وكالة مهر للأنباء _القسم العربي: شهدت محافظة "العلا " السعودية التي تحتضن "مدائن صالح" _مناطق قوم ثمود_، القمة الخليجية في دورتها ال،41 بحضور أمير دولة قطر الشيخ "تميم بن حمد" الذي استقبله بعناق حار ولي العهد السعودي "بن سلمان"، بعد مساع حثيثة بذلها مهندس "صفقة القرن" وصهر الرئيس الأمريكي المنتهية صلاحته "جاريد كوشنر" للتأليف بين القلوب، والذي حضر القمة!.
مرور على تاريخ القطيعة مع قطر
وُلِدَ مُصطلح "الأزمة الدبلوماسية مع قطر" في يوم 5 يونيو 2017 قررت كل من: السعودية، البحرين، الإمارات العربية المتحدة، مصر، وتبعتها حكومة اليمن، وجزر المالديف، جزر القمر، قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر. وفي يوم 6 يونيو 2017، أعلن الأردن عن تخفيض التمثيل الدبلوماسي مع قطر، وإلغاء تصريح مكتب قناة الجزيرة في الأردن. كما أعلنت سلطات موريتانيا عن قطع علاقاتها الدبلوماسية رسميا مع دولة قطر. وفي 7 يونيو أعلنت جيبوتي عن تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع قطر.
ففي مارس 2014 سحبت كلًا من السعودية والبحرين والإمارات سفرائها لدى قطر بسبب ما وصفوه ب"عدم التزام الدوحة بمقررات تم التوافق عليها سابقًا بمجلس التعاون الخليجي"ويعُتقد أن أبرزها هو الموقف القطري من عزل الرئيس السابق مرسي بعد احداث 30 يونيو اللذي يراه الاعلام المحسوب على قطر بأنه "إنقلاب 3 يوليو في مصر"، وأيضاً دعم دولة قطر لما اعتبروه "الفوضى وعدم الاستقرار بالمنطقة" وما تراه قطر "ثورات الربيع العربي" وعلاقات حكومة قطر مع جماعة "الإخوان المسلمين" المحظورة والمتطرفة من وجهة النظر الإماراتية – السعودية، والتعاطي الإعلامي لقناة الجزيرة مع بعض الأحداث اللذي تراه الدول المحتجة بأنه "تحريض" و"إعلام موجهة"، والخلاف حول طريقة مكافحة الإرهاب وعدم بذل دولة قطر ما يكفي لمكافحته، أو الإتهام بتمويله واعطاء جماعات العنف منابر فضائية للتعبير عن افكارها، وأضاً طبيعة العلاقات مع إيران.
أسباب الأزمة
تعتبر الاهداف الدقيقة للازمة الدبلوماسية غير واضحة تماماً ولكن ينسب البعض أسباب الازمة إلى بعض الاحداث التي وقعت في أبريل ومايو لعام 2017 والتي سنورد بعضها
قمة الرياض 2017
كجزء من قمة الرياض 2017 في أواخر مايو 2017، زار العديد من قادة العالم، بمن فيهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المملكة العربية السعودية، وقدم ترامب دعما قويا لجهود السعودية المبذولة ضد الدول والجماعات المتحالفة مع إيران والإخوان المسلمين، وعقدت خلال زيارة ترامب صفقة أسلحة بين البلدين
اختراق المواقع القطرية
في مايو 2017، قالت الحكومة القطرية إن موقع وكالة الأنباء القطرية وغيره من منصات وسائط الإعلام الحكومية تم اختراقها وطبقاً لما ذكرته قناة الجزيرة القطرية، فإن القراصنة نشروا تصريحات وهمية على وكالة الأنباء القطرية الرسمية نسبت إلى أمير قطر، الذي أعرب عن تأييده لإيران، وحماس، حزب الله وإسرائيل.
ونقل عن الأمير قوله "إيران تمثل ثقلا إقليميا وإسلاميا لا يمكن تجاهله، وليس من الحكمة التصعيد معها، مؤكدا أنها قوة كبرى تضمن الاستقرار في المنطقة".
