وأفادت وكالة مهر للأنباء، أن جمعية الصداقة الاسترالية الايرانية اقامت احتفالاً تأبينياً على روح العالم الكبير الشهيد فخري زادة رضوان الله تعالى عليه بمدينة سيدني الاسترالية حضرها عدد من ابناء الجالية العربية والاسلامية وشخصيات استرالية بحسينية السيدة زينب عليها السلام بمدينة سيدني الاسترالية.
وفي كلمةٍ لنائب رئيس جمعية الصداقة الاسترالية الايرانية في استراليا الحاج "حسين الديراني"، قال فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿مِنَ المُؤمِنینَ رِجالٌ صَدَقوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَیهِ ۖ فَمِنهُم مَن قَضىٰ نَحبَهُ وَمِنهُم مَن یَنتَظِرُ ۖ وَما بَدَّلوا تَبدیلًا﴾
﴿ولنبلُونكُم بشيءٍ من الخوفِ والجوعِ ونقصٍ من الأموال ِ والانفسِ والثمراتِ وبشرِ الصابرينَ. الذين اذا اصابتهُم مُصيبةٌ قالوا إنا لله وإنا اليه راجعون. أولئِك عليِهم صلواتٌ من ربهم وأولئِك هُمُ المهتدون﴾
صدق الله العلي العظيم
في محفل الشهداء تقف عاجزا امام عظمتهم وسموهم، وتتسابق العبارات والعبرات، فلا العبارات تدرك عظمتهم وتفي حقهم، ولا العبرات تعيدهم الى الحياة الدنيا وهم الاحياءُ عند ربهم يرزقون.
فأي شهيدٍ نؤبّن اليوم؟ وأي عظيمٍ من عظماء هذه الامة، إنه الشهيد الراحل محسن فخري زادة، شهيد العلم والمعرفة، وشهيد الإسلام، لحق بركب الشهداء المجاهدين العظام وارتقى شهيدا على ايدي أعداء الله ورسوله وكل الأنبياء.
أيها الاحبة؛
اننا في زمن تتكالب علينا الأمم، والدول الاستعمارية الاستكبارية الشيطانية تقوم على ركائز أربعة " القوة العسكرية، والقوة الاقتصادية، والتقدم العلمي، والاعلام "، وهذه الركائز الأربعة غيرُ مسموحٍ لاي دولة عربية وإسلامية ان تصل لهذه الركائز الأربعة بشكل مستقل وكامل، وهذا ما يقوم به الاستعمار الأمريكي لفرض هيمنته على العالم عسكريا واقتصاديا وعلميا واعلاميا خدمة للمشروع الاستعماري الأكبر في العالم وهو الكيان الصهيوني الإرهابي الذي يبسط اذرُعتِه الاخطَبوطية على المنطقة العربية والإسلامية ويدمر كل ما تملك هذه الدول من قوة عسكرية واقتصادية وثقافية وعلمية بكل السبل الشيطانية، من الحرب المباشرة الى الحرب بالوكالة، الى استهداف القادة العسكريين والعلماء بالاغتيال، الى الحصار الاقتصادي والإعلامي والى كل وسيلة يصلون اليها لتدمير واضعاف أي قوة مستقلة حرة تريد ان تقدم مشروعها التحرري والاستقلالي في المنطقة.
ليعلم العدو الغاشم، ان إغتياله للقادة العسكريين الميدانيين المجاهدين، وللعلماء للمفكرين يعدّ جريمة وحماقة، فنحن قوم اعزّنا الله بالشهادة، فكلما اطفؤوا نورا إنبعث منه الف نورٍ ونور
لهذه الأسباب كان عام 2020 عامُ الاحزان حيث اطل علينا بفاجعة العصر عندما اقدم الإرهابي العالمي دونالد ترامب باستهداف قادة النصر الشهيد القائد الجنرال قاسم سليماني والشهيد القائد مهندس الانتصارات أبو مهدي المهندس رضوان الله تعالى عليهما، وبعد اغتيالهم اظلمت الدنيا واطبقت السماء على الأرض، وجاء الفيروس القاتل ليشل العالم، وابى هذا الثنائي الشيطاني الا ان يتحالف مع الشيطان الخليجي لتسجيل جريمة عصرية جديدة تضاف الى سجلهم الحافل في القتل والإرهاب والاجرام وتمتد اياديهم الاجرامية الاثمة لتغتال علماً من اعلام الامة الإسلامية الشهيد المغدور محسن فخري زادة، محسن العطاء وفخر الامة وزادها، المصنف الرجل الخامس في العالم بالعلوم الذرية.
فليعلم هذا العدو الغاشم، ان إغتياله للقادة العسكريين الميدانيين المجاهدين، وللعلماء للمفكرين يعدّ جريمة وحماقة، فنحن قوم اعزّنا الله بالشهادة، فكلما اطفؤوا نورا إنبعث منه الف نورٍ ونور، وليشاهد وليسمع كلمات التأبين من عوائل الشهداء، والكل شاهد وسمع زوجة الشهيد فخري زادة وهي تبارك لزوجها الشهادة وتحث رفاقه على مواصلة دربه بالعلم والمعرفة والجهاد، وهي صابرة محتسبة قدوتها زينب الكبرى عقيلة بني هاشم الطيبيين، بنت امير المؤمنين عندما رأت اخيها الامام الحسين صريعا مذبوحا في كربلاء قالت بصوت وقلب حزين " اللهم تقبل منا هذا القربان ". وخاطبت اللعين ابن زياد " ما رأيت إلا جميلا "، فمن يكون نهجهم محمديٌ علويٌ حسينيٌ زينبيٌ لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون.
ولن اتحدث عن الثأر والرد والعقاب فهذا شأنٌ له اهله وهم اهل الميدان، والحرب ليست عشائرية، بل حربُ ادمغة وقلوب.
في الختام أتقدم من قائد الثورة الإسلامية الامام السيد علي الخامنئي دام ظله ومن الشعب الإيراني العظيم ومن عائلة الشهيد فخري زادة ومنكم أيها الحضور الكريم بخالص العزاء والمواساة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
/انتهى/