفائها يسعون لمهاجمة وعرقلة هذه الاتفاقية التي تمت بين طهران وبكين من خلال الحملة الاعلامية لوسائل اعلام مناهضة للثورة الاسلامية ضد هذا الاتفاق.
المصالح الامريكية باتت مهددة جراء الاتفاقية بين طهران وبكين
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن طهران وبكين توصلتا إلى اتفاق اقتصادي وأمني ضخم وشامل، يهدد الولايات المتحدة، فهذا الاتفاق يعني تدفق مليارات الدولارات من الاستثمارات الصينية في مجال الطاقة وقطاعات أخرى إلى إيران.
وذكرت الصحيفة أنه في حال تفعيل هذا الاتفاق، فإن جهود إدارة الرئيس دونالد "ترامب" لفرض العقوبات ووضع إيران في عزلة عن العالم الخارجي وحصارها اقتصاديا سيكون مهددا بالفشل.
وكشفت "نيويورك تايمز" عن حصولها على نص الاتفافية المكون من 18 صفحة، الذي سيؤدي إلى توسع الوجود الصيني في قطاعات المصارف والاتصالات والموانئ والسكك الحديدية في إيران.
وفي المقابل، ستحصل بكّين على النفط الإيراني بشكل منتظم وسعر مخفض لمدة 25 عاما مقبلا.
ونوهت الصحيفة الأمريكية إلى أن الاتفاق يعزز من الشراكة العسكرية بين البلدين.
ووضح خبير عسكري اسرائيلي انه بالنسبة للوجود العسكري الامريكي في العالم، فإن الأوساط العسكرية الإسرائيلية تعتقد أن الصين حددت لنفسها هدفا لتحدي كل تواجد أمريكي في العالم، بدأ بميناء عسكري في جيبوتي شرق أفريقيا، بحجة وجود قاعدة لوجستية للقوات التي تقاتل القراصنة الصوماليين، واستمر بحضور صيني عند مدخل الخليج الفارسي، وهذا يعني أن الولايات المتحدة لن تكون القوة المهيمنة المسيطرة على مضيق هرمز، التي تضمن ممرات الشحن المجاني".
ولفت إلى أن "المحافل الاستراتيجية الإسرائيلية تتابع حالة الصراع الصيني الأمريكي، فليس هناك أحد في إسرائيل ينكر أنه بتوقيع هذه الاتفاقية تتسبب إيران بتصدع كبير في العلاقة بين الصين والولايات المتحدة، وفي هذه الحالة سيكون السؤال في إسرائيل عن خطوات الصين الآتية: كيف ستترجم الاتفاقية، وهل ستحرر نفسها تماما من التزامها بالعقوبات العسكرية على إيران، وتتحرك للتجارة الحرة والمفتوحة معها".
تعزيز العلاقات بين ايران والصين يشكل تهديداً للكيان الصهيوني
عبرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الاسرائيلية عن قلقها بشأن توقيع طهران وبكين على اتفاقية تعاون شاملة وطويلة الأمد، واصفة هذه الاتفاقية بأنها أخبار سيئة لإسرائيل، وكتبت: "ان مخاطر هذه الاتفاقية واضح جدا للكيان الصهيوني".
واشارت صحيفة "ويت" انه بالنسبة ل"اسرائيل"، إمكانية الضرر الكامنة في مثل هذا الاتفاق واضحة جداً، مؤكدةً: "انه أي دولار يدخل الى الجمهورية الاسلامية هو دولار يمكن انفاقه على الارجح ضد الكيان الصهيوني"، ويتضح هذا بشكل خاص عندما يتعلق الامر بتعزيز الجيش الايراني من خلال التعاون مع الصين، وأضافت ان تحويل اي من الموارد الجديدة الى الجيش الايراني من المحتمل وعلى الارجح سيوجه وسيتم استخدامه ضد اسرائيل.
جدير بالذكر ان جزء من الاتفاق قد يكون بيع اسلحة مكثّف للجمهورية الاسلامية، فهناك تقرير لوزارة الدفاع الامريكي يقول ان الصين تسعى لبيع طائرات هليكوبتر هجومية وطائرات نفاثة ودبابات حديثة، والمزيد بمجرد انتهاء حظر الاسلحة الذي تفرضه الامم المتحدة.
/انتهى/