وكالة مهر للأنباء - زينب شريعتمدار: يزداد تضييق الخناق على النظام السوري من قبل الولايات المتحدة والقوى الغربية من خلال فرض عدة عقوبات على الشعب السوري وأثار دخول قانون حماية المدنيين السوريين المعروف باسم " قانون قيصر " حيز التنفيذ في 17 يونيو الماضي العديد من التساؤلات حول مدى تأثيره على طبيعة المشهد في سوريا اقتصاديا، لما يفرضه القانون من عقوبات مغلظة على الحكومة السورية وكل من يتعاون معها، وفي مقدمتهم الحلفاء الأساسيين للنظام السوري (روسيا وإيران)، وما للقانون من تبعات قاسية على الاقتصاد السوري الذي يعاني انهيارا منذ بداية الحرب في 2011، وزادت حدته في الأشهر الأخيرة.
وفي ظل فرض عقوبات مشدّدة اخرى من قبل الولايات المتحدة على الشركات التي تنوي ان تشارك في اعادة اعمار وبناء سوريا، وكل المؤشرات ترجح اليوم أن هذه القوى تحضر نفسها لتوجية ضربات اقتصادية جائرة ضد دمشق.
لا يجب على الشركات الايرانية ان تخسر هذ الفرصة وان تضيّعها، بل يجب ان تاتي بكل امكاناتها وتقوم باعادة البناء والاعمار في سوريا بكافة المجالات الضرورية،هذه هي أفضل فرصة لإيران لتقوم بتبديل التهديد الى فرصة.صرّح الخبير في قضايا الشرق الاوسط " مسعود اسداللهي " لوكالة مهر للأنباء، انه بالنسبة الى الجمهورية الاسلامية الايرانية فهذه فرصه كبيرة بالنسبة لها، لان الشركات الغربية لا يحق لها الاستثمار في سوريا، اما الشركات الايرانية فهي يمكنها ان تاتي الى سوريا وتشارك بكل سهولة، ويمكن ان تكون الشركات الخصوصية الايرانية ان تقوم بدور فعال وحاسم وبارز في جميع وكافة المجالات. واكد انه لا يجب على الشركات الايرانية ان تخسر هذ الفرصة وان تضيّعها، بل يجب ان تاتي بكل امكاناتها وتقوم باعادة البناء والاعمار في سوريا بكافة المجالات الضرورية.
في ظل العقوبات الامريكية على الشركات الغربية، فهذه هي أفضل فرصة لإيران لتقوم بتبديل التهديد والتحدي الى فرصة حقيقية وتنعش الإقتصاد والانتاج الداخلي.
** اهميت تحرير البوكمال
يرى الخبير في قضايا الشرق الاوسط " مسعود اسداللهي " انه بعد تحرير البوكمال، فقد تبيّن لنا بشكل واضح وعلى وجه اليقين ان كل المعارضين والمخالفين للحكومة السورية، خسروا بشكل نهائي وقطعي.
وقال: " لم يكن تحرير البوكمال هو لانهاء المشهد الداعشي فقط، بل كان الهدف من هذا التحرير هو اظهار قدرة المقاومة على ابادة اقوى التنظيمات الارهابية والتكفيرية المتواجدة في سوريا والعراق، وتبيين هذه الصورة بشكل جيد وواضح للجميع وللقوى الاخرى، وبصورة اخرى لكي يتم وضع النقاط على الحروف بالنسبة الى التنظيمات المعارضة والمخالفة للحكومة السورية والتي هي بطبيعة الاحوال اضعف من التنظيم الارهابي "داعش" ".
وتابع: " لذلك تم اجراء مفاوضات وجلسات كثيرة لاعادة بناء سوريا بالكامل بعد ابادة تنظيم داعش مباشرةً، في حين ان بعض القوى المعارضة مازالت على ارض الميدان، ومنذ ذلك الوقت تم طرح مشروعات واجراءات اعادة البناء على ان تتم بصورة تدريجية وهادئة، اما بالنسبة للمناطق العسكرية فقد تم النقاش على ان تتم حسب الحاجة والطلب ".
** محافظة ادلب
قال " مسعود اسداللهي " انه " كما شاهدنا تحرير الغوطة الشرقية وبعدها تحرير جنوب سوريا من خلال المصالحات التي كانت تترأسها روسيا، اما بالنسبة الى عدم تحرير ادلب فيعود ذلك للمشاكل المعقدة بين تركيا وروسيا في تلك المنطقة، فقد تم اجراء عدة مباحثات متقدمة وبنّاءه فيما بينهم بالنسبة الى تلك المنطقة، لكن للاسف على الرغم من التسوية التي تمت بين الطرفين في تلك المنطقة الا اننا لم نشهد حل كامل (تحرير) لتلك المنطقة ".