نفت قطر تلك الأخبار ووصفتها بالكاذبة، وعلى الرغم من ذلك، فقد تجاهلت وسائل الإعلام السعودية والإماراتية تصريحات الحكومة القطرية، وتناولت التصريحات المنسوبة للأمير على نطاق واسع في مختلف وسائل الإعلام العربية، بما في ذلك سكاي نيوز عربية وقناة العربية. واخترق مجهولون حساب وزير الإعلام البحريني خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة في تويتر في 3 يونيو 2017
الجزيرة
في مايو 2017 تم تسريب رسائل من حساب البريد الإلكتروني لسفير دولة الإمارات العربية المتحدة في الولايات المتحدة يوسف العتيبة، واعتبرت تلك المراسلات محرجة، لاحتوائها على مراسلات مع مؤسسة تابعة للكيان الصهيوني تدعى مؤسسة "الدفاع عن الديمقراطيات". تم تغطية التسريبات من قبل قناة الجزيرة وهافينغتون بوست عربي، واعتبر ذلك استفزازاً، وتعميقاً للخلاف بين الجانبين. في 9 يونيو تعرضت شبكة الجزيرة الإعلامية لهجوم إلكتروني عبر جميع منصاتها.
سباق لقطع العلاقات مع قطر
وكانت هذه من أهم الاسباب المعلنة للقطيعة القطرية وبناء عليها وعلى معطيات اخرى قامت العديد من الدول على رأسها السعودية والإمارات والبحرين ومصر وغيرها من الدول بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة ووتعطيل الرحلات من وإلى قطر.
وفي نفس السياق قامت الأردن بتخفيض التمثيل الدبلوماسي مع قطر، وإلغاء تصريح مكتب قناة الجزيرة في الأردن وأقدمت بعض الدول والأحزاب باعمال مشابهة، كموريتانيا و الحكومة المؤقتة في ليبيا وجزر المالديف وحزب المؤتمر الشعبي العام في اليمن.
ومن جانبها أعربت دولة قطر عن أسفها للقرارات وصرحت وزارة الخارجية القطرية بأن الإتهامات مجرد أسباب مختلقة بدون مبررات شرعية، والهدف منها فرض وصاية على سيادة دولة قطر، وأن هذه الإجراءات غير المبررة لا صحة لها. وقالت وزارة الخارجية في بيان "لقد تعرضت دولة قطر لحملة تحريض تقوم على افتراءات وصلت حد الفبركة الكاملة ما يدل على نوايا مبيتة للإضرار بالدولة". وأضافت "قطر عضو فاعل في مجلس التعاون الخليجي وملتزمة بميثاقه وتحترم سيادة الدول الأخرى ولا تتدخل في شؤونها الداخلية كما تقوم بواجباتها في محاربة الإرهاب والتطرف.
وساطة كويتية ومطالب لم تتحقق
في يوم 5 يونيو 2017 طلب أمير الكويت صباح الأحمد الصباح من أمير قطر تميم بن حمد عدم التصعيد وإتاحة الفرصة لاحتواء التوتر في العلاقات بين الأشقاء، وعلى أثر ذلك قام تميم بن حمد بتأجيل خطابه لإعطاء فرصة لجهود أمير الكويت. وتوجه صباح الأحمد الصباح في يوم الثلاثاء 6 يونيو 2017 إلى السعودية بهدف مواصلة مساعيه لحل الأزمة.
في تاريخ 22 يونيو 2017 سلمت الكويت قائمة من 13 مطلب من الدول الأربعة (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) لقطر ومهلة دول المقاطعة قطر 10 أيام لتنفيذها، تلك المطالب التي تم تسريبها واتهم وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش قطر بتسريبها، بينما اتهم مدير مكتب الإعلام في وزارة الخارجية القطرية أحمد بن سعيد الرميحي الدول المقاطعة بتسريب المطالب.
المطالب وفقا للتسريبات
1_إغلاق قناة الجزيرة
2