وکالة مهر للأنباء _ زینب شریعتمدار : کشف ابن سلمان اخیرا عن خسائر کبیرة تواجهها المیزانیة السعودیة فیما سیخسر الکثیر من السعوديين وظائفهم. هذا الحال, نتيجة سياسات ولي العهد السعودي وهناک من یرکض وراء السعودیة لتأتي وتستثمر الاراضي العراقیة. فالشارع العراقي یتسائل لمصلحة من تأتي هذه الاستثمارات؟ المواطن العراقي ام اخراج السعودیة من مأزقها؟ ولماذا یشدد رئیس الوزراء العراقي علی أن الفرص الاستثمارية متاحة امام الشركات السعودية وأن الحكومة تسعى الى تذليل كل العقبات التي تعرقل استثمار الشركات السعودية في العراق. فاین حق المواطن العراقي من هذه الفرص الاستثماریة؟
فاشارت الکاتبة شریعتمدار الی تاریخ علاقات السعودیة بدول الجوار وما حصل علیه الجانبان من خلال هذه العلاقات لکي نعرف من المستفید من هذه العلاقات ومن الخاسر.
المقطع الاول:
ثلاثينيات القرن الماضي
أوقف الملك عبد العزيز آل سعود، مفاوضات في مدينة أبها الجنوبية بشأن نجران، ووجه جيوشه لاحتلال مناطق عسير، وجيزان، وتهامة، ووصلت قواته بقيادة نجله الأمير فيصل إلى قلعة الطائف في منطقة الدريهمي جنوب مدينة الحديدة في اليمن.
وفي التاسع عشر من شهر مايو/ أيار عام 1934 وقعت "معاهدة الطائف" بين المملكة اليمنية والسعودية، عقب مفاوضات بين الجانبين تمت في 18، و19 مايو 1934، بوساطة المجلس الإسلامي الأعلى. وأعلن الاتفاق نهاية الحرب السعودية اليمنية وإقامة علاقات سلمية بين الدولتين.
ومكّنت الاتفاقية، السعودية، من السيطرة على المدن اليمنية الثلاث (نجران، وعسير، وجازان) مدة 20 عاماً، مقابل سلام وأمن واستقرار البلدين ومعاملة اليمنيين في المملكة كالسعوديين.
عام 1962
قیام ثورة وإعلان الجمهورية الثورية في 26 سبتمبر/ أيلول 1962بتدخل الجيش المصري لصالح الثوار الجمهوريين وقيام الجمهورية العربية اليمنية.
عام 1972 / الیمن
السعودیة تستثمر الاراضي الیمنیة منها ارض نجران و عسیر بمقابل 5 ملیار دولار سنویا
عام 1987 / الیمن
السعودیة تضم ارض نجران و عسیر الی اراضیها وعندما اعترض علی عبدالله صالح اسکته السلطات السعودیة بمبلغ 15 ملیار دولار
المقطع الثاني:
أوائل القرن الثامن عشر
نشأة الحركة الوهابية المتطرفة الغارقة في التزمت الديني، والعداء لجميع المذاهب الإسلامية، عدا الحنبلية التي تدعي الانتماء إليها، والتحالف المصيري بين آل سعود وآل الشيخ محمد بن عبد الوهاب، مؤسس الحركة، إضافة إلى تكفيرها للأديان الأخرى وإباحة قتلهم.فعداء النظام السعودي الوهابي للعراق ليس جديداً، بل يعود إلى نشأتة. اما هناك اسباب طائفیة وسیاسیة واهمها اقتصادیة في ایامنا هذا یسبب العداء السعودي للعراق:
السبب الطائفي:
المذهب الوهابي الذي تدرین الیه السلطات السعودیة هو نسخة متطرفة من المذهب الحنبلي، بينما غالبية الشعب العراقي هم شيعة، وهم عند الوهابیة کفار و یحکم بقتلهم.
فكان أول ضحية لهم هم شيعة العراق، حيث اتخذوا من الاختلاف المذهبي ذريعة للهجمات التي شنوها على المدن العراقية، من كربلاء والنجف وغيرها من المدن العراقية في العهد العثماني، وأوائل الدولة الحديثة. واستمر هؤلاء في شن هجماتهم على العراق حتى أوائل القرن العشرين أيام تأسيس الدولة العراقية.
ففي غزوهم لکربلاء نهبوها وقتلوا 4000 من أبنائها. وبعد سيطرة آل سعود على مكة والمدينة في العشرينيات من القرن الماضي، قاموا بتدمير الأضرحة کما فعلوا بالبقیع الغرقد.
اما في عهد صدام المقبور فوجدوا فيه الحاكم المناسب لتنفيذ رغباتهم في تدمير العراق وشعبه، لذلك شجعوه على شن حرب على إيران، ودعموه بالمال والإعلام.
عام 2003 الی 2020 / العراق
بعد سقوط حكم البعث:
1. قاموا بمعاقبة الشعب العراقي ثانية وعلى مختلف الجبهات واعتبروا جميع الأموال التي منحوها لصدام والتي تقدر بنحو 20 مليار دولار، ديوناً على الشعب العراقي ليدفعها مع الأرباح المتراكمة عليها.
