يرى المجاهد "محمد أكرم" أن القضيَّة الفلسطينيَّة مرّت بمراحل متعدِّدةٍ ومشاريع مختلفةٍ من حركة التَّحرُّر الوطنيِّ الفلسطينيِّ فتح، وصولاً إلى الحركات الإسلاميَّة اليوم.

أفادت وكالة مهر للأنباءعبدالله مغامس: ان القضيَّة الفلسطينيَّة مرّت بمراحل متعدِّدةٍ ومشاريع مختلفةٍ من حركة التَّحرُّر الوطنيِّ الفلسطينيِّ فتح، وصولاً إلى الحركات الإسلاميَّة اليوم.

ويرى المجاهد " محمد أكرم " انه في كلِّ مرحلةٍ من مراحل القضية الفلسطينية كان ينشأ لدينا تيَّاران متصارعان، تيَّار سلمي مفاوض يكتفي بما قدَّم من تضحياتٍ، يصبّ تركيزه على المسائل المجتمعيَّة لكي يوفّر إمكانيَّات المعيشة للشعب الفلسطينيِّ، وتيَّارٍ رافض بشكلٍ كلّي للاستسلام والتوقُّف عن الكفاح المسلح، هذا التيار يسعى الى تعزيز إمكانيَّات المقاومة والاستمرار في العمل الجهاديِّ الكفاحيِّ حتَّى تحرير كلِّ فلسطين.

وقال " محمد أكرم " بناءً على ما سبق، ان التيار المفاوض يُؤمن بعودة فلسطين من خلال العمل السياسيِّ والحقوقيِّ، من أجل استقطاب أكبر عددٍ ممكنٍ من الدول الحليفة لهذا الخيار.

التيَّار الجهاديّ الكفاحيّ يُؤمن بالتفاوض السياسيِّ مع تفعيل قوَّة النيران في ميدان الحرب، ولا يُؤمن بمفاوضاتٍ تحت وجود احتلالٍ متجذِّرٍ في الأرض.

وتابع امّا بالنسبة الى التيَّار الجهاديّ الكفاحيّ فهو لا يُؤمن بالتفاوض فشعاره "تحرير كلِّ فلسطين"، ويُؤمن هذا التيار أيضاً بالتفاوض السياسيِّ مع تفعيل قوَّة النيران في ميدان الحرب، هذا التيار الجهادي لا يُؤمن بمفاوضاتٍ تحت وجود احتلالٍ متجذِّرٍ في الأرض.

وأكد المجتهد " محمد أكرم " ان استمرار واستقرار القيادة الحكيمة والتيار المجاهد يساعد بشكل كبير في تطوير خبرات الكوادر الجديدة لتتعلّم وتكتسب القدرة الكافية التي تجعلها تستطيع أنْ تتولَّى زمام الأمور فيما بعد وتحمل راية المقاومة من بعدها بكل أمانة وتتابع مشروعها الجهادي بتحرير فلسطين، ولكنَّ العدوَّ دائماً يسعى في هذه الحالات للتصفية السريعة، لكسر هذه القاعدة ومنع فرصةٍ جديدةٍ، لصعود قادةٍ جُددٍ يُؤتمَنون على المشروع المقاوم.

* عمليات مكثّفة لإغتيال القیادات الفلسطينية

الأجهزة الأمنية الصهيونية أجرت في الفترة الأخيرة استعدادات واسعة للعودة إلى سياسة تصفية قادة حركات المقاومة الفلسطينية، كبديل لعدوان عسكري واسع النطاق في قطاع غزة.

قال المجاهد "محمد أكرم" انّ الأجهزة الأمنية الصهيونية أجرت في الفترة الأخيرة استعدادات واسعة للعودة إلى سياسة تصفية قادة حركات المقاومة الفلسطينية، كبديل لعدوان عسكري واسع النطاق في قطاع غزة، انطلاقاً من الاعتقاد بأنّ الاغتيالات ستضرب الحركة وتشلّ نشاطها وقدرتها على المواجهة.

وتابع " محمد أكرم " انّ الأجهزة الأمنية الصهيونية بدأت بدراسة خيار العودة إلى سياسة التصفيات، مع بدء "مسيرات العودة" عند الحدود الشرقية لقطاع غزة، في مارس/آذار الماضي، اعتقاداً من الأجهزة الأمنية بما فيها جهاز المخابرات العامة "الشابك" والجيش بأنّ سياسة الاغتيالات أفضل من عملية عسكرية تشمل توغلاً برياً في قطاع غزة.

نوّه المجاهد " أكرم" أنه من هذا المنطلق يعمل الكيان الصهيوني على تصفية القيادة المؤثِّرة التي تتبنَّى الخطَّ العسكريَّ المقاوم والممثِّل لعصب المقاومة، وإهمال الطرف المفاوض، فتميل كفَّة الطرف المفاوض على حساب المشروع الجهاديِّ، وغياب القيادة المؤثِّرة ينعكس سلباً على قدرة أبناء المشروع في الاستمرار.

واسترسل المجاهد الفلسطيني قائلاً " اليوم نرى في الواقع الفلسطينيِّ الذي نعيشه بأنَّ بعض حركات المقاومة الفلسطينية الجهادية ليست كما كانت سابقاً.

