أفادت وكالة مهر للأنباء - عبدالله مغامس: منذ عزم الولايات المتحدة إعادة فرض العقوبات الجائرة تدريجيا على الجمهورية الاسلامية الايرانية منذ انسحابها من جانب واحد من الاتفاق النووي، يرى المحللون أن هذه الخطوة هي الأهم لأنها تستهدف القطاعات الأساسية للاقتصاد الإيراني، في حين كانت بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين طرفا في اتفاق 2015 وأكدوا تمسكهم بهذا الاتفاق بعد انسحاب أمريكا، واكّدوا بانهم سيسعون للعمل مع إيران لتجاوز العقوبات الأمريكية الجائرة على الشعب الايراني.
وفي صراع الولايات المتحدة مع إيران بدأت واشنطن المرحلة التالية من التصعيد واستهدفت العقوبات الجديدة قطاع تصدير النفط والقطاع المالي. هذا في حين تواجه أوروبا صعوبة في اتخاذ إجراءات مضادة ضد هذه العقوبات، وقامت الولايات المتحدة بادخال حزمة جديدة من العقوبات الأميركية أحادية الجانب على إيران حيز التنفيد. هذه العقوبات الجديدة تستهدف قلب الاقتصاد الإيراني "قطاع تصدير النفط".
في ظل مسلسل العقوبات والحظر الامريكي على الشركات الايرانية، الذي كان اخرها منذ عدة ايام باعلان وزارة الخزانة الامريكية بفرض حظر على ايران شمل 4 اشخاص و6 شركات ايرانية بحجة ان الجمهورية الاسلامية تسعى لتعزيز قدراتها العسكرية، وهو ما سيسبب قلق ويزيد من المخاوف الامريكية.
وفي هذا الصدد أجرت وكالة مهر حواراً صحفياً مع الكاتب والمحلل السياسي "حسين محمد الديراني"، وأتى نص الحوار على الشكل التالي:
* لماذا ترامب سعی فی آخر عهده الى فرض المزید من العقوبات الجائرة ضد الجمهورية الاسلامية؟، برأيكم هل سیغیّر بایدن في سلوکه ضد ایران کما یدّعی الان ؟
ترامب كشف القناع عن وجه أمريكا الحقيقي امام كافة الدول والشعوب، واسقط هيبة أمريكا وعظمتها، واذا بها تنكشف امام الشعوب، دولة عنصرية همجية مستبدة ظالمة عدوانية.
إن العقوبات الجديدة التي فرضتها وزارة الخزانة الامريكية على الشركات الإيرانية والافراد تقع ضمن سياسة ترامب الجنونية العدوانية الظالمة ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتوعد بذلك خلال حملته الانتخابية، وبما ان نتائج الانتخابات جاءت لصالح منافسه جو بايدن فسيزداد غطرسة وعنجهية وعدوانية في الشهرين القادمين ضد ايران وحلفائها قبل تسليم السلطة للرئيس الجديد، هذه اذا سلم واقر بهزيمته النكراء.
ونتوقع الاسوء خلال الأيام القادمة، ترامب كشف القناع عن وجه أمريكا الحقيقي امام كافة الدول والشعوب، واسقط هيبة أمريكا وعظمتها، واذا بها تنكشف امام الشعوب، دولة عنصرية همجية مستبدة ظالمة عدوانية.
اما اذا كان جو بايدن سيغير من سياسة أمريكا اتجاه الجمهورية الإسلامية ام لا، فهذا الامر يتطلب تنفيذ سياسات على الأرض، ولا اعتقد من السهل عليه الاقدام على أي تغيير جذري دون النظر في مصالح الكيان الصهيوني بالدرجة الأولى الذي يعارض أي تغيير بسياسة أمريكا إتجاه ايران.
* کان ترامب سابقا یحاول ان یزید من اسلوبه العدائي والهمجي مع الشعب الايراني والمسلمین والسود والمهاجرین ویعتبرهم خطراً علی الولايات المتحدة، هل ترى ان بايدن سيقوم بتغيير هذا السلوك الامريكي ؟
السياسة الامريكية العدوانية اتجاه الجمهورية الإسلامية والمسلمين هي واحدة لكن تختلف بالصورة والمشهد، أحيانا تظهر متشددة وعنيفة وواضحة كما في عهد ترامب، وناعمة وخفية كما كانت بعهد "في عهد أوباما" والتي ستكون مماثلة بعهد بايدن، اما بالنسبة للسود والمهاجرين قد تتغير لان ذلك ضمن العهود التي قدمها بايدن للمنتخبين وهو بحاجة الى ثقتهم وتأييدهم.
