وافادت وکالة مهر للأنباء تم اجراء ندوة افتراضیة حول “العلاقات الإیرانیة العراقیة في المجالات العلمیة” يوم الثلاثاء 13 من اکتوبر 2020 بجهود مؤسسة التضامن والحوار بين الأمم حیث ألقی الدکتور کاظم عبد فریح الموسوي أستاذ آداب اللغة العربية في جامعة میسان والدکتور منیر عبدالجلیل أستاذ الهندسة المیکانیکیة في جامعة البصرة و الدکتور جعفر السلیطي أستاذ الهندسة المیکانیکیة في جامعة البصرة کلماتهم في محاور کتعلم اللغة والأدب وعلاقات الجامعات والمؤسسات الأکادیمیة وفي مجال التقنیة والهندسة.
في بدایة الندوة، أعرب الدكتور منير عبد الجليل الأستاذ بجامعة البصرة عن آرائه في “العلاقات الإيرانية العراقية في مجال الجامعات والمؤسسات الأکادیمیة”. وأشار في بداية حديثه إلى أن الخالق البشریة یذکرنا بأن التعارف والتعاون بین الشعوب، هو تجسید لأسرار تنوع المهارات واختلاف الثقافات بین الشعوب. قال الدکتور عبدالجلیل أن التقارب الجغرافي بین العراق والجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة المتمثل فیما یقارب 1200 کیلومتر من الحدود المشترکة بین البلدین فضلاً عن الإرتباط الدیني والعقائدي، یوفر بیئة مناسبة للتعامل بین البلدین لاسیما في المجال الجامعي. صرح أستاذ جامعة البصرة أن الجامعات الإیرانیة قد قطعت شوطاً کبیراً لاسیما في التصنیفات العالمیة واعتبر الجامعات الإیرانیة بیئة خصبة لتبادل الخبرات علی جمیع الأصعدة مثل تبادل خبرات الهیئات التدریسیة والدراسات العلیا والأولیة.
أشاد الدکتور عبدالجلیل بالمستوی العلمي لدی الباحثین في الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، کما تحدث عن وجود روح التعاون والجدیة والإصرار وطلب العلم التي شاهدها عند الباحثین الإیرانیین حین حضوره في جامعات الإیرانیة لإلقاء المحاضرات فيها. ذکر الأستاذ في جامعة البصرة بعض المجلات العلمیة الإیرانیة التي لها مقبولیة في أوساط العالمیة وقال أنه حث طلابه في العراق لنشر المقالات في هذه المجلات. کما أشار إلی تعاونه مع جامعة آزاد الإسلامیة بکونه أستاذاً مستشاراً لطلاب في تلك الجامعة. في النهایة، عبر الدکتور عبدالجلیل الجامعات الإیرانیة بیئة خصبة لاستقطاب الزمالات الدراسیة ودراسة الطلاب الدراسات الأولیة والعلیا.
ثم تحدث الدكتور جعفر السليطي الأستاذ في جامعة البصرة عن “العلاقات الإيرانية العراقية في مجال التقنیة والهندسة”. وأشار أولاً إلى الابحاث المشتركة في المجالات الهندسية وذکر بعض البحوث التي تم انتاجها بتعاون باحث من إیران وباحث من العراق. ثم تناول موضوع المشاركة في المؤتمرات والورش العلمية والمعارض التقنية وقدم أمثلة على مشارکة الجامعیین العراقیین في المؤتمرات الدولیة في الجامعات الإیرانیة بما فیها مشارکاته نفسه. تحدث الدكتور السليطي حول الزمالات البحثية والعلمية للاساتذة العراقيين في الجامعات الايرانية وقال أن 121 عضو من الجامعات العراقیة یستفیدون من الأنشطة البحثیة والطاقات العلمیة للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة. كما أشار إلى محاضرة الأساتذة الإیرانیین ومناقشتهم في أطاریح طلاب دراسات العلیا.
أعلن الأستاذ في جامعة البصرة، أن هناك أکثر من 7000 طالب عراقي يدرسون في مختلف التخصصات الجامعات الإيرانية في مدن مثل مشهد وطهران وغیرها، بالإضافة إلی الطلاب الزائرین الذین یدرسون لفترات محددة في إیران. أعلن الدکتور السلیطي أن حوالي 40 بالمئة من الطلاب العراقيین في إیران، یدرسون في التخصصات الهندسیة. في نهایة المحاضرة، أشار الدکتور السلیطي إلی أهم الاتفاقيات العلمية المبرمة بين البلدين والاتفاقیات الثنائیة بین بعض الجامعات الإیرانیة والعراقیة التي تصبح هذه الجامعات جامعات توأمة.
ثم ألقی الدكتور كاظم الموسوي، الأستاذ في جامعة ميسان محاضرة عن “العلاقات الإيرانية العراقية في مجال تعلم اللغة والأدب” وأشار في بدایة خطابه أن هنالك رغبة عند العراقیین للتعلم الفارسیة کما هنالك رغبة عند الایرانیین للتعلم العربیة لارتباط هذه اللغة إلی الدین. قال الدکتور الموسوي أن التبادل التجاري والثقافي والسیاحي بین البلدین تنتج التبادل الأدبي بین الشعبین. برأیه، تمثل العلاقات الأدبیة بین الشعبین في أمور کتطویر مراکز الدراسات الإیرانیة ومراکز التعلیم اللغة الفارسیة. اعتبر أستاذ جامعة میسان التوأمة بین الجامعات الإیرانیة والعراقیة من ملامح التبادل الأدبي والعلمي بین البلدین، کما ذکر انشاء مراکز الترجمة في إیران والعراق وأنشطتهم في مجال تعریف ماهیة الأدب العربي للإیرانیین وماهیة الأدب الفارسي للعراقیین.
ذکر الدکتور الموسوي الزیارات المتبادلة بین الطلبة والأساتذة من ملامح العلاقات العلمیة بین إیران والعراق و قال أن عدد الطلبة العراقیین في الفروع الأدبیة في إیران یزداد یوماً بعد یوم، کما أشار إلی أن البحوث المشترکة والمؤتمرات والمجلات في مجال الأدب الفارسي والعربي وصرح بأن هذه الأمور، أسهمت في نمو هذا التبادل وهذا التطور في ناحیة الأدب. عبر الأستاذ في اللغة العربیة أن تبادل الأساتذة المستشارین والمشرفین في الدراسات العلیا، تثبت العلاقات الوثیقة بین الشعبین في الجانب العلمي.
اعتبر الدکتور الموسوي مراکز الترجمة من أرقی أنواع طرق التبادل الثقافي، لأن الترجمة توفر للطلاب معلومات دقیقة ومصادر مهمة في مجال الأدب المقارن الذي یدرس الأدب العربي والأدب الفارسي في کیان واحد. وقال بامکان طالب هذا الفرع أن یختار عصراً من العصور أو شاعرین معاصرین من الأدب العربي والفارسي لیقارن بینهما. أعلن الدکتور کاظم الموسوي أننا نعیش في عصر الإزدهار الأدبي بسبب الدراسات المقارنة الحیویة ودعا لتزاید أقسام اللغة الفارسیة في الجامعات العراقیة. وأعرب عن أمله أن یدرس الطلاب الإیرانیین في العراق، کما یدرس الطلاب العراقیین في إیران.
وفي نهاية الندوة، وجهت مؤسسة التضامن والحوار بين الأمم الشكر إلى الجمهور والضیوف وأعربت عن أملها في أن يتم توسيع أرضية العلاقات الإیرانیة العراقیة في المجالات العلمیة من خلال مواصلة هذه الندوات.