وكالة مهر للأنباء - زينب شريعتمدار: تقترب عقارب الساعة من الذكرى السنوية الاولى لفاجعة العصر الاليمة، وتخفق القلوب حزناً، وتضطرب العقول ذهولاً، وتجري المدامع دموعاً، إنها ذكرى الارتقاء الى السماء لسيد شهداء محور المقاومة الشهيد الحاج قاسم سليماني ورفيق دربه وحبيب عمره مهندس الانتصارت الشهيد الحاج ابو مهدي المهندس رضوان الله تعالى عليهما.
وفي هذا الصدد اجرت وكالة مهر للأنباء، حواراً صحفياً مع عضو رابطة علماء اليمن والكاتب والناشط الحقوقي والسياسي "عبدالكريم بن عبدالله الشرعي"، حول شخصية وثقافة الحاج قاسم سليماني والحاج ابو مهدي المهندس، واتى نص الحوار على الشكل التالي:
* برأيك ما هي الثقافة التي اورثها الحاج قاسم سليماني لأجيال الامة العربية والاسلامية؟
في البداية اتقدم بالشكر الجزيل لجميع الاخوة العاملين في وكالة مهر الدولية التي تمثّل الصوت والخطاب والرسالة للدين الاسلام الحنيف، والخط المقاوم ضد هيمنة طواغيت هذا العصر، واشكر مراسلة وكالة مهر للأنباء على هذه الاستضافة.
الشهيد اللواء قاسم سليماني نقل للعالم ثقافة القرآن الكريم والإيمان المحمدي وجوهر الدين الاسلامي الحنيف بعدله وتسامحه وقوته وشدّته، ونقل للجميع ثقافة الرحمة واللّين والعطف والحنان لكل من يقف معه في خندق الجهاد والمقاومة
فيما يخصّ الثقافة التي صنعها الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني رحمة الله تغشاه، فقد نقل للعالم ثقافة القرآن الكريم والإيمان المحمدي وجوهر الدين الاسلامي الحنيف بعدله وتسامحه وقوته وشدّته، ونقل للجميع ثقافة الرحمة واللّين والعطف والحنان لكل من يقف معه في خندق الجهاد والمقاومة.
كيف لا وقد كان الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني يتنقل بمفرده بدون حراسات او مرافقين وهو بملابسه المدنية العادية بعيداً عن الملابس العسكرية الرسمية وبدون ان يحمل الرتب والاوسمة كما يفعل القادة الاخرين، نعم لقد كان الشهيد الحاج قاسم سليماني القائد والمشرف والمخطط على عمليات التجنيد والاعداد والتدريب والتسليح والتنفيذ لجميع العمليات القتالية في كل من العراق وسوريا ولبنان وفلسطين التي اربكت اعداء الامة الاسلامية وغيّرت لهم جميع المعادلات الحسابية.
لقد كان الشهيد الحاج قاسم سليماني شريكاً فعّالاً للجنود في ساحات وميادين القتال، وكان يظهر بالقائد المتواضع والمعلم التربوي والمرشد الاسلامي والجندي الخدوم، فلقد كان صاحب القلب الرحيم بالمرأة الأرملة والطفل اليتيم، وكان يتفقّد جيرانه ومعارفه ويقضي حوائجهم، وكان كثير الزيارة لأسر وعوائل الشهداء، ويقبّل اقدام امهات الشهداء من رفقاء دربه ويصنع في انفسهن وقلوبهن الهيبة والعظمة والشعور بقداسة الواجب الوطني والتضحية في سبيل الدفاع عن الدين وسلامة الشعوب والاوطان واعلاء كلمة الله.
* ما هو دور الحاج قاسم سليماني في تثبيت وإقامة السلام في المنطقة وخاصةً في سوريا والعراق؟
حقيقةً لقد كان له الدور الكبير في تجنيد وتدريب وتسليح الجنود العسكريين ورفدهم بمقاتلين اشداء من الحشد الشعبي، وكان حريصاً على تعميم ثقافة الاخوّة والتسامح والتصالح فيما بينهم وصولا الى الشعور بالشراكة والتعاون في مواجهة قوى العدوان والعناصر الارهابية.