2. قاموا بدعم منظمات الإرهاب وإرسال الإرهابيين إلى العراق لقتل العراقيين وزعزعة الحكم فيه. فدفعوا أكثر من 80 مليار دولار لإخراج صدام من الكويت، وهم مستعدون لدفع 200 مليار دولار لإخراج الشيعة من السلطة في العراق.
السبب السياسي:
من البدیهي أن الدولة العراقیة بحکم جوارها مع ایران وقیام جمهوریة اسلامیة في ایران والتقارب المذهبي بین الدولتین فالسعودیة لاترید ان یمیل العراق الی الجانب الایراني ویبقی العداء البعثي الذي زرعه صدام وبسبب الحرب بین البلدین و الشعبین.
والاهم من هذا، النظام الحاکم في السعودیة فهو ملکي ولایعرف ذرة من الدیمقراطیة والشعب متعلم علی تبیعیة الحاکم دون أي ارادة وحقوق الانسان وهیمنة المؤسسة الدینیة الوهابیة علی السعودیة ترفض مطالبة البعض بحکم عصري دیمقراطي یقوم علی حکم المواطنة.فالسعودیة تبذل قصاری جهدها لکي تحافظ العائلة المالکة علی سیطرتها علی ثروات الشعب وکیف تحصل علی ذلک الا بنشر ثقافة التطرف والعنف ومحاربة الدیمقراطیة في بلاد الجوار.
وبعد سقوط نظام البعث في العراق حاولت السعودیة ان تبث الارهاب عن طریق القاعدة وفلول البعث باسم العروبة و الدفاع عن حقوق اهل السنة ومحاربة الحکم الشیعي. وحاولت وحاولت الکثیر لفشل العملیة السیاسیة في العراق وصرفت ودفعت الکثیر من الاموال لتحقیق اهدافها. کی لایتزعزع الحکم الملکي.
السبب الاقتصادي:
السعودية وهي أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم لاترید منافسا لها في سوق النفط العالمي حتی تحافظ علی مکانتها في قائمة بیع النفط الی الدول الغربیة ولذلک هذه الدول من جانبها تغض النظر عن جرائم النظام السعودي في حق شعبها وانتهاکات الحکم الملکي لابسط حقوق الشعب وحتی الدول الجوار.
فتطویر المؤسسات النفطیة العراقیة وزیادة الصادرات النفطیة لیست من مصلحة الحاکم السعودي.
من جانب آخر البقرة الحلوب اصبحت الیوم مفلسة بعد دفعها الملیارات للحرب ضد الیمن وما دفعته لشراء الاسلحة المتطورة والطائرات الحربیة الحدیثة ومادفعته للمجموعات الارهابیة وما قدمته للحملات الانتخابیة للرئیس الامریکي و... فافلست بحیث لاتتمکن من دفع رواتب مرتزقتها في الیمن فهي الیوم بامس الحاجة الی اعادة هویتها الاقتصادیة ومکانتها بین دول المنطقة فلانستغرب من محاولاتها لاستثمار المیاه العراقیة ومناجم صحراء العراق فتتمکن بضرب عصفورین بحجر واحد، تقویة اقتصادها وزعزعة الوضع السیاسي والامني في العراق وتتهم الجهات التي ترید استقلال العراق وخروج القوات الاجنبیة وعدم بیع الاراضي العراقیة بانها موالیة لایران وتعتبر مناهضتهم لبیع الوطن عبارة عن تدخلات ایرانیة صفویة اما بیع الارض والشرف والوطن والضمیر بغیة الحفاظ علی العروبة والمال السعودي ما هو الا حسن الجوار و....
السعودیة تستثمر الاراضي العراقیة منها السماوة الموازیة لاراضيها.
فالیمن ینزف دما والعراق یغرق بالدم والساسة تبیع ارض بلادها وشعبها دون ان تفکروا من المستفاد من منح السعودیة ارض سماوة؟ الیست السعودیة من دعمت و ماتزال تدعم التکفیریین الارهابیین وتمولهم وتفتح لهم حدودها لکي یصلوا عبرها للصحراء العراقي فاصبحت ممرا للمؤامرات؟! الیس علی هولاء الساسة أن یطالبوا المحاکم الدولیة بمحاکمة المحتل الامریکي والسلطات السعودیة وحلفائها علی ما انتفقتها لتدمیر العراق والمطالبة بتعویض الخسائر التي جعلت العراق منهوبا منکوبا؟! هل اصبح الدم العراقي رخیصا بحیث الحاکم العراقي یخونه و یبیعه حفاظا علی کرسیه؟
هل هناك محاولات جدیدة لجر العراق مرة اخری في مستنقع الارهاب؟! هل هناك محاولات جدیدة لنهب الثروات العراقیة و الشعب بامس الحاجة الی لقمة عیشه؟!
هل هناك استثمار سعودي للاراضي العراقیة ام بیعها لهم واستعمار حدیث لتقسیم العراق وتفکیکه؟! هل السعودیة هي بحاجة الی اراض ولیس لدیها ارض للاستثمار؟ او هناك مآل خفیت وراء هذا الاتفاق المخزي تعرفها الساسة وتستفید منها ولایعرفها الشعب ولایستفید منها؟!