وكالة مهر للأنباء، لا نستطيع ان نجزم بان امريكا في (اللحظة السوفيتية عام 1989-1990) لان انهيار السوفيت كان نتيجة حرب باردة سلطت عليه من اوروبا وامريكا وبلدان الخليج، حيث وصلت الى حد اختراق الطبقة السياسية في السنة القبل الاخيرة حيث نصب "يلتسين" زعيما وكان فاسدا ومثيرا للسخرية، والعالم كله انذاك سخر منه وذلك بعد حرب ضروس في افغانستان والشيشان عبر مرتزقة القاعدة والذين استقطبتهم بهم السعودية من كل حدب وصوب، ومولتهم وسلحتهم هم وطالبان، بينما كانت امريكا تدربهم وتمدهم باحدث العتاد، والنتيجة كانت انهيار الاتحاد السوفياتي تماما كعملاق بقدمين من طين.
وقالت الكاتبة التونسیة "منيرة الهاشمي": "ان للاتحاد السوفيتي شكل مختلف فلم يكن في يوم من الايام شرطي العالم، ومن هنا نستطيع ان نخلص الى ان امريكا قد تكون في جانب ما في اللحظة السوفياتية وذلك من خلال نقطتين الاولى هي ما اشبه (يالتسين) ب(ترامب) فترامب يصفه بعض افراد عائلته بالزائف والمهرج والعديد من الاوصاف التي لم يتعود الامريكيون سماعها في وصف لرئيسهم، فدونالد ترامب المهرج الامريكي هو بوريس يلتسين السكير السوفياتي وهما معا من يصنع اللحظة ذاتها كلاهما جيء به للقيام بالواجب المطلوب وهو تفكيك البلد حيث انتهى عصر الاتحادات الكبرى كما سرح بذلك (le think-tank )* الفين توفر * في كتابه الصادر 1987 بعنوان (الموجة الثالثة Third wave) والذهاب نحو عصر جديد".
وأضافت: "كان غورباتشوف هو العراب ومرسال امريكا لتفكيك الاتحاد السوفياتي تحت التهديد، اما ان تفككوا بهدوء او اننا سنفككها بالقوة وهذا ما حصل في يوغسلافيا الموحدة بعد رفض الرئيس سلوبودان ميلوسوفيتش اخضاع دولته الى حكومات فيدرالية، مما ادى الى اجباره على ذلك بالقوة، وهذا نفسه ماطلب من صدام بعد ما تم استخدامه كأداة في حربهم ضد الجمهورية الاسلامية".
الولايات المتحدة الامريكية سوف تتفكك نتاج صراعات اثنية وعنصرية كما اشار صموئل هنتنغتون في كتابه "صراع الحضارات واعادت صنع النظام العالمي الجديد".
وتابعت: "النقطة الثانية هي التفتيت والتقسيم الذي تحدث عنه " le think-tank " صموئل هنتنغتون في كتابه الصادر 1996 "صراع الحضارات واعادت صنع النظام العالمي الجديد"، حيث جاء في كتابه ان الولايات المتحدة الامريكية سوف تتفكك نتاج صراعات اثنية وعنصرية، فبالطبع لقد حان موعد سقوط الولايات المتحدة فبعد فشل بوش الاول والثاني في العراق، وفشل باراك في سوريا عبر مشروع الفوضى الخلاقة، فهم لم يحسبوا للمقاومة حسابا ولكنها حسبت لهم الف حساب فأوقعت مخططاتهم وخرائطهم الجغرافية والزمانية والسياسية في بحر ليس له قاع".
ونوّهت "منيرة الهاشمي" الى انه بينما تشير الخرائط الزمنية للنظام العالمي الجديد المرتبطة بأجندة 2021 -2030 على فرضيّة انهم نجحوا في تفكيك البلدان الاسلامية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا كما هدد بذلك جورج دابليو بوش الابن في سنة 2003 من انه سوف يدخل الى ما يقارب 60 دولة اسلامية لمحاربة الارهاب لتأصيل وتثبيت الشرق الاوسط الجديد ثم ينتقل في العشرية الثانية من هذا القرن الى بلدان اخرى في اوروبا واسيا ومنها روسيا حتى يتمم مابدأه بوش الاب ولكن تسير الرياح بما لا تشتهيه السفن فقد افشلت المقاومة في العراق وحرب 2006 على لبنان والحرب على سوريا كل مخططاتهم، فمكثوا لمدة عشريتين في الشرق الاوسط دون بلوغ الغاية، رغم انهم سخّروا البديل الداعشي التكفيري للقيام بالمهمة عوض عنهم بعد فشل المارينز والناتو.