واكد انه تعتبر دائما التطورات والمباحثات المتقدمة التي تمت والتي تتجلى في اعادة فتح ملف التسوية في ادلب خطوات أساسية للتقدم للامام في هذا الملف.
واشار الى انه بالنسبة الى روسيا فكان هدفهم ايجاد حل سريع لهذا الملف يتمثّل بالحل العسكرية السياسية، وعلى هذا الاساس اوقفت تركيا جميع عملياتها العسكرية في هذه المنطقة بشكل كامل لتتحرك نحو الحل السياسي من خلال مؤتمر استانة ولجنة صياغة الدستور، ولكن للاسف لم تصل لحل نهائي لهذه الازمة بسبب التعقيدات الموجودة في الملف السوري وبقي هذا الملف معلّقاً لوقتنا الحالي.
** العقوبات الامريكية، والعلاقات الروسية - التركية المتوترة
وصرّح " مسعود اسداللهي " انه في غضون ذلك، بدأ الأمريكيون في تمهيد الطريق لمنع إعادة إعمار سوريا، وتجلى ذلك في اعلانهم بشكل صريح ومباشر " انه طالما يحتفظ الرئيس السوري بشار الاسد بقوة كبيرة، لن نقوم بالاشتراك في أي شيء يخص اعادة بناء واعمار سوريا"، وهذا دليل واضح منهم على انهم لن يقوموا بمساعدة سوريا، وفي قرارهم هذا هم يضعون دولاً اخرى تحت الضغط مثل الجمهورية الاسلامية لكي لا تقوم ايران بالاشتراك في اعادة البناء.
وذكر "اسداللهي" ان الروسيين بذلوا كل جهدهم وسعو كثيراً بكل صدق للدفع بحل سياسي للمضي بهذه المباحثات للامام، إلى حد كبير تم التعامل مع هذه القضية بشکل بسيطة جداً، وهذا ما جعل الحل السياسي يستغرق وقتاً اطول من اللازم لحل هذه الازمة.
ونوّه " مسعود اسداللهي " الى المشاكل الاخرى التي نشات، مثل المشكلة الليبية، فهناك ايضا وقف التركي والروسي ضد بعضهم البعض في تلك المنطقة، وفيما يخص موضوع شرق البحر الابيض المتوسط واكتشاف النفط والغاز في تلك المنطقة والمقارعة على هذه الثروة النفطية مع مصر واليونان، وهنا مرة أخرى رأينا نوعاً من المواجهة شبه السرية (مخفية) بين الروس والأتراك.
روسيا لا ترغب في أن تتحول تركيا الى المنتج والمصدر الرئيسي للغاز والنفط الى اوروبا.وقال لم نُشاهد الروس علانية في هذه القضية، لكن من وراء الكواليس روسيا لا ترغب في أن تتحول تركيا الى المنتج والمصدر الرئيسي للغاز والنفط الى اوروبا.
وتابع اما بالنسبة الى سبب المواجهة الشرسة والعنيفة التي حدثت مؤخراً فيما بينهم في جمهورية اذربيجان فيما يخص موضوع ناغورني قره باغ، لان الروس شعروا بان ما يحدث في هذه المنطقة (قرة باغ) يهدد الامن الروسي، وليس سبب المواجهة هو لتحرير قرة باغ، الامريكيون يسعون الى استغلال هذا الوضع ليشكلوا حزام امني واسع النطاق حول روسيا لمحاصرتها.
** ضرورة الحل السياسي
يرى معظم السياسيون انه بالحل العسكري لا يمكن ان يكون الحل العسكري حل فعال لانهاء الصراع والمواجهات بين الطرفين بشكل نهائي.
عقوبات "قيصر"، والتي كان الهدف الرئيس منها هو اغلاق الطريق في وجه جميع الدول التي تسعى الى المشاركة في اعادة بناء سوريا.واكد " مسعود اسداللهي " انه وفي ظل هذه الاوضاع الراهنة يجب ان يقوموا بتشكيل مؤتمر في سوريا لا يكون عنوانه اعادة البناء والاعمار بل يكون عنوانه تامين الحماية والدفاع عن سوريا، في الحقيقة، ستكون الخطوة الدبلوماسية والسياسية عاملاً قوياً في دعم النظام، فضلاً عن كونها أرضية لبدء العمل على اعادة بناء سوريا.
