واشار خطيب زاده خلال حديثه ، الى معارضة المجتمع الدولي لتحرك الولايات المتحدة لإعادة الحظر الاممي على ايران وقال ان الاجراءت التي قامت بها الولايات المتحدة خلال فترة رئاسة دونالد ترامب قد وحدت النظام الدولي ضدها.
وصرح ان معارضة 13 دولة للولايات المتحدة في مجلس الامن الدولي ثلاث مرات في أقل من شهر، كان حدثا نادرا في تاريخ الامم المتحدة مضيفا ان امتناع سائر الدول في مسايرة اميركا بهذا الشأن ادى الى تعزيز عزلتها في المجتمع الدولي، ومما لاشك فيه ان جزء من هذه العزلة يعود الى المقاومة التاريخية للشعب الإيراني امام أشد الضغوط والحظر غير المسبوق وان جزء آخر منها يرجع الى الدبلوماسية الإيرانية الذكية وقوة خطة العمل المشترك الشاملة (الاتفاق النووي) وانسجامها.
وبشأن الانتخابات الرئاسية الاميركية أكد المتحدث باسم الخارجية الايرانية ان ايران هي واحدة من الدول المستقلة القليلة التي لا تتأثر سياساتها الداخلية والخارجية بقدوم وذهاب الاشخاص للبيت الأبيض.
وأشار الى عدم تنفيذ اوروبا التزاماتها الواردة في الاتفاق النووي وقال انه من الواضح بان اوروبا لم تف بكل التزاماتها الواردة في الاتفاق النووي وان ايران قد اعلنت هذا الموضوع عدة مرات رسميا وقامت بتفعيل آلية تسوية الخلاف موكدا ان الخطوات الخمسة التي اتخذتها ايران لتقليص الالتزامات النووية جاءت ايضا لتحقيق التوازن في هذا الاتفاق.
وشدد خطيب زاده على ان الاجراءات التخفيضية التي قامت بها ايران في اطار الاتفاق النووي جاءت ردا على عجز اوروبا وليس الولايات المتحدة وقال ان ايران قامت بتخفيض التزاماتها الواردة في الاتفاق النووي لان الاوروبيين والاطراف المعنية بهذا الاتفاق لم يفوا بالتزاماتهم الواردة فيه والا ان الولايات المتحدة انسحبت اساسا من الاتفاق النووي بصورة احادية اذ نحن نعتبر افعالهم في اعادة فرض الحظر وفرض الحظر وممارسة الضغط المضاعف (على ايران) بانها غير قانونية ومخالفة للقانون الدولي.
وقال خطيب زاده ان العودة الكاملة للالتزامات من قبل ايران غير ممكنة الا اذا عادت اوروبا والاطراف الاخرى المعنية بالاتفاق النووي الى التزاماتها الواردة فيه بصورة كاملة مضيفا ان الاوروبيين لم يتمكنوا كما ينبغي لهم تنفيذ التزاماتهم وانهم لم يتمكنوا حتى من تفعيل آلية اينستكس (INSTEX) التي تشكل الخطوة التمهيدية لتنفيذ التزاماتهم لرفع الحظر، لذلك فاننا لا نتعامل مع الموضوع باستخفاف وناخذ افعالهم بعين الاعتبار وليس تصريحاتهم و وعودهم.
وصرح المتحدث باسم الخارجية الايرانية ان الولايات المتحدة لقد فقدت هيمنتها على بقية دول العالم ونحن الآن في عالم انتقالي مع ظهور قوى ناشئة مثل ايران وان كل جهود الولايات المتحدة ترتكز حاليا على منع هذا الظهور.
واشار الى فشل الولايات المتحدة في المنطقة بسبب اخطاءها الكبيرة وحق ايران في الدفاع الشرعي عن نفسها وفقا لميثاق الامم المتحدة وقال ان أي دولة لها حق طبيعي لتدافع عن نفسها ضد الاعتداءات على سيادتها ووحدة اراضيها ومصالحها الوطنية وسترد ايران على اي اعتداء دون تردد.
وبشأن جهود لوبيات صهيونية - عربية ضد ايران قال خطيب زاده لقد تم انشاء محور اصيل مناهض للهيمنة باسم محور المقاومة في المنطقة حيث ان الولايات المتحدة واذنابها تحاول بشدة تشويه صورة هذا المحور والقضاء عليه بيد انهم لم ينجحوا حتى الآن في مخططهم هذا بل ان اي خطوة ساهمت في تعزيز هذا المحور لان روح المقاومة هي روح الحرية والمناهضة للهيمنة التي تتكرس كل يوم اكثر فاكثر.
واكد ان كيان الاحتلال الاسرائيلي يصل اليوم الى ذروة حضيضه وان كافة المؤشرات تشير الى الظروف المتفاقمة التي يعيش فيها الصهاينة حيث ان رئيس وزرائهم غارق في الفساد، وهناك ضغوط اقتصادية واجتماعية شديدة وعميقة، ولم يعد بامكان هذا الكيان الغاصب خداع المجتمع الدولي بالاكاذيب والخداع، كما حدث على مدى السنوات السبعين الماضية.
واشار الى محاولات الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات بين دول عربية وكيان الاحتلال الاسرائيلي وقال ان ادارة ترامب فاشلة على صعيد السياسة الخارجية وانهم لم يحققوا اي انجازات على الصعيد الدولي وبالتالي يبحثون عن انجازات وهمية.
واضاف ان الاعلان عن اقامة علاقات بين بعض الدول العربية وكيان الاحتلال الاسرائيلي ليس سوى انكشاف لعلاقة كانت موجودة في الخفاء منذ اعوام، وهو ملتقى ودي حيث من المقرر ان تقام بوقاحة اكثر من ذي قبل.
وردا على سؤال عما اذا كانت الولايات المتحدة قد بعثت برسالة واضحة الى ايران لاجراء التفاوض قال خطيب زاده انه لم يمض يوم الا وسعت فيه الادارة الأميركية الى التفاوض بل وحتى التقاط صور مع المسؤولين الايرانيين وتصميم المسرحيات في هذا الاطار.
واكد المتحدث باسم الخارجية الايرانية: اننا لا نوفر فرصا استعراضية وان اطار عملنا واضح تماما بحيث ان الاتفاق النووي حدد التزامات الطرفين وليس هناك حاجة لارسال رسالة او اعادة التفاوض ويجب الا نضيع وقت بعضنا البعض مضيفا ان رسالتنا الى واشنطن كانت واضحة وهي، ان تتحمل مسؤولية الاعمال التخريبية ضد الشعب الايراني، ووقف الارهاب الاقتصادي ضده، والاحترام بحقوق ايران، والتعويض عن الاضرار التي لحقت بايران.