أحرق نشطاء مغاربة علم الكيان الصهيوني، أثناء وقفة احتجاجية نظمت أمام مبنى البرلمان في العاصمة الرباط، مساء الأحد، ضمن الفعاليات المخلدة لليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.

وأفادت وکالة مهر للأنباء أن الوقفة التي دعت إليها 54 هيئة مغربية، شهدت مشاركة شخصيات سياسية ومدنية من مختلف الانتماءات، حيث ندد المشاركون بجرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، وعلى رأسها ملف القدس الشريف. كما رفع المحتجون شعارات تندد باستمرار مظاهر التطبيع مع العدو في عدة مجالات، مشددين على أن التطبيع يعتبر خيانة للقضية الفلسطينية وطعنة غادرة في ظهر الشعب الفلسطيني.

على صعيد آخر، وجّه العاهل المغربي محمد السادس رسالة إلى اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وقال إن القضية الفلسطينية هي "مفتاح الحل الدائم والشامل في منطقة الشرق الأوسط"، داعيا إلى تجاوز حالة الانسداد في العملية السلمية، وتكثيف الجهود الدولية لإعادة إحياء المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأعرب في رسالة وجهها إلى رئيس اللجنة الأممية المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، شيخ نيانغ، عن قناعته بأن "القضية الفلسطينية هي مفتاح الحل الدائم والشامل في منطقة الشرق الأوسط؛ حل يقوم على تمكين كل شعوب المنطقة من العيش في أمن وسلام ووئام، في إطار الشرعية الدولية، ووفق مبدأ حل الدولتين، الذي توافق عليه المجتمع الدولي".

وأكد العاهل المغربي على تضامن المغرب مع الشعب الفلسطيني ووقوفه الثابت معه، ودعمه الموصول لحقوقه المشروعة في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة، عاصمتها القدس الشرقية، دولة قابلة للحياة ومنفتحة على جوارها وعلى جميع الأديان.

وبهذه المناسبة، دعا محمد السادس إلى ضرورة تجاوز حالة الانسداد في العملية السلمية، وتكثيف الجهود الدولية لإعادة إحياء المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لحل كافة القضايا الخلافية.

وجدد تشبثه بالسلام العادل والدائم والشامل، معتبرا الإجراءات أحادية الجانب في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مخالفة لقرارات الشرعية الدولية، وترهن الحل المنشود، وتذكي الصراع والإحباط، وتقوي نزوعات التطرف.

ودعا العاهل المغربي، بصفته رئيسا للجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، إلى الحفاظ على وحدة مدينة القدس وحرمتها ووضعها القانوني والحضاري والديني، ومكانتها المتميزة، مؤكدا على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، أن دعم قدرات المقدسيين "يظل رهينا بتعبئة كل الموارد والإمكانات المادية المتاحة، واستثمارها في النهوض ببرامج التنمية البشرية في القدس".

وقال إن ذلك "ما نحرص على أن تقوم به وكالة بيت مال القدس الشريف كآلية تنفيذية للجنة القدس، تحت إشرافنا الشخصي، في إنجاز مشاريع وبرامج ملموسة، صحية وتعليمية وسكنية واجتماعية لفائدة الساكنة المقدسية".

وبخصوص الشؤون الداخلية الفلسطينية، أكد أنه يتابع "عن كثب جهود المصالحة وحوار الفصائل الفلسطينية، بهدف ترتيب البيت الفلسطيني" مضيفا "وقد عبرنا مرارا عن أملنا في انخراط الفرقاء الفلسطينيين بجميع توجهاتهم في مصالحة حقيقية وبحسن نية، لتجاوز حالة الانقسام التي تعتري الجسم الفلسطيني منذ سنوات، بما يخدم المشروع الفلسطيني العادل والنبيل".
واغتنم مناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني لتجديد تأكيد دعم المغرب الكامل لدولة فلسطين، بقيادة الرئيس محمود عباس، في جهودها لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق إلى الاستقلال والوحدة والازدهار، ودعمه الموصول لحقوقه المشروعة في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة، عاصمتها القدس الشرقية، دولة قابلة للحياة ومنفتحة على جوارها وعلى جميع الأديان.