* من وجهة نظرك ما مدى تاثير المزيد من العقوبات والحظر الامريكي على الجمهورية الاسلامية، وماذا تهدف الادارة الامريكية باعلانها هذا الحظر الجائر ؟ وما تاثیر هذه العقوبات علی تنیمه طاقات ایران العسکریة والطبیة وغیرها؟
الإعلان عن الحظر الجائر الجديد الا فقاعات سياسية فارغة تطرب مسامع أعداء ايران الكيان الصهيوني ودول الخليج، ولن يكون لهذه العقوبات أي تأثير على تنمية وتعزيز قدرات ايران العسكرية التي باتت ترعب الأعداء.
اعتقد ان المزيد من العقوبات والحظر الأمريكي على شركات إيرانية جديدة لن يكون لها أي تأثير يذكر، لان العقوبات بلغت الذروة، ولم تؤدي الى النتيجة التي كانت أمريكا والكيان الصهيوني ودول الخليج يأملون بها، فكلما ازدادت العقوبات وأغلقت الأبواب بوجه الجمهورية الإسلامية يفتح الله لها الف باب، ويعود كيد اعدائها الى نحورهم، وما الإعلان عن الحظر الجائر الجديد الا فقاعات سياسية فارغة تطرب مسامع أعداء ايران الكيان الصهيوني ودول الخليج.
لن يكون لهذه العقوبات أي تأثير على تنمية وتعزيز قدرات ايران العسكرية التي باتت ترعب الأعداء، والمناورات العسكرية الإيرانية خير شاهد على هذه القدرات المتقدمة الدفاعية والهجومية المرعبة، ومدن الصواريخ الباليستية تحت الأرض شُيدت تحت وطأة الحصار الظالم، ولن يكون لها تأثير على القدرات الطبية ولا غيرها، فكل ما لدى ايران من قدرات في جميع المجالات العسكرية والصناعية والتنموية والاقتصادية جاء على ايدي أبناء الشعب الايراني المحاصرين، وصنعوا ما ادهش العالم، واغاظ الاعداء، وافرح الاصدقاء.
* برأيك كيف ستخرج ايرن من الحصار الاقتصادي عليها؟
ايران التي واجهت الحصار الاقتصادي والعقوبات الجائرة منذ انتصارها قبل 4 عقود من الزمن عملت على تفادي اضرار العقوبات ببناء علاقات اقتصادية كبيرة مع الدول المناهضة لامريكا كروسيا والصين ودول أمريكا اللاتينية، ودول أخرى من اجل تخفيف الاضرار الناجمة عن العقوبات والحصار، وسوف تواصل هذه السياسة من اجل الخروج من الحصار الاقتصادي المفروض عليها من أمريكا،فتكيفت مع الواقع وأثبتت نجاحها وصمودها، وايران حالة منفردة في الصمود، فاي دولة أخرى يمكن ان تنهار وتسقط اذا واجهت اقل من نصف ما واجهته ايران من عدوان عسكري واقتصادي منذ 4 عقود من الزمن.
* بالنسبه الی العقوبات الامريكية الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة الامريكية على ايران، هل هي حملة دعائية سياسية لترامب ام انه بصدد خوض حرب ضد ايران وخاصة بعد موافقة الادارة الامريكية على بيع السلاح والمقاتلات الامريكية الى الامارات (رغم رفض وعدم موافقة الكيان الصهيوني لهذه الصفقة) ام انه محض ضجيج سياسي ؟ كيف سيكون موقف بايدن من الملف الايراني (السياسة الامريكية العدائية ضد الشعب الايراني) ؟
هناك تقارير وتسريبات اعلامية تشير الى رغبة ترامب لشن عدوان على الجمهورية الإسلامية في الأيام المتبقية من ولايته، ومن معالم هذه النوايا الشريرة إقالة وزير الحرب الأمريكي مايك اسبر الذي صرح خلال مغادرته " خضت مواجهتي مع ترامب بعناية آخذا في الاعتبار ان مغادرتي للمنصب ستؤدي لتعيين شخص لا يقول لا للرئيس ". وهذا تصريح خطير، يعني انه رفض أوامرا عسكرية لترامب يعلم ان نتائجها كارثية.
والتسريبات تؤكد ان كوشنير تواصل مع الامارات والسعودية للمشاركة في العدوان على ايران ويكوّنوا رأس الحربة في أي مواجهة، واذا وقعت الواقعة تنسحب أمريكا وتترك مرتزقتها الخليجيين يحترقون، هذه التسريبات عبارة عن امنيات واحلام يرغبون في تحقيقها رغم علمهم انها لا تتعدى أوهام وضجيج اعلامي وسياسي.
