أفادت وكالة مهر للأنباء - عبدالله مغامس: في ذكرى الانطلاقة الجهادية المباركة لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين، يتجدّد أمل الجماهير التوّاقة للحرية والاستقلال بها، كحركة فلسطينية مقاتلة ساهمت منذ انطلاقتها، وعلى مدار العقود الأربعة الماضية، في إبقاء فلسطين قضية مركزية للأمة، وفي صلب اهتمام الجماهير العربية والاسلامية والدول الحرة، والأحزاب والقوى العربية والإسلامية الرافضة للهيمنة الغربية الاستعمارية ورأس حربته " الكيان الصهيوني "، وذلك من خلال ما قدّمته الحركة من رؤى وأفكار سياسية وجهادية مميزة، وقدرة عالية على التمسّك بالثوابت والمبادئ والحقوق، وممارستها للكفاح المسلح مبكراً وإبداعها الكبير في تطوير قدرات المقاومة والانخراط المؤثر في نضال الشعب الفلسطيني، ولذلك كانت انطلاقة الحركة بمثابة استجابة للتحدي القائم الذي فرضته قوى الاستعمار على المنطقة.
ويرى عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ان ما قدمته حركة الجهاد الاسلامي من رؤى وأفكار وخيارات ما زالت تمثل الخيار الأكثر واقعية في مواجهة الهجمة الاستيطانية والمشروع الصهيوني الغربي الذى يريد تركيع المنطقة والاستحواذ على فلسطين وتفتيت الأمة.
وقال انه على الرغم من انخراط جزء كبير من القوى الفلسطينية المناضلة في ما يسمى "مسيرة التسوية والسلام"، وعقد اتفاق اوسلو والاعتراف المتبادل بين المنظمة والكيان الصهيوني، إلاّ أن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، حافظت على سلاحها وخيارها وفكرها ومشروعها السياسي المقاوم، باعتباره المشروع الأكثر واقعية والأكثر جدوى في مواجهة الهجمة والعدوان، ومشاريع التنازل والهوان المرتبطة بما يسمى "رهانات السلام" مع الكيان الصهيوني الغاصب.
واضاف " إننا نؤكد، أنه عندما تواجه الأمم الحية تحديات مصيرية وجودية، فليس أمامها سوى العودة للبدايات، ولأصل الصراع مع العدو الذي يشكل الخطر الوجودي عليها، وهذا هو جوهر موقف حركة الجهاد الاسلامي في تعريف العدو وفي فهم جوهر الصراع مع الكيان الصهيوني، هذا الكيان الاستيطاني الإحلالي التوسعي الذي يحتل فلسطين ويطمع في تهويدها وسرقتها والسيطرة على كل المنطقة ".
قراءة الواقع كما هو وبموضوعية، واستنادا لثوابت الأمة، يُحتّم على كل القوى والحركات الجهادية الوطنية والمكونات الفلسطينية الفاعلة، أن لا تراهن على إقامة "سلام" مع عدوها للحصول على دويلة ينتقصها كل لحظة.وتابع " إن قراءة الواقع كما هو وبموضوعية، استنادا لثوابت الأمة، يُحتّم على كل القوى والحركات الجهادية الوطنية والمكونات الفلسطينية الفاعلة، أن لا تراهن على إقامة "سلام" مع عدوها للحصول على دويلة ينتقصها كل لحظة، وإنما عليها إطلاق حرب تحرير شعبية لا هوادة فيها ولا تهاون ولا تناور في منتصف الطريق على سلام مع العدو، حرب تحرير شعبية ومقاومة متسلحة بالإيمان بقضيتها ومتمسكة بحقوقها وصلبة في مواقفها وملتحمة بجماهيرها وعمقها العربي والاسلامي، مشتبكة مع عدوها، تستنزف قواه وتربك سياساته، وتعرّى روايته التي يريد فرضها بقوة السلاح والتلاعب والحيل وبالتحالف مع بعض الأنظمة المستبدة، وبالتالي تجعل كلفة احتلاله واستيطانه عالية، أمنياً، وسياسياً، واقتصاديا ".
على الحركات الجهادية الفلسطينية إطلاق حرب تحرير شعبية لا هوادة فيها ولا تهاون ولا تناور في منتصف الطريق على سلام مع العدو، حرب تحرير شعبية ومقاومة متسلحة بالإيمان بقضيتها ومتمسكة بحقوقها وصلبة في مواقفها وملتحمة بجماهيرها وعمقها العربي والاسلامي.
وهذا هو الدور الحقيقي الذي تقوم به هي حركة الجهاد الاسلامي، هذا هو فهمها لوظيفة هذا الكيان و طبيعة الصراع معه، لهذا كانت وستبقى حركة الجهاد الاسلامي، وما زالت في مقدمة الصفوف، مقاومة وفكراً، وتمسكاً بالثوابت.
