وکالة مهر للانباء، قسم المراة و الاسرة/ الکاتبة بتول عرندس: في السنوات الأخيرة تعددت أساليب وطرق مواجهة مجتمع المقاومة من عسكري إلى اقتصادي إلى أمني وثقافي وتربوي وأيضًا بيولوجي. ونلحظ كيف كان التركيز على الأسرة ومحورية دورها، فكان ثمة عمل حثيث ومركز على تفكيك هذا العش وتوهينه وتغييب دوره وذلك من خلال العمل على إسقاط المرأة وخداعها بشعارات الحرية الكاذبة.
مما لا شك فيه بأن ذلك تم بعد ملاحظة مكانة الأسرة المقاومة في صناعة الشهداء والقادة ومسببات الصبر والثبات، فكان من الضروري أن تحرف هذه الأسرة إلى مواقع أخرى وأهداف آخرى تجعل منها أداة لتنفيذ مشاريع الأستكبار. وفي المقابل برزت الحاجة إلى التمسك بهذا الدور الريادة وتحصين الأسر وخاصة دور صانعة الإنسان ومربية الشهداء العظام.
حين نتحدث عن الأسرة المقاومة تتعدد الأمثال ويصعب حصرها فكل أسرة مقاومة قدمت انموذجًا فذًا في رفد الجبهات، وخاصة نساؤها اللواتي صنعن انتصارات متتالية ومثالية بصبرهن ووعهيهن وثباتهن. على سبيل المثال أسرة آل مغنية الكرام التي قدمت ٤ من أبنائها، أسرة حسينية صنعتها وصنعت ثباتها المرحومة الحاجة أم عماد. أمٌ وعت حجم المؤامرة ووعت دورها ووعت خطورة المواجهة وعملت بالليل والنهار لتكون على قدر هذا التحدي مع عدو غاشم دنيء. أعدت وربت وجهزت وأعطت من كل قلبها دون خوف أو حسابات مادية أو دنيوية. واست أمها السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام وتبعت خطى السيدة زينب عليها السلام فصنعت استراتيجية تربوية جهادية لكل زمن وأسرة.
إذا فإن دور المرأة لا يمكن الاستهانة به وهو ما يتطلب اليوم رعاية واحاطة وتحصين فمجتمعاتنا تتعرض لموجات رهيبة وخطيرة من الحروب الثقافية.
يراد بالمرأة أن تلهث وراء حطام الدنيا تحت شعارات "حرية" وهمية، هدفها الأول والأخير تسقيط وحرف مكانتها.
اليوم وفي ظل ما نمر به، نحتاج التركيز على البعد الروحي اولًا، فالمرأة والأسرة المؤمنة والمتوكلة على الله لا يمكن هزيمتها، والمرأة المسلمة الواعية الملتزمة والمحافظة على رمزية العباءة السوداء الزينبية، والتي أحضرها من أغلال الجهل والعبودية، هي مرأة قوية واعية وشوكة في عين كل ساقط ومستعمر.
/انتهی/