إن عقد إشهار العلاقات المحرّمة بين الكيان الصهيوني المجرم ودولة الإمارات برعاية الإدارة الأمريكية المتصهينة، يعتبر شكلاً من أشكال محاولات خداع الوعي وتزييف التاريخ.

خاص لمهر للانباء‌/ الدکتور یوسف الحساینة‌ في‌ مقال خاص لوکالة‌ مهر:‌ في زمن التيه والخذلان والانقلاب على القيم الإنسانية، بتنا نرى كيف تهرول بعض الكيانات  الوظيفية للتطبيع مع العدو التاريخي للأمة والمنطقة بكاملها، حيث تتساقط منظومات تتحكم بمقدرات الأمة وتتسلط على شعوبها أمام أكذوبة  السلام المدنس والتطبيع المخزي مع الكيان الصهيوني الغاصب.
إن عقد إشهار العلاقات المحرّمة بين الكيان الصهيوني المجرم ودولة الإمارات  برعاية الإدارة الأمريكية المتصهينة، يعتبر شكلاً من أشكال محاولات خداع الوعي وتزييف التاريخ، كما أنه يعبّر عن مدى الاستسلام والخنوع الذي يعصف بمثل هذه الأنظمة، إلاّ أنه لن يغيّر من ثوابت الحق والتاريخ والجغرافيا، وسيبقى الكيان الصهيوني المحتل العدو المركزي للأمة وستبقى القدس وفلسطين القضية المركزية للشعوب العربية والاسلامية الحيّة ولكل الاحرار في العالم.
إن الإعلان عن اتفاق "سلام" مع الكيان الصهيوني يفضى إلى  تجميد الضم مؤقتا، ياتي في سياق محاولات الترويج والتسويق للوهم والخداع وكذبة مفضوحة لن تنطلي على الشعب الفلسطيني ولا على الشعوب العربية والإسلامية التي تدرك بفطرتها السليمة ووعيها الكبير  وحسّها وضميرها اليقظ، مخاطر الكيان على المنطقة وعلى شعوبها وعلى مقدساتها وقيمها الحضارية العربية  والاسلامية. وحتماً سيأتي اليوم الذي تقول فيه الشعوب كلمتها الفصل وتُسقط كل الأوهام وتكشف كل المؤامرات.
إن هذه الاتفاق المذل، يعتبر وصمة عار كبير ودليل خزي بحق كل من حاول ويحاول تجميل وجه الاحتلال القبيح والملطّخ بدماء شعبنا وأمتنا، ليعبث بالمنطقة ومقدراتها وقيمها الثقافية والدينية والإنسانية، وهنا نؤكد مجدداً أن فلسطين والقدس ستبقى ثابتاً من ثوابت الأمة وسيبقى العدو الصهيوني طارئا وغريبا ومحتلاً ومستعمراً ونهايته الحتمية إلى الزوال.
إن لعنات التاريخ والأجيال ستطارد المتسولين للتطبيع مع العدو الصهيوني، وسيلاحقهم العار الأبدي وستشهد عليهم الأيام كم كانوا واهمين ومشتبهين ومتواطئين مع  أعداء الأمه وأعداء الإنسانية والشعوب،  ولن يطول الوقت حتى تكتشف هذه الأنظمة المتهالكة، أن العلاقات والتطبيع مع العدو الصهيوني المجرم  لن يجلب لهم الاستقرار ولا الازدهار وإنما مزيداً من الارتهان لمشيئة أعداء الأمة، ومزيدا من النفوذ لهذا الكيان للسيطرة على مقدرات الأمة، لأنه كيان استيطاني إحلالي توسعي يرى في المنطقة العربية تحديداً والإسلامية عموماً منطقة نفوذ وهيمنة وسيطرة.
وبالرغم من هذا السقوط المدوّي لبعض الأنظمة المهرولة، إلاّ أننا كقوى مقاومة وكشعب فلسطيني لا نراهن على هذه الأنظمة، وإنما نراهن أولا على وعد  الله للمجاهدين بالنصر والتمكين، وثانياً على قدرات شعبنا وعناده  وعنفوانه  واستعداده الكبير للاستمرار في الجهاد والمقاومة حتى يسقط هذا الكيان ويرحل عن منطقتنا وعن فلسطين، ورهاننا الثالث على أشقائنا العرب والمسلمين، وعلى قوى المقاومة ومحورها الممتد من طهران وبغداد وسوريا وصنعاء وبيروت وصولاً إلى فلسطين، الذي يراكم الانجازات ويدفع القوى الاستعمارية خطوة وراء خطوة للوراء.

/انتهی/

سمات