بنيامين نتنياهو يستغل الحرب على جميع حركات المقاومة في فلسطين ولبنان للهروب من ازماته الداخلية.

وكالة مهر للأنباء-عبدالله مغامس: بعد تصديره للازمات الداخلية وتحويلها لحرب على محور المقاومة في فلسطين ولبنان وسوريا فبنيامين نتنياهو انتهج سياسية فرعون ضد المتظاهرين المنتمين الى حركة الأعلام السوداء الذين يطالبون بمحاكمته واقالته من منصبه ووضعه بالسجن المؤبد على الجرائم التي ارتكبها في الاراضي الفلسطينية المحتلة وفي الدول المجاورة لفلسطين، بالاضافة الى تعامله السئ في مواجهة الازمات الداخلية والخارجية، فسوء تقدير بنيامين نتنياهو واستهتاره وتعامله برعونة مع هذه الازمات وضعه في موقف لا يحسد عليه حيث قامت ضده مظاهرات حاشدة تطالب بمحاكمة هذا الفاسد وزجّه في السجن المؤبد.

وذكّرتنا هذه المظاهرات التي قامت في فلسطين المحتلة بالمظاهرات التي حدثت بالولايات المتحدة التي كانت تطالب بالحرية ورفض العنصرية وعدم الاعتداء على حقوق الاخرين واحترام حرية الرأي والتعبير وازالة الفاسدين من مناصبهم، واستغل الرئيس الامريكي "دونالد ترامب" الاضطرابات والمظاهرات لمحاوملة السيطرة على البيت الابيض وللحفاظ على منصبه، فقد امر ترامب الجيش الامريكي باستخدام القنابل الدخانية والضوئية وممارسة العنف باستخدام الرصاص المطاطي ضد المتظاهرين، فما كان من سياسة البيت الابيض الا ان لبّت رغبته في قمع هذه المظاهرات بقوة السلاح ونشر الرعب بين صفوف المتظاهرين، ونشر قوات للجيش الامريكي في جميع محافظات الولايات المتحدة خوفا من تمكن المتظاهرين من ازالته من منصبه، حيث بات يجد نفسه محاصراً في اي مكان يتواجد فيه، فلا في مكتبه ولا حتى بيته بات امناً.

وعاد هذا المشهد يتكرر اليوم في اسبوعه السادس في الشوارع الفلسطينية حيث بدأت قوات الاحتلال الصهيوني بامر من رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" بضرب وقتل وقمع المظاهرات بقوة السلاح، حيث اعلن حالة الطوارء في كافة المدن الفلسطينية بحجة التهديدات الخارجية.

فما كان من بنيامين نتنياهو بعد مسلسل العنف ضد المتظاهرين ضده، الا ان قرر اعلان حرب على دول المنطقة للخروج من هذا المأزق الكارثي، وأكد محللون سياسيون مختصون بالشأن الفلسطيني على ان ما يجري في كيان الاحتلال ليس مفاجئاً، وان سياسة نتنياهو المتراكمة من عبثه وسياساته الغبية هي التي ادت الى تفاقم الازمة الهستيرية التي يعيشها الكيان الصهيوني.

وعلى الاغلب ان الوضع الراهن المتوتر لن يخدم الا حكومة الحرب التي يتزعّمها "بنيامين نتنياهو".

* تصدير ازماته للداخل الفلسطيني:

ان التصعيد والاستفزازات الصهيونية وسط اجواء من التوتر الشديد على جبهات متعددة وخصوصا على قطاع غزة، حيث شن طيران الاحتلال غارات وهمية على القطاع هدفها اشعال الحرب في فلسطين، فقرعت صفارات الانذار في الكيان الصهيوني وهرع المستوطنون الى الملاجئ واعتبرت حركة المقاومة الاسلامية "حماس" ان العدوان والتصعيد الصهيوني على غزة يهدف الى تصدير الازمات الداخلية للاحتلال الصهيوني على اهالي قطاع غزة وحرف الانظار عما يجري في داخله من تطورات واوضاع ساسية متفاقمة مؤكدة انها لن تسمح بان تكون مسرحاً لتصدير ازمات الاحتلال.

اما بالنسبة الى الضفة الغربية فقامت قوات الاحتلال الصهيوني بنفير عام في جميع مدن الضفة وشنت حملة اعتقالات واسعة واقتحمت المدن والمخيمات الفلسطينية لاقناع المستوطنين بان الحرب قادمة على الكيان ويجب ان نتصدى لها ولا وقت لدينا لحل الخلافات والنزاعات السياسية الداخلية.

* تصدير ازماته للخارج:

اراد العدو الصهيوني من خلال مناورته ان يصور وكأن المقاومة قامت بالرد، من خلال اختلاق روايات واخبار اشغلت العالم كله اعلامياً وسياسياً بينما كان الامر خلاف ذلك. 

وهذه التطورات تتزامن مع حالة التوتر الشديد والاستنفار والتأهب الصهيوني على الحدود اللبنانية تحسبا للرد المنتظر من حزب الله على استشهاد احد مقاوميه في غارة شنها الكيان على جنوب دمشق وقيامه باستفزاز المقاومة الاسلامية في جنوب لبنان، فالتصعيد الذي شهده جنوب لبنان في الفترة الاخيرة من قبل جيش الاحتلال كان هدفه التعتيم على الانقسامات الداخلية وتصاعد حدة التظاهرات المطالبة باستقالة نتنياهو على خلفية قضايا الفساد وتدهور الوضع الاقتصادي وارتفاع نسبة البطالة، والاكثر من ذلك تأكيد بعض الخبراء في الشأن الفلسطيني بأن الجبهة الداخلية غير جاهزةٍ للمواجهة فضلاً عن المخاوف من قدرات حزب الله وامكانية تحرير محور المقاومة للأراضي الفلسطينية.

فكل المؤشرات تشير الى ان جيش الاحتلال يعيش حالة من الهلع نتيجة الترقب المرير الذي يسيطر عليه في انتظار رد حزب الله على استشهاد المجاهد البطل "علي محسن" في الغارة الصهيونية.

وتفاعل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مع الاحداث الاخيرة بنشر تغريدات ساخرة من الكيان مؤكدين على قوة عقيدة المقاومة وبسالة مجاهديها وقدرت المقومة على تحرير فلسطين وضعف وهشاشة جيش الاحتلال.

يجب على نتنياهو ان ينتظر الرد الحقيقي للمقاومة وليس المسرحية التي يلعبها هو وكيانه واعلامه، فهو يعيش اصعب لحظات حياته السياسيةفمن جانب ان السجن ينتظره بسبب الفساد والسرقة والفشل السياسي، ومن جانب اخر ينتظر الرد الحقيقي للمقاومة.

والحروب التي خاضتها الحكومات الصهيونية السابقة مع حركات المقاومة أودت برؤساء الوزراء السابقين الى الهزيمة والهروب من الحياة السياسية ومنهم الى السجن، فعلية ان بتعلم من "ايهود أولمرت" الذي سجن بسبب الفساد بعد انتصار المقاومة الاسلامية اللبنانية في حرب تموز عام 2006.

/انتهى/