واشار الى انه في الاشهر الاخيره شاهدنا العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على سوريا والتي تسمى عقوبات "قيصر"، والتي كان الهدف الرئيس منها هو اغلاق الطريق في وجه جميع الدول التي تسعى الى المشاركة في اعادة بناء سوريا.
** مؤتمر اعادة البناء
حضور قوى عظمى مثل روسيا والصين وايران ومشاركة بعض الدول العربية وغيرهم، هذا بحدّ ذاته يعد انتصاراً على المستوى السياسي والاعلامي على اقل تقدير.قال الخبير في قضايا الشرق الاوسط " مسعود اسداللهي " ان المشاركة في مثل هذه المؤتمرات بغض النظر عن تعداد الدول المشاركه فيه وحجم ومستوى المشاركة فيه، وحضور قوى عظمى مثل روسيا والصين وايران ومشاركة بعض الدول العربية وغيرهم، هذا بحدّ ذاته يعد انتصاراً على المستوى السياسي والاعلامي على اقل تقدير، ولكن لا يمكن لهذا الانتصار ان يكون حلاً بديلاً لمؤتمر اعادة اعمار سوريا
وتابع انه لقد أثبتت التجارب السابقة ( الملف الليبي واللبناني و... ) ان الدول التي تسعى لتشكيل مؤتمرات لاعادة البناء يقدمون وعود كثيرة ويطرحون مشاريع كبيرة ويتحدثون عن ميزانيات ومعونات ضخمة، ولكن في الغالب تكون كل هذه الوعود والمشاريع والاستثمارات على الورق فقط ولا يتم تنفيذ اي مشروع منها، ولا تؤخذ الاستثمارات واعادة البناء على محمل الجد، ومع ذلك يعد هذا انتصارا وانجازا دبلوماسياً.
اشار الى انه في هذا المؤتمر اعتزمت روسيا بتقديم مساعدات بقيمة مليارد دولار لاعادة بناء محطات الطاقة الكهربائية وغيرها، وهذه الخطوة التي قام بها الروس هي لاظهار انهم جادّين في ملف اعادة بناء سوريا.
واستطرد في القول انه نتمنى ان يكون الروس قد توصلوا الى قناعة ونتيجة انه بدون التوافق بين الطرفين الروسي والتركي داخل وخارج اتفاق استانة لن يكون هناك اي معنى للمؤتمرات الدولية ولخطط وقف الحرب واعادة الاستقرار لسوريا، هذا ما تم استنتاجه في الفترة الاخيرة، انه لا يجب التفرد في اتخاذ القرارات.
ونوّه الى ان اعادة البناء والاعمار هي فكرة جذابة للشركات الخارجية، فسوريا في الوقت الحاضر بحاجة الى كل اعادة الاعمار والبناء في جميع المنشأت الحكومية وغيرها، واعادة ترميم جميع محطات الطاقة في البلاد، فالشركات الخارجية ترى ان الاستثمار في سوريا سيكون مربحاً بالنسبة لها، اما بالنسبة الى السياسة الغربية وبالخصوص سياسة الولايات المتحدة وما تفرضه من عقوبات على هذه الشركات بازالة جميع صلاحياتها واستثماراتها لفترة من الزمن، تجبر هذه الشركات على التوقف والابتعاد عن سوريا.
** فرصة لايران
الشركات الخصوصية الايرانية ان تقوم بدور فعال وحاسم وبارز على مستوى جميع وكافة المجالات.اكد الخبير في قضايا الشرق الاوسط " مسعود اسداللهي " انه بالنسبة الى الجمهورية الاسلامية الايرانية فهذه فرصه كبيرة بالنسبة لها، لان الشركات الغربية لا يحق لها الاستثمار في سوريا، اما الشركات الايرانية فهي يمكنها ان تاتي الى سوريا وتشارك بكل سهولة، ويمكن ان تكون الشركات الخصوصية الايرانية ان تقوم بدور فعال وحاسم وبارز على مستوى جميع وكافة المجالات. لا يجب على الشركات الايرانية ان تخسر هذ الفرصة وان تضيّعها، بل يجب ان تاتي بكل امكاناتها وتقوم باعادة البناء والاعمار في سوريا بكافة المجالات الضرورية.
في ظل العقوبات الامريكية على الشركات الغربية، فهذه هي أفضل فرصة لإيران لتقوم بتبديل التهديد الى فرصة.
/انتهى/