وأفادت وكالة مهر للأنباء أنه تحظى محافظة همدان، نظرًا لإمكانياتها الخاصة وظروفها المناخية، ووجود البستانيين والمزارعين الدؤوبين، والظروف الجغرافية المواتية، بأنها تعد مناطق مناسبة للاستثمار المحلي والأجنبي في هذا القطاع وقد أثمرت جهود الخبراء في هذا المجال.
في السنوات الأخيرة، أدت قضية نقص المياه والحاجة إلى الاستخدام الأمثل للمياه في القطاع الزراعي إلى قيام المزارعين في هذا القطاع بزراعة محاصيل شحيحة المياه، وبما أن الخبراء يلعبون دورًا مهمًا في تقديم المشورة للمزارعين، فقد جرت المحاولة على توفير المنتجات التي يتم إنتاجها من قبل المزارعين.
ويسمي الإيرانيون نبتة الزعفران بالذهب الأحمر، وكما هو معروف عالمياً الموطن الأصلي للزعفران سفوح جبال «ألوند» بمحافظة همدان غرب إيران وضواحيها، والإيرانيون كانوا أول من عرفوا هذا النبات القيم وأخذوا يزرعونه منذ القدم في مناطق مختلفة مثل (جنوب محافظة خراسان وهمدان، قم وأصفهان وفارس).
يشار إلى أن الزعفران مادة غذائية ذات قيمة عالية تستخرج بصعوبة وبكمية قليلة من نبات الزعفران، ويمكن القول إن ما يقرب من 100 ألف من نبات الزعفران ينتج نحو خمسة كيلوغرامات من زهرة الزعفران، فيما تزن 5 كيلوجرامات من زهرة الزعفران الطازج بعد تجفيفها لحوالي كيلوجرام واحد.
ويكسب الزعفران الطعام نكهة طيبة ولوناً زاهياً، ولاستعماله فوائد طبية مهمة، منها التقليل من نسبة الدهون والكوليسترول في الدم، والتقليل من ضغط الدم، والوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية والتشنج، كما أنه يقوي الذاكرة ويهدئ الأعصاب.
ويستخدم الزعفران كذلك في صناعة السجاد الحريري الإيراني، حيث استخدم النساجون الإيرانيون لون الزعفران باعتباره لوناً طبيعياً ذا ثبات في حياكة السجاد الى جانب ألوان طبيعية أخرى، كان يعتمد عليه الخطاطون والمدونون كمحبرة قيمة وعطرة في كتابة وتحرير المخطوطات، وكان بعض الملوك والسلاطين ممن يعتقدون باليمن والبركة التي يحظى بها الزعفران يصدرون المراسم الملكية والقوانين والقرارات المهمة مكتوبة بالزعفران.
وكان الناس يستفيدون من الزعفران في كتابة الأدعية والابتهالات على الجلود والأقمشة المختلفة، كما يستخدم في فنون الرسم وباقي الفنون بوصفه مادة فنية قيمة.
وأوضح انه لا تزال نبتة الزعفران تعد واحدة من أندر الأدوية العشبية في العالم وأكثرها تكلفة، ووفقًا لبيانات مصلحة الجمارك الإيرانية على مدى ستة أشهر، فقد تم شحن 105 أطنان من الزعفران بقيمة 145 مليون دولار إلى الأسواق العالمية خلال هذه الفترة.
وتتم زراعة الزعفران كذلك في العديد من الدول حول العالم غير إيران مثل الهند وأفغانستان وإيطاليا وفرنسا ونيوزيلندا وإسبانيا والبرتغال، واليونان والمغرب وتركيا وبعض مناطق الصين، ولأن الزعفران يُزرع في أكثر من منطقة واحدة حول العالم فإن طرق زراعته تختلف من مكان لآخر وذلك اعتماداً على المناخ ونوع التربة بالإضافة إلى عمق التربة والمسافة بين البصيلات في الحديقة.
الجدير بالذكر أن إنتاج الزعفران في الأعوام الأخيرة شهد نمواً ملحوظاً نتيجة للطلب المتزايد عليه والذي يعد أشهر الأنواع بالعالم ويتميز بجودته العالية، ويتم تصديره إلى أوروبا ودول الخليج الفارسي وبعض الدول الآسيوية.
/انتهى/