اما موقف بايدن من ناحية العداء لإيران لن يكون هناك تغيير جذري, ربما يسعى الى التهدئة لعلمه ان التصعيد ليس في صالح أمريكا ولا حلفائها.
* لماذا كل هذا الخوف والرعب من الجانب الامريكي من الجمهورية الاسلامية الايرانية ؟ ام ان الكيان الصهيوني شعر بالخوف من ايران فدفع امريكا لفرض الكثير من العقوبات والحظر على ايران ؟
الكيان الصهيوني يسعى دوما لتشجيع أمريكا ودول الخليج لشن عدوان عسكري على المنشئات الإيرانية، والقواعد العسكرية، واغتيال العلماء من اجل سلامة امنه وديمومة بقائه.
الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تكن يوما ضد الشعوب بل دائما تقف في وجه الحكومات الظالمة المستبدة العدوانية.
وامريكا تشكل رأس الهرم من الدول المعادية لنظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية وشعبها، لذلك نجد هذا العداء والخوف من تقدم ايران في كافة المجالات كي لا تصبح دولة عظمى تعتمد على قدراتها الذاتية وتبني تحالفات مع دول الجوار وشعوبها، لان ذلك بالنسبة لامريكا يشكل خطر على الكيان الصهيوني المغتصب لدولة فلسطين العربية والإسلامية، والمغتصب لاراضي عربية سورية واردنية ولبنانية مصرية، وله أطماع في التمدد والتوسع الى كافة دول منطقة الشرق الأوسط العربية والاسلامية عبر الوسائل العسكرية ووسائل التطبيع الثقافي والاجتماعي.
الكيان الصهيوني يسعى دوما لتشجيع أمريكا ودول الخليج لشن عدوان عسكري على منشئات المفاعل النووي الإيراني، والقواعد العسكرية، واغتيال العلماء من اجل سلامة امنه وديمومة بقائه.
وصرح المسؤولين العسكريين الإيرانيين اكثر من مرة، ان أي عدوان على أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية سوف يكون الرد مباشر على العدو الأساسي وهو الكيان الصهيوني قبل الرد على غيره.
* بالنسبة للاوروبين الذين ضاقوا ذرعاً من قرارات ترامب وادارته الاحادية في العلاقات الدولية، فقد كانوا في عهد ترامب يسعون نحو عزل ادارة ترامب دوليا بسبب عمق الخلافات مع امريكا بالنسبة الى سياستها الخارجية ،كيف سيكون ردهم او موقفهم من هذه العقوبات الظالمة ؟
للأسف الشديد الدول الأوروبية لم تفعل أي شيء عملي ضد العقوبات الامريكية على ايران، وتكتفي بالتصريحات المعارضة للعقوبات، وهذا الامر ترفضه الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فهي عبرت عن استيائها لهذه المواقف الضعيفة امام الغطرسة الأمريكية اكثر من مرة.
* كيف تقيّم موقف بعض الدول العربية من التقرب والتودد الى المحور الاستكباري الغربي ؟
وسائل اعلام بعض الدول العربية كانو اكثر تاييدا لحملة ترامب ولا يريدون سقوط " صنمهم الأعلى "، فقد نصبوا مجالس العزاء في قصور ملوك وامراء الخليج بعد سقوط " هبلهم الأعلى ترامب ".
الحديث عن موقف بعض الدول العربية وبعض شعوبها من التقرب والتودد لمحور الشر الأمريكي الصهيوني مؤلم جدا، لان تلك الدول ترى بعين الحقد والعدوانية والكراهية لإيران التي دوما تصرح وتمد يدها بكل اخوة وشفافية للحكومات والشعوب من اجل إزالة أي توتر وخلاف حتى مع الدول الأكثر عداء كالسعودية والبحرين، وتدعوهم الى علاقات حسن الجوار والدين والإنسانية، لكن خوفهم على عروشهم من الانهيار والسقوط يظنون ان التقرب والتودد والعبودية لامريكا والكيان الصهيوني ينقذهم ويطيل في بقائهم على عروشهم، تراهم اشد عدواة من الصهاينة انفسهم، واشد حماسا لشن أي عدوان على ايران، واكثر شوقا لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني الغاصب.
ومن خلال المتابعة لنتائج الانتخابات الامريكية تجد وسائل اعلام تلك الدول اكثر تاييدا لحملة ترامب ولا يريدون سقوط " صنمهم الأعلى "، وقد تنصب مجالس العزاء في قصور ملوك وامراء الخليج بعد سقوط " هبلهم الأعلى ترامب " وبعد أسبوع تقام مجالس الافراح في نفس القصور ترحيبا ب " الصنم الجديد بايدن ", هذا هو تقيمي لبعض الدول العربية وبعض شعوبها كذلك.
/انتهى/