واستطردت بالقول انه "لاننكر انهم خلّفوا الكثير من الدمار والفوضى وازهقوا الكثير من الارواح البريئة، كما حاولوا العمل على مخططاتهم الزمنية للسيطرة على "كييف" واتمام التفكيك والتقسيم، لكن الوضع الاقتصادي الكارثي لحلف الناتو اصبح هشّاً، نضيف الى ذلك الديون الضخمة التي لا يمكن لهذا الحلف ان يسددها، فهم يتعلقون بنفط واموال دول الخليج الفارسي لسداد الدين واستباب الاستقرار في بلادهم، ولكن مستقبلهم واضح فبسياسة امريكية كهذه وفشل ترامب في النهوض بالاقتصاد الامريكي رغم عملية الحلب التي مارسها وما زال يمارسها على بلدان الخليج الفارسي، فالاجندة الزمنية تشير الى انتهاء الدور الامريكي في تسيير العالم مابين 2021 و 2023 كآخر اجل لتفكيك الولايات المتحدة ونزع سلطتها على العالم وتفكيكها لانها هي في حد ذاتها قد تشكل خطرا على النظام العالمي الجديد".
الولايات المتحدة رفعت وتيرة العنصرية والقتل عمدا و عن دم بارد ودون سبب من طرف القوات البوليسة ضد اصحاب البشرة السمراء مع توثيق القتل المتعمد عبر الفيديوهات وبثها عبر مواقع التواصل بكثافة، وسب المسيحين الكاتوليك وشتمهم من طرف السياسيين.
واكدت "منيرة الهاشمي" انه ارتفعت وتيرة العنصرية والقتل عمدا و عن دم بارد ودون سبب من طرف القوات البوليسة ضد اصحاب البشرة السمراء مع توثيق القتل المتعمد عبر الفيديوهات وبثها عبر مواقع التواصل بكثافة مع التعليقات المثيرة للغضب من طرف الذباب الازرق، ضف على ذلك سب المسيحين الكاتوليك وشتمهم من طرف السياسيين، ولكن الان التركيز الاكثر على السود اولا ثم فيما بعد سوف يكون دور الاثنيات الدينية، وهذا سيحدث قريبا ولكن التقسيم الامريكي سوف يكون اكثر دمويا ودراماتيكيا من الربيع البرتقالي الذي اشرفت عليه المكينة الامريكية عبر الجاسوسية والاختراق والاعلام وشراء الذمم في بلدان الاتحاد السوفياتي.
وقالت "منيرة الهاشمي": "بعد فشلهم وعجزهم في تقسيم بلدان الشرق الاوسط فقد انيط الى بعض السذج ادوارا لكي يلعبوها، فالامارات والسعودية اخذوا على عاتقهم اليمن والعراق تحت اشراف صهيوني، ثم في مرحلة ثانية مصر ،بينما اختارت تركيا جيرانها سوريا وجزء من العراق واذرابجان وارمينيا على امل ان يصل النزاع الى ايران وفي الجانب الاخر شمال افريقيا وطبعا كل هذا تحت اشراف صهيوني".
واشارت "منيرة الهاشمي" الى ان كل من هؤلاء يظن انه هو من ستكون له الحذوة من سيده الصهيوني، حتى فرنسا هي الاخرى تحاول ارضاء حكومة النظام العالمي الجديد حتى تكون صاحبة السيادة والكلمة الاخيرة بعد ابعاد امريكا عن السيطرة العالمية، وفي الحقيقة هم مجرد "حصان طروادة" حصان من خشب سوف يتخلصون منه في اول فرصة بحرقه فهم كالمستجير من الرمضاء بالنار.
* اللحطة البريطانية :
قالت الكاتبة "منيرة الهاشمي" النظام العالمي سوف يتغير كليا فالعصر الصناعي انتهى واختفى وسينتقل العالم الى عصر جديد، والمرجح ان ترامب يسعى لتكون امريكا في اللحظة البريطانية طبعا ليست كل امريكا ولكن امريكة "البيض البروتستانتينيين" فقط، فما هية اللحظة البريطانية:
امريكا تسعى الى تكوين آلية بديلة وسريعة لتنقذها من مرحلة النهاية الحتمية والسقوط في مزبلة التاريخ، فهي ترى ان هذا السقوط ليس وليد اللحظة بل انه نتيجة تراكمات من الفشل السياسي.
وسالت الكاتبه، هل السقوط وليد اللحظة او أنه نتاج تراكمات من الفشل وخيبات الأمل؟، وكيف تكون النتيجة الحتمية عبر مخططات اقتصادية وتجارية وسياسية واجتماعية وتربوية؟، وفي وضع متحرك لا يسمح بالفراغ لأن الفراغ هو خسارة الكل والانحدار إلى نقطة الصفر اذا لابد من حلحلة السقوط وتسريعه ووضع آليات لتشكيل بديل سريع وخاصة والبديل جاهز فلن يسمح بالفراغ ولن ينتظر السقوط وقد أتيحت له عدة فرص للانتصار والذهاب في البرنامج والمخطط ووفروا في ذلك الكثير من الوقت والإمكانيات المادية والمعنوية.
