استطاع مرزوق الغانم الفوز مجدداً برئاسة مجلس الأمة الكويتي للدورة الثالثة على التوالي، بعد منافسة هي الأشد من نوعها على المنصب مع النائب بدر الحميدي.

وكالة مهر للأنباء _ في الجلسة الأولى للبرلمان الكويتي التي افتتحها أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، يوم الثلاثاء (15 ديسمبر 2020)، تم التصويت على اختيار رئيس المجلس، ليحوز الغانم 33 صوتاً مقابل 28 صوتاً ذهبت للحميدي، فيما احتسبت ثلاثة أصوات باطلة.

وبعد فوزه بالمنصب مجدداً، توجه "الغانم" بالشكر إلى الأعضاء الذين أولوه المهمة، قائلاً: "لقد نالني من الإساءات ما نالني، والتزمت الصمت واحتسبت وتوكلت على الله، ولكني أتسامى لمصلحة الكويت والشعب".

وختم كلامه بالقول: "أمد يدي للجميع"، مشدداً على أن "الخلافات لن تنمي بلدنا".

ورئيس مجلس الأمة الكويتي هو الذي يمثل المجلس في اتصاله بالهيئات الأخرى، ويتحدث باسمه، ويشرف على جميع أعماله، ويراقب مكتبه ولجانه.

ويتولى رئيس المجلس، الذي يعد منصبه الثالث من حيث الأهمية بعد أمير البلاد وولي العهد، الإشراف على الأمانة العامة للمجلس، ويرعى في كل ذلك تطبيق أحكام الدستور والقوانين.

ولرئيس المجلس عند غيابه أن يفوض نائب الرئيس في كل اختصاصاته الأخرى أو بعضها، كما يحل نائب الرئيس محل الرئيس في جميع اختصاصاته إذا امتد غيابه أكثر من ثلاثة أسابيع متصلة.

من هو الغانم؟

والغانم من مواليد العاصمة الكويت، في 3 نوفمبر 1968، نال بكالوريوس هندسة ميكانيكية بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف من جامعة "سياتل" الأمريكية، وبدأ حياته اقتصادياً وإدارياً، وترأس شركات كبرى، بينها الشركة المصرية الكويتية القابضة.

ورأس الغانم مجلس إدارة نادي الكويت الرياضي من عام 2002 وحتى 2008، ويشار إلى أنه أضاف إلى الرياضة الكويتية، خاصة لنادي الكويت الذي رأسه، حيث حقق اللقب الآسيوي، وأيضاً ساهم كرئيس لجنة الشباب والرياضة بتطبيق الاحتراف الجزئي في الدولة.

من الناحية الاقتصادية، اكتسب الغانم خبرات كبيرة؛ وذلك من خلال رئاسته وعضويته للعديد من مجالس إدارات الشركات المساهمة داخل الكويت وخارجها خلال فترات زمنية مختلفة.

وتقلد الغانم منصب رئيس مجلس إدارة شركة "بوبيان" للبتروكيماويات، وشغل عضوية مجلس إدارة الشركة المصرية الكويتية القابضة، وشركة مواد البناء وشركة "غلوبال تيليكوم".

إلى جانب العمل في المسار الاقتصادي وترؤسه شركات اقتصادية عدة، نجح الغانم أيضاً في المسار السياسي، ودخل مجلس الأمة لأول مرة عام 2006 وهو في عمر 38 سنة.

ونشط الغانم داخل المجلس، وشغل عضوية عدة لجان، بينها لجنة الشباب والرياضة، ونجح من خلالها في حل مشاكل عانى منها -بشكل خاص- الاتحاد الكويتي لكرة القدم، وتحديداً علاقته بالاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).

وبفضل نشاطه وإنجازاته وعلاقاته المتميزة مع الجميع، نجح الغانم في الحفاظ على مقعده بالمجلس منذ دخوله إليه أول مرة.

انتخب الغانم رئيساً لمجلس الأمة في عام 2013، وفي 11 ديسمبر 2016 أعلن رئيس مجلس الأمة الكويتي بالسن، حمد الهرشاني، انتخاب الغانم رئيساً لمجلس الأمة لولاية تشريعية ثانية، ليبدأ الثالثة مع تصويت المجلس الجديد (15 ديسمبر 2020).

وكان للجو العائلي أثر كبير في نشأة الغانم، وفي الخبرات التي اكتسبها بمجالات الاقتصاد والإدارة والسياسة.

ومعروف أن والد مرزوق هو رجل الأعمال علي محمد ثنيان الغانم، ووالدته فايزة الخرافي، أول كويتية تحصل على درجة الدكتوراه في الكيمياء، وتولت إدارة جامعة الكويت، وسبق أن أدرجتها مجلة "فوربس" ضمن قائمة أكثر 100 امرأة تأثيراً في العالم.

وخاله رئيس مجلس الأمة السابق، جاسم الخرافي، الذي رأس مجلس الأمة 12 عاماً متصلة بين 1999 و2011، وعمه عبد اللطيف ثنيان الغانم، الرئيس المنتخب للمجلس التأسيسي، وهو الذي شارك في وضع الأسس الأولى للنظام النيابي بالكويت بين عامي 1962 و1963.

مواقف تاريخية

ولا شك أن الغانم كان من الشخصيات المؤثرة في تاريخ مجلس الأمة الكويتي، وعلى صلة وثيقة بأمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.

واتخذ رئيس مجلس الأمة منذ انتخب لأول مرة عام 2013، مواقف مشهودة له على الصعيد العربي والإسلامي، مبيناً موقف الكويت الثابت منها؛ لا سيما فيما يخص القضية الفلسطينية.

وفي خطوة لافتة، طرد الغانم الوفد الصهيوني من قاعة مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي المنعقد بروسيا، في (18 أكتوبر 2017)، منتزعاً على إثر هذا الموقف إعجاب العرب وتأييدهم.

جاء ذلك في خلال مداخلة قصيرة للغانم، هاجم فيها وفد "إسرائيل"، مخاطباً رئيسه بـ"قتلة الأطفال، ومرتكبي جرائم إرهاب الدولة".

ووصف رئيس الوفد الكويتي ممثل الاحتلال في المؤتمر المنعقد بمدينة سانت بطرسبورغ بـ"عديم الحياء"، وخاطبه قائلاً: "عليك أن تحمل حقائبك وتخرج من القاعة بعد أن رأيت ردة الفعل من كل البرلمانات الشريفة"، مضيفاً: "اخرج الآن من القاعة إن كانت لديك ذرة من الكرامة.. يا محتل، يا قتلة الأطفال".

موقف الغانم هذا لم يكن الأول له، بل سبق أن وقف موقفاً حازماً من الاحتلال الإسرائيلي، حيث دعا، عام 2015، أعضاء البرلمانات العربية إلى التفكير جدياً وبشكل عملي لإنجاح تحرك عربي لطرد "إسرائيل" من عضوية الاتحاد البرلماني الدولي.

وفي واحد من أحدث مواقفه رد الغانم على الإساءة التي وجهها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للإسلام وللنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) بعد دفاعه عن الرسوم المسيئة للرسول.

واستنكر رئيس مجلس الأمة الكويتية (في 23 أكتوبر2020 )، السلوك الفرنسي، ودعا حكومة بلاده إلى استنكار الإساءات المقصودة لرموز الإسلام، والتحرك العملي ضمن المحيط الدبلوماسي لحظر الإساءة لجميع المعتقدات حول العالم.

/انتهى/

المصدر:الخليج اون لاين