ما كشفه وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو"، عن إنشاء تحالف بين الإمارات والكيان "الإسرائيلي" لمواجهة إيران ودول المنطقة، يؤشر بوضوح إلى الهدف الخفيّ لاتفاق التطبيع الإماراتى مع الكيان (اتفاق ابراهام).

وكالة مهر للأنباء، يوسف الحساينة: إن ما كشفه وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو"، عن إنشاء تحالف بين الإمارات والكيان "الإسرائيلي" لمواجهة إيران ودول المنطقة، يؤشر بوضوح إلى الهدف الخفيّ لاتفاق التطبيع الإماراتى مع الكيان (اتفاق ابراهام)، والذى سيكون الرابح الوحيد منه العدو "الإسرائيلي"، من خلال تحقيق: 
- هيمنة أكثر على مقدرات المنطقة، ومواردها وإمكاناتها.
- جعل الكيان قوة اقتصادية، وسياسية، مركزية في المنطقة تدور في فلكه كل الكيانات الهشّة والمصطنعة.
- تسعير الحروب والخلافات في المنطقة؛ مما سيؤدى إلى إضعافها وتفككها، ما يسهل إحكام السيطرة عليها. 
- تمكين الكيان من التجسس والتخريب على دول المنطقة، حيث ستكون في مرمى أدواته التخريبية.
- تكوين وإنشاء تحالفات جديدة مع كيانات قومية أخرى. 
- تحقيق طفرة في المجال الاقتصادي، بسبب فارق المعرفة، وجودة المنتج، بين الكيان ودول التطبيع التي لا تمتلك مقومات التنافس؛ لاعتمادها على البترول والغاز فقط، في الوقت الذي بات الكيان فيه منتجا للغاز. 
-زيادة تغوّل الإدارة الأمريكية والكيان في المنطقة، لإحكام السيطرة أكثر على موارد المنطقة، ودفعها لمزيد من التآكل لصالح الكيان. 
- أما على صعيد القضية الفلسطينية، فإن اتفاق العار، الإماراتي - "الإسرائيلي" فستكون آثاره كارثية جداً، من خلال النقاط التالية:
- من جهة اعتباره سابقة "السلام" مقابل "السلام" وليس الأرض، سيفتح المجال لمزيد من التطبيع مع الدول العربية.
- ومن جهة ثانية سيشكل ضوءاً أخضراً للكيان للمضي في خطة الضم وتهويد المقدسات، والتنكر للحقوق الفلسطينية.
- ومن جهة ثالثة سيؤدي إضعاف الموقف الفلسطيني على الصعيد  الدولي والإقليمي، كونه يشجّع بعض  الدول على نقل سفاراتها إلى القدس. 
- ولعل أخطر ما سيهدد القضية الفلسطينية، هو مسألة المسجد الأقصى والمقدسات، حيث أن تسمية  الاتفاق بـ"اتفاق ابراهام" تثير الشبهة، وتفتح الباب للتساؤلات، وسط مخاوف من إمكانية اعتباره محاولة لتثبيت مسار "إبراهيم الديني" الذى أعلن عنه مراراً الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاره كوشنير وآخرين، حيث يرون أن هذا المسار أو "الدين الإبراهيمي" الجديد، الذى يعتبر الأديان إبراهيمية، وليست سماوية، أي ذوبان الأديان في هذا الادعاء الجديد حسب فهم "الإنجليين"، ما يعنى نزع القدسية عن المقدسات والمعنيّ بها المسجد الأقصى، ومستقبلاً مكة والمدينة (أسرة إبراهيمية واحدة، ومواطن عالمي يؤمن بوجود مدن دينية مقدسة) وهنا يكمن الخطر على المقدسات الإسلامية في القدس، التي تُعتبر حسب الرؤية الصهيونية اليمينية المتطرفة، أنها تحت سيطرتها لكنها تسمح للمسلمين بالصلاة فيها، وهو ما تمارسه "إسرائيل" عملياً من خلال مخططات التهويد والتقسيم الزماني والمكاني للأقصى، كما حصل في المسجد الإبراهيمي في الخليل.
إن "اتفاق ابراهام" بين الكيان "الإسرائيلي" والإمارات، يحمل الشؤم والخراب والتفجير للمنطقة بأسرها، ما لم يُفشله الفلسطينيون والعرب والمسلمون، كونه إن نجح -لا سمح الله- سيؤدى إلى نشوء "إسرائيل الكبرى".
وبالرغم من كل ما سبق، يبقى رهاننا على انتماء شعوب الأمة لحضارتها وقيمها الإسلامية والعربية، ووعيها الجمعي؛ لإسقاط هذا الاتفاق الآثم، ونحن نرى أن كل المؤشرات تدلل على هذا الوعى، رغم موجة الضجيج والخداع التي تستعر في الأجواء.
 ونحن إذ نراهن بداية على وحدتنا، ووعي شعوب الأمة، وأحرار العالم، فإننا على يقين لا يتزحزح، بأن "إسرائيل" ستبقى العدو الحقيقي والمركزي للأمة، ولكل شرفاء العالم، وما "إسرائيل الكبرى" التي يحلمون بها إلاّ خرافة إلى زوال.

سمات