واكدت "منيرة الهاشمي" ان وقت زوال أمريكا عن منصبها "شرطية العالم" قد حان، فقد كانت وضيفتها تأديب من يمثل خطرا او من لا يستجيب لاملاءات ادارة النظام العالمي الذي هو الحكومة الأصلية وليست أمريكا، فلو عدنا بالتاريخ كانت بريطانيا هي من تقوم بهذه المهمة فهي من فرضت نفسها كقوة في العالم جديرة بهذه الثقة وبهذا الدور حيث اكتسحت أكثر بلدان العالم وفرضت نفوذها طبعا بتمويل اصحاب البنوك اليهود وأسقطت الخلافة العثمانية التي كانت تشكل خطرا على زرع الكيان الغاصب لفلسطين.
واشارت الى ان مهمتها أوشكت على النهاية وهي تفكيك الخلافة الاسلامية وزرع الكيان الغاصب، ومع إنهاء هذا الدور انتهت بريطانيا وانهار اقتصادها في ظل تراكم المديونية التي اثقلت ظهرها حتى لم تعد قادرة على تسيير مستعمراتها وبسط نفوذها فاجبرت على التخلي على العديد منها، وكان البديل قد فرض نفسه في الحرب العالمية الثانية وأظهر أنه جدير بهذا المركز وهذه الوظيفة و هو أمريكا البلد الفتي من جذور متوحشة عنصرية، فكان دورها القيام بالجزء القبل الأخير من المخطط وهو وضع آليات السيطرة على العالم عبر مؤسسات دولية تسمح لهم عبر قوانين وضعية ظالمة بتسيير العالم وفرض العقوبات على كل من يخالفها.
ريطانيا رغم انتصارها في الحرب العالمية الاولى الا ان هذه الحرب انهكتها كثيرا فكان التسريع في الانتداب على فلسطين لتوطين اليهود تدريجيا على اراضيها، وسارعت في تمكين اليهود وحمايتهم بعد ان اصبح لها منافسان على ادارة العالم، كخدمة لحكومة العالم الخفية حتى تتسلم هي مشعل قيادة العالم.
وقالت "ان بريطانيا رغم انتصارها في الحرب العالمية الاولى الا ان هذه الحرب انهكتها كثيرا فكان التسريع في الانتداب على فلسطين لتوطين اليهود تدريجيا على اراضيها، وسارعت في تمكين اليهود وحمايتهم بعد ان اصبح لها منافسان على ادارة العالم وهما امريكا والمانيا التي قامت باكثر "عمل قذر" وهو ما يسمى في السياسة الفرنسية (les sales besognes) وهو ترهيب اليهود ببيوت الغاز وقطار الموت نحو اوزفيتش، وهذا كمساهمة من المانيا في تهجير اليهود نحو البلد البديل كخدمة لحكومة العالم الخفية حتى تتسلم هي مشعل شرطي العالم عوضا عن بريطانية، حيث ان هذه الاخيرة كانت في سراع مع الزمن في مسيرتها نحو تمكين اليهود لانها كانت مديونة وعليها ان تنفذ مطلب الحكومة الحقيقية للعالم، وهم اصحاب البنوك من اليهود فسارعت بالترغيب والترهيب لتمكين اليهود من شراء اكثر عدد ممكن من الاراضي والمناطق عبر دفع الثمن الباهض".
وتابعت "كما بدات في جلب اليهود من كل اصقاع الارض ودعوتهم الى ارض الميعاد ولما توالت الحرب العالمية الثانية وخسرت المانية الحرب خسارة مدوية واثبتت امريكا انها الاقدر على تولي ادارة العالم، سقط المنافس الثاني وهو المانيا، اتمم اعلان تاسيس الكيان الصهيوني، وهذا ثمن ان تبقى بريطانيا هي الدولة المحضية بعد امريكا من الادارة الحقيقية للغرب في حينها".
ونوّهت الكاتبة الى اننا نشهد الان اللحظة البريطانية مع ترامب فقد سارع باعلان القدس مدينة الدولة اليهودية كما شجع على قانون يهودية الدولة 2018 ومحاولة تمرير صفقة القرن وصادق على ما يسمى زورا وبهتان ضم الضفة الغربية وغور الاردن في محاولة لتلطيف عبارة الاحتلال وتعويضها بالضم فحتى المصطلحات سوف تتغير مع تغيير العصر الجديد وهو الان يسارع في الضغط على الدول العربية للتطبيع الفوري مع الكيان المحتل ونراه في صراع مع الزمن لتوفير اكثر ما يمكن من تثبيت هذا الكيان وتامينه في تحديد الحدود البحرية مع لبنان وفرض التبادل الاقتصادي والثقافي والسياحي مع دول المنطقة كما مكنهم من اراضي مصرية عبر السعودية وهي جزر سنافير وتيران ومن سد النهضة عبر اثيوبية فقد اجبر السيسي على التنازل على ارض مصر سلميا حتى لا تفكك مصر بالقوة، فهل سوف يكتفي الكيان الصهيوني بهذا، وحده المستقبل سوف ينبؤنا بهذا مع علمنا بنيات هذا الكيان ومخططاته، هذا هو ما يسمى باللحظة البريطانية.
/انتهى/