واشار "أكرم" الى انه خلال إقامة قيادة منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان ثم تونس بين سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، اغتال الموساد قادة سياسيين وعسكرين، أبرزهم: "خليل الوزير" و"صلاح خلف" و"كمال عدوان"، و"أبو يوسف النجار"، و"هايل عبد الحميد" وغيرهم.

وإلى مالطا أرسل الموساد "كيدون" وهي أفضل وحداته المتخصصة في الاغتيال، حيث اغتالت الأمين العام السابق لحركة الجهاد "فتحي الشقاقي" بطلقات نارية في الرأس، في أكتوبر/تشرين الأول 1995.

وفي يناير/كانون الثاني 1996، اغتال الكيان الصهيوني "يحيى عياش" مهندس كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) عبر تفجير عن بُعد لهاتف خلوي كان يستخدمه في أحد المنازل شمالي غزة.

* منحنى متصاعد

لفت المجاهد " محمد أكرم " انه مع اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، بدأت مرحلة جديدة من تصاعد العمل المسلح، الذي قادته الفصائل الفلسطينية، وبقيادة شارون اغتال الكيان الصهيوني العشرات من قادة الفصائل ونشطاء الانتفاضة.

ومن أبرز الشخصيات التي تم اغتيالها في هذه الحقبة من حركة المقاومة الاسلامية حماس القادة الشهداء الشيخ "أحمد ياسين" و"عبد العزيز الرنتيسي"، والأمين العام للجبهة الشعبية "أبو علي مصطفى". 

وكما اغتال الكيان الصهيوني عشرات القادة العسكريين وأبرزهم قادة كتائب القسام والأقصى: "صلاح شحادة"، و"عدنان الغول"، و"محمود أبو الهنود"، و"رائد الكرمي"، و"جهاد العمارين".

واغتال الكيان ايضاً نائب القائد العام لكتائب القسام الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية حماس "أحمد الجعبري" "قائد الأركان" الذي أسقط هيبة الاحتلال الصهيوني.

* اغتيال العلماء والأدباء

لم تقتصر الاغتيالات على القادة والنشطاء العسكريين، إذ طالت قادة سياسيين وعلماء وأدباء، ولم يفرّق الكيان الصهيوني في مسارح الاغتيال بين دولة عربية أو أجنبية.

أكد " محمد أكرم " انه لم تقتصر الاغتيالات على القادة والنشطاء العسكريين، إذ طالت قادة سياسيين وعلماء وأدباء، ولم يفرق الكيان الصهيوني في مسارح الاغتيال بين دولة عربية أو أجنبية، صديقة أو عدوة.

وغالباً لا يعترف الكيان رسمياً بمسؤوليتها عن الاغتيالات خارج الحدود، ويأتي عادة الاعتراف عبر صحفيين وكُتاب ووسائل إعلام عبرية، بعد سنوات من التصفية.

ففي يوليو/تموز 1972، اغتال الكيان الصهيوني الأديب والصحفي الفلسطيني "غسان كنفاني"، عبر تفجير سيارته في بيروت بعبوة ناسفة.

وفي مارس/آذار 1979، اغتال جهاز الاستخبارات الصهيوني "الموساد" القيادي بالجبهة الشعبية "وديع حداد" في أحد فنادق ألمانيا الشرقية، عبر وضع كمية من السّم في إحدى قطع شوكولاتة كان يُفضلها.

* تفعيل من جديد "اغتيال القيادات الفلسطينية"

العدوّ الصهيوني يعمل ليلا نهارا لضرب الرأس المقاوم كما فعل في الاستهداف المزدوج الاخير في غزة ودمشق، وهذا دليلٌ على أنَّ العدوَّ الصهيوني يعمل لإضعاف الجناح الجهاديِّ والضغط السياسيِّ عليها، للدخول في هُدنةٍ طويلةٍ أو اتِّفاقٍ إقليميٍّ دائمٍ.

أشار " أكرم " الى ان العدوّ الصهيوني يعمل ليلا نهارا لضرب الرأس المقاوم كما فعل في الاستهداف المزدوج الاخير في غزة ودمشق، فكان هذا الاستهداف دليلٌ خطيرٌ على أنَّ العدوَّ يعمل لإضعاف الجناح الجهاديِّ والضغط السياسيِّ عليها، للدخول في هُدنةٍ طويلةٍ أو اتِّفاقٍ إقليميٍّ دائمٍ.

وأكد ان حركة الجهاد مستمرَّة على خطى المؤسِّس الشهيد الدكتور "فتحي الشقاقي". 

ونوّه أنه يقع على عاتق حركة الجهاد الإسلاميِّ اجتناب حدوث خللٍ مرحليٍّ كما حصل مع الفصائل الأخرى، وأن لدى الحركة فرصة جديدة قد لا تُعوَّض مرَّةً أُخرى لتأهيل قادةٍ جُددٍ يحملون المنهج من خلال التدريب والتطوير والاهتمام.
نَفتَخِر بانتمائِنا إلى هذا الشَّعب الذي يُقَدِّم قوافِل الشُّهداء دِفاعاً عن كرامَة الأُمّة العربية والاسلامية، فِلسطين هي العِزَّة وهي المَجد..

واختتم قوله بكلام الله عز وجل:  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ « وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ »، صدق الله العظيم./انتهى/