ونوّه قائلاً " لقد كانت وستبقى حركة الجهاد صمام أمان القضية الفلسطينية بثوابتها، وثوابت شعبنا، وأمتنا، وفي القلب منها أن فلسطين التاريخية وطن الآباء والأجداد في أرض العرب والمسلمين، لا يمكن الانتقاص منها ولا المساومة عليها أو التنازل على أي جزء منها ".
وأشار أنه منذ نشأتها ( حركة الجهاد الاسلامي)، بات قدرها أن تكون في طليعة قوى المقاومة في المنطقة، فهذه الحركة لم تحرف بوصلتها، لا متاهات "السلام المزيف" ولا مناورات سياسة، وإنما بوصلتها فلسطين وفلسطين فقط.
وقال " اليوم وفي ظل هذه التحديات غير المسبوقة التي تواجهها القضية الفلسطينية، والمؤامرات على الشعب الفلسطيني، وآخرها خطّة الضم ومؤامرة التطبيع الآثم من كيانات ارتضت على نفسها أن تكون ترساً في ماكنة المشروع الصهيو-أمريكي المتحفز دوماً للانقضاض على المنطقة، والسيطرة عليها، وشطب قضية فلسطين وتصفيتها، وتمكين الكيان الصهيوني الذي يسعى لتغيير قيم الدول المطبعة، واستبدال الصديق والجار بالعدو، والتآمر على الشعب الفلسطيني، وسلبه حقوقه وتصفية قضيته، وإضعاف قوى المقاومة ومناعة الشعوب في المنطقة ".
يتحتّم على الشعب الفلسطيني أولاً، ودول المقاومة ثانياً، والحركات الجهادية ثالثاً، النهضة لاستعادة التوازن الذي اختل بسبب إجرام بعض الأنظمة بحق فلسطين وبحق شعوبها. وبناءً على مسبق فإنه يحتّم علينا كفلسطينيين أولاً، وقوى مقاومة ثانياً، وشعوب المنطقة المستهدفة ثالثاً، النهضة لاستعادة التوازن الذي اختل بسبب إجرام بعض الأنظمة بحق فلسطين وبحق شعوبها.
وأكد انه علينا كفلسطينيين النهضة وأن ننفض أيدينا مما يسمى "مشروع السلام"، ومسيرة التسوية، التي فتحت الباب على مصراعيه محلياً وإقليمياً ودولياً، أمام الكيان الصهيوني ليدخل المنطقة ويتمدد ويتوسع على حساب فلسطين، وعلى حساب سيادة دول المنطقة واستقرارها واستقلالها.
وأوضح ان نهضتنا كفلسطينيين تعنى نهضة شعوب المنطقة، وصمودنا يعنى صمود إضافي للجميع، ومقاومتنا تعني تحصين وعي الأمة من الاستسلام والخنوع والخضوع لمشيئة الأغراب والمستعمرين.
وذكر أن واجبنا اليوم في ظل هذه الظروف ان نحرق اتفاقية " أوسلو الكارثية "، ونُعيد الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني من خلال إعادة بناء منظمة التحرير، استناداً للثوابت والحقوق الوطنية، والاتفاق على برنامج وطني لمواجهة العدو، وفي ذكرى الانطلاقة المباركة نجدد عهدنا للقادة الشهداء للشهيد البطل الدكتور "فتحي الشقاقي" رحمه الله، والقائد الكبير الدكتور "رمضان شلح"، وكل الشهداء القادة الشيخ "أحمد ياسين" والشهيد "ياسر عرفات"، و"أبو علي مصطفى"، وكل الشهداء الأبطال الذين جادوا بأنفسهم ودمائهم في سبيل الله وفي سبيل فلسطين.
إننا لن نترك ولن نفرّط بحقوق اسرانا البواسل، ولن نتاجر بمعاناتهم، وسنواصل الليل بالنهار في سبيل انتزاع حريتهم وكرامتهم.
وإلى أسرانا البواسل، وهم يسجلون بصبرهم الأسطوري انتصاراً على قهر السجان، نقول: " إننا لن نترككم، ولن نفرّط بحقوقكم، ولن نتاجر بمعاناتكم وعذاباتكم، وسنواصل الليل بالنهار في سبيل انتزاع حريتكم وكرامتكم ".
ورسالتنا لشعبنا وأهلنا وأمتنا ولشركائنا في النضال والمقاومة، أننا نعتز بكم، ونفخر، ونحن بكم ومعكم نمضى في طريق المقاومة واسترداد الحقوق، بكم تتزيّن لوحة مقاومتنا وجهادنا.
وإلى إخواني قادة وكوادر وأعضاء حركة الجهاد الاسلامي وسراياها المظفرة بإذن الله في ذكرى الانطلاقة، نقول لكم: " أنتم على الصواب وطريقكم طريق الأحرار، وإذا كان قدر الأنبياء التجديف عكس التيار فإن قدركم يا أبناء الجهاد الاسلامي أن تبقوا في طريق ذات الشوكة لا يضركم من خالفكم ولا من خذلكم./انتهى/