وكالة مهر- فاطمة صالحي: هزّ انفجار ضخم العاصمة اللبنانية بيروت أمس الثلاثاء وأسفر عن مقتل العشرات وإصابة الآلاف فضلا عن الأضرار المادية الفادحة.
وتفيد التقارير الواردة من بيروت بأن الانفجار الذي وقع في منطقة مرفأ بيروت كان شديدا، حيث أدى إلى خسائر بشرية ومادية.
وفي هذا الشأن انتشرت صور رادارية عقب انفجار مرفأ بيروت حيث تظهر هذه الصور وجود أربعة طائرات تجسس تابعة للبحرية الأمريكية قرابة الساحل اللبناني السوري، ما يزيد إحتمالية ضلوع أمريكا في التفجيرات الاخيرة التي هزت العاصمة اللبنانية بيروت.
وفي هذا المجال اجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء مقابلة مع عضو كتلة التنمية و التحرير في البرلمان اللبناني وعضو المكتب السياسي في حركة أمل النائب "محمد نصرالله". وفي مايلي نص الحوار:
س: كيف تقيم الإنفجار الذي هز العاصمة بيروت وأسبابه؟
نعيش اليوم في لبنان كارثة تاريخية غير مسبوقة على الاطلاق ولم تكن في خيال اللبنانيين أن يستفيقوا يوماً فيجدوا عاصمتهم تدمر بلحظةٍ واحدة نتيجة حدثٍ ما، ولا نريد ان نستبق مجريات التحقيق باسبابه التي ادت الى وقوع هذا الانفجار الكبير الذي دمر جزءاً كبيراً من العاصمة وله ارتدادات اقتصادية واجتماعية لا نستطيع حصرها ونحن على مسافة ساعات من حدوثه.
س: ما هو رأيك في شأن قيام بعض الدول بإثارة الاوضاع في لبنان عقب وقوع الإنفجار؟
كنا ننتظر من دول العالم ان تقف الى جانبنا في هذه المأساة لكن مع الأسف نرى ان هناك من يريد ان يستغل هذه الحادثة ليحقق في لبنان اهدافه التي لا تنسجم مع مصلحة لبنان والتي تضر بمصلحة لبنان وتؤدي الى انقسامٍ بين البنانيين.
س: ماذا يتوجب على الشعب اللبناني القيام به في ظل هذه الظروف الحالية؟
نحن كلبنانيين في هذه المرحلة يجب أن نهتم بهذه الكارثة وكيف يمكن أن نخرج منها باقل الخسائر، نعم الشعب اللبناني مدعو بان يستفيد من هذه الكارثة ويحولها إلى فرصة للقاء وفرصة للتوافق وفرصة أن يجمع طاقاته من أجل الخروج من هذه الازمة ومن هذه الكارثة ونتائجها، لا سيما اننا نعيش الواقع المؤلم الاقتصادي والاجتماعي نتيجة الظروف السياسية التي نمر بها منذ السنة الماضية الى اليوم والتي ادت الى الإنهيار الإقتصادي الذي نمر به ونتائجه الإجتماعية التي خلفت عشرات الالاف من عاطلين عن العمل، وادت هذه الظروف الى انخفاض سعر الليرة اللبنانية امام الدولار وغيرها من الأسباب التي يعيشها اللبنانيون بشكلٍ قاسيٍ جداً.
نحن نتمنى أن تتحول هذه الكارثة التي حلت بنا الى فرصةٍ وتكون نداء وجرس إنذار للبنانيين الذين لا نشك لحظةً بان إمكاناتهم تسمح بأن يعالجوا كل مشاكلهم بما فيها آثار هذه الكارثة، فيجب علينا ان نتوحد ونتفق على خطةٍ واحدة وطريق واحد للخروج من هذه الأزمة. وحدتنا هي باب خلاصنا من كل الأزمات التي نعاني منها.
س: كيف يمكن للكيان الصهيوني ان يستغل هذا الموقف لصالحه؟
لا شك أن الكيان الصهيوني يريد أن يستفيد من هذا الانفجار الكبير الذي حل بلبنان لتسجل مواقف يمكن أن تعكس على الساحة اللبنانية انقساماً بين اللبنانيين، فمسارعته إلى نفي مسئوليته عن الكارثة هي كرة يلقيها بين ايدي اللبنانيين حيث منا من يقول أن تصريح الكيان يدينه ومنا من يقول أن تصريح الكيان يشير إلى أنه بريئ من الكارثة، ونحن لا نريد هنا وكما قلت قبل قليل أن نستبق التحقيق ونطلق مواقف واحكام عن من فعل هذا وكيف حصل هذا الامر ولابد أن نحترم التحقيق ولا نستعجل الامور ونترك القضايا تسير بالاتجاه الصحيح.
س: كيف تقيم دور أمريكا والكيان الصهيوني في شأن ممارسة الضغوط علی لبنان؟
الكيان الصهيوني وامريكا لا تتخيلان أنهما قادرتان على أن تخسرا لبنان بسبب موقعه الجيوسياسي الهام للسياسة الأمريكية في المنطقة ولمنع لبنان من ان يكون حراً وسيداً لأن معنى الحرية ومعنى السيادة أن يحمي نفسه من الاعتداءات والاطماع الصهيونية التي كان يسعى الى تحققها سابقاً باحتلال جنوب لبنان الذي بعقيدتهم هو جزءٌ من «اسرائيل الكبرى»، وتمكن المقاومون الذين استلهموا من قضية مشروع الامام "موسى الصدر" الذي انشأ افواج المقاومة اللبنانية من سبعينات القرن الماضي وانطلقت في المواجهة، حيث نجح اللبنانيون المقاومون الشرفاء بطرد العدو الصهيوني من أرض لبنان ولكن الكيان اطماعه لا تزال قائمة وهو يرغب في أية لحظةٍ يستطيع أن يجتاح لبنان ويحتل جزءاً من أرضه ويدمر البنية الوطنية اللبنانية التي تقوم على العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين ليبرر قيام دولته اليهودية العنصرية.
نحن لن نترك هذا يسير دون أن نتمسك بلبنان الواحد الموحد لجميع أبنائه مع الحفاظ على العيش المشترك وهويته المقاومة للعدو الصهيوني الذي لن نسمح له على الاطلاق بان يجد طريقاً لتحقيق اهدافه.
أمريكا تقف إلى جانبها بلا حدودٍ ولا قيود، لذلك تسعى بشكلٍ دائمٍ ومستمر للنيل من لبنان واللبنانيين ومن الإستفادة من كل فرصة من أجل تحقيق الضغط على لبنان وها هي الولايات المتحدة الامريكية تضغط على لبنان من أجل منع تحسنه اقتصادياً وإجتماعياً لأن ذلك يعزز من نظرية الاستقلال الكامل للبنان عن إرادة الأخرين في العبث بواقعه ومستقبله.
/انتهى/