یری الکاتب والمحلل العراقي مازن البعیجي، ان منهج الشهید قاسم سلیماني هو في الواقع ظهور وبروز کلمة طیبة تحظى بعقیدة فلسفیة وثقافة مترافقة مع قیم معنویة سامية تتمحور حول شعار مملوء بروح العزيمة والايمان.

وکالة مهر للأنباء - مازن البعیجي: ليست كلمة عابرة كما يعتقد البعض، بل هي سر ما وصل إليه هذا العابد عن يقين وعن قناعة، وهو يتقلب بفك المواقف والظروف باحثا بكل قوته والجهد لتحصيل ترجمتها الواقعية، عبارة تعني الكثير رغم صغر حجمها ومألوف مفرداتها، لكنها من العمق ما لا يستطيع قصير النفس ولا نافذ الصبر أن يصل أو يحصل عليها.

إذ كيف يكون كل شيء خيراً؟! وليس كل شيء خير! ففي الدنيا الشر موجودٌ وكلّ تفرعاته أيضا موجودة ومنها: الخسارة، والموت، والفضيحة، والظلم، والفقر، وامور كثيرة تنتمي الى السوء، وما يحزن الإنسان حصولهُ! كيف يمكن إطلاق مثل صفة الخير عليه؟، بل وليس من باب الظن يقول تلك العبارة "يقيناً كلهُ خير" بل يقول على نحو اليقين والقطع وهو مطمئن للمعنى!.

أي مدرسة أخذت عقله لتنفي عنه وتلفظ ما يمنح التردد والشكل بالاحكام والقوانين التي يقف الإنسان بطبيعته عندها، وينهدم مرات وينكسر ويتألم لنوع شرٍّ يمر به أو نازلةٍ تنزل به! إلا الحاج قاسم يقابلها على أنها رسائل أنزلت عليه بيد جبرائيل، البصيرة آيات لا يتعامل معها على أنها طارئة، بل قلبه يفسرها بتفسير ايجابي دون شك او تردد!.

ومن هنا تراه اختلف في تحمل الظروف الصعبة برباطة جأشٍ لم يعرفها إلا القلائل من غير المعصومين عليهم السلام، وليمنح أدوات لم تكن سهلة يسيرة ومنها: الصبور، والشجاع، والعطوف، والبكّاء، والخبير، والسّياس، والحاذق، والبصير، والفطن، ومن يعرفهُ الليل والقمر، وتشهد عليه النوافل مهما كان زمانها والمكان.

فكان شعار مملوء بروح القناعة تفسيره، يقول أنا كلي لا ارى غير الخير منك بالغ ما بلغ بي ما نزل كله بعين الله عزاء اهل الصدق والولاء حين يطبق على ارض الواقع فيثمر منهج يستحق ان يسمى منهج سليماني.

/انتهى/