یحتفل الایرانییون من جیل الی جیل في لیلة تسمی لیلة "یلدا" والتي هي الاطول بدقیقتین من لیالي السنة فقط.

وکالة مهر للأنباء - زینب شریعتمدار : یعتمد المجتمع الإیراني في تقویمه علی ثلاثة تواریخ. التاریخ الهجري القمري للمناسبات الإسلامیة والتاریخ المیلادي للمناسبات العالمیة وبما یتعلق بالقرارات الدولیة وهناك تأریخ آخر یعتمد علیه في جمیع المناسبات الداخلیة وهو السائد في البلاد وهو التأریخ "الهجري الشمسي"  الذي يتطابق مع التقويم الطبيعي.

بعد اسلام الإیرانیین راج هذا التاریخ وحاول النظام البهلوي قبل سنتین من سقوطه أن یغیر التاریخ الإسلامي الی الشاهنشاهي ولکنه بانتصار الثورة الإسلامیة الایرانیة تغیر التأریخ الی ما کان الذي کان یبتدأ من هجرة الرسول صلوات الله علیه والفرق بینه و بین القمري هو أن عدد ایام الشهور ثابتة ولاتتغیر وعدد ایامه ٣٥٦ .

یبدأ التاریخ الهجري الشمسي بعید النوروز وهو اول الانقلاب الربیعي بدءا من الربیع المصادف ل21 آذار فاشهر الربیع والصیف لها 31 یوم واشهر فصل الخریف لها 30 یوم والشتاء ذوشهرین ب30 یوم والشهر الاخیر ب 29 یوم وکل اربع سنوات یکون لشهر "اسفند"ثلاثین یوم وهذا العام یسمی بالکبیسة.

للایرانیین اعیاد واحتفالات منها في هذه اللیلة بالذات وهي اللیلة الاخیرة لفصل الخریف او اللیلة الاولی من الشتاء التي هي اطول بدقیقتین ویومها اقصر یوم والتي تصادف ال٢٠ من ديسمبر فالاسر الایرانیة تحتفل هذه اللیلة ولهم عادات خاصة في احتفالیة لیلة "یلدا" التي تشیر الی بدایة الانقلاب الشنوي ونهایة الخریف.

یسهرون الاسر الایرانیة من جیل لجیل في هذه الیلة ویعتبروها ليلة التآخي والوصال ولذلك تتجمع كل العائلات في إحيائها بحضور کبار السن يرمز إلى شيخوخة الشمس في نهاية الخريف وسرد القصص وقراءة الشعر وخاصة من دیوان الشاعر الایراني الکبیر "حافظ الشیرازي" الذي کان یحفظ القرآن باربعة عشر روایة واستلهم أبياته وقصائده الشعرية من القرأن الکریم ویتفائلون بدیوانه الشعري وذلك من أجل أن ينتابهم السرور والحظ السعيد في الحياة. 

ویفترشون مأدبة یلدا بما یحتوي من الفواکه ذي اللون الاحمر من الرمان لانه رمز الفرح والولادة منذ القدم، إذ يؤثر على تنقية وزيادة الدم في الجسم، مما يساعد على تنشيط الفرد والبطیخ الاحمر فتناول القلیل من البطيخ يرمز للصيف والحرار ويحمي الشخص من برد الشتاء والعنب والمکسرات وغیرها.

تعتّبر لیلة "یلدا" فرصة لصلة الرحم وتفقد الکبار من العائلة بحیث الجمیع یجتمعون عند الاجداد. ویرسل هدایا ومأدبة "یلدا" لبیت العروس الجدیدة اضافة الی دیوان الشاعر حافظ.

اما "یلدا" هذا العام وبعد تفشي فیروس کورونا یختلف عن کل عام فقد اکد المسؤولون أن لاتجتمع العوائل الا وعبر الشبکات الاجتماعیة حذرا من تفشي الجائحة مرة اخری بعد نزولها اخیرا. 

/انتهی/