فلقد كان حريصاً على تربية وتعليم المقاتلين باهمية رعاية النساء والاطفال وعدم ترويعهم او تخويفهم باجتياحٍ او احتلالٍ للقرى، وكان يطلب منهم عدم ايذاء او تعذيب اسرى الحرب باي ممارسة او وسيلة مهما كانت، وكان رحمة الله تغشاه يزرع في نفوس جميع المقاتلين من ابناء ايران والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين بانهم جيش واحد يمثلون امة واحدة هيه امّة النبي محمد صل الله عليه واله وسلم.
* الى ماذا يشير إستشهاد الفريق سليماني على أرض العراق برأيك؟
العدو الصهيوامريكي اراد من هذا الاستهداف الجبان ان يزرع الشقاق والخلاف بين القيادتين والشعبين العراقي والايراني وان توجّه تهمة الخيانة ضد القيادة العراقية وفك الشراكة القائمة بين الشعبين الشقيقين في مواجهة قوى العدوان
ان العدو الصهيوامريكي قد اراد من هذا الاستهداف الجبان لموكب رسمي ومراسيم مدنية لاستقبال ضيف بطائرة مدنية هبطت في مطار بغداد الدولي، اراد العدوان الجبان ان يزرع الشقاق والخلاف فيما بين القيادتين والشعبين العراقي والايراني وان توجّه تهمة الخيانة والتفريط ضد القيادة العراقية وفك الشراكة القائمة بين الشعبين الشقيقين في مواجهة قوى العدوان، وهو الهدف الرئيسي من توجية هذه الغارات الجوية التي استهدفت موكب القائدين الشهيدين الحاج قاسم سليماني والشهيد ابو مهدي المهندس بعد خروجهم من صالة مطار بغداد الدولي، وذلك بعملية ارهابية وجريمة حرب، حيث كان البيت الابيض وجواسيسة من حكام الخليج الفارسي الفاسدين يشعرون بخطورة الحاج قاسم سليماني والحاج ابو مهدي المهندس خصوصا بعد ان تزايد نفوذهم وتكرّرت العمليات الجهادية التي كانت تحمل بصماتهم في استهداف المصالح والتواجد الامريكي في المنطقة.
* ما الخطر الذي كان يشكّله الحاج قاسم على قوى امريكا والكيان الصهيوني؟
ان ابرز نقطة في شخصية الشهيد الحاج قاسم سليماني كانت تتمثّل في القيادة العسكرية الفذّة المؤهّلة تأهيل ديني واخلاقي وعسكري كقائد موهوب ومميز في سرعة مباغتة الاعداء وسرعة الحركة والانتقال والتواصل مع القيادات العليا بنفس تواصلة المستمر مع المجندين والتأثير على سلوكهم اليومي وشحن طاقاتهم بالافكار العسكرية والإيمانية التي تقدّس حياة الجهاد والدفاع عن العقيدة والدين الاسلامي والامة المحمدية بشكل عام.
* ماهي ابرز نقطة في شخصية الحاج قاسم؟
الشهيدان كانوا يمثّلون النّواة والقدوة الحسنة والمثال الذي يحتذى به لدى الشعبين الشقيقين الايراني والعراقي وكانت تحركاتهم ومواقفهم وبطولاتهم وصمودهم وثباتهم وتضحياتهم تخدم الوحدة الجغرافية والثقافية والاجتماعية، وتسعى الى تقوية الروابط الدينية الاخوية في سبيل الله بين شعوب المنطقة في ايران والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين والامة الاسلامية بشكل عام.
* ما هي رسالتك لدول محور المقاومه ولاحرار ولشرفاء العالم؟
رسالتي الى جميع ابناء شعوب الامة العربية والاسلامية هي ان يجعلوا من تاريخ ونظال وجهاد وسيرة القائدين الشهيدين الحاج قاسم سليماني وابو مهدي المهندس اكبر مدرسة لتعليم القيادات والجنود بثقافة فن القيادة والتواضع ونكران الذات والامتثال والطاعة والانقياد للمقاتلين في جميع جبهات وميادين وساحات القتال، وان يحذي حذوهم كل من يعشقون الحرية والانعتاق وخدمة الشعوب والدفاع عن سيادة وشرف الاوطان.
واكتفي بما ذكرته عاجزاً عن الوفاء بما يستحقّه القياديين من الوصف والتقييم الذي يليق بمكانتيهما في قلوب محبيهم في المنطقة بشكل عام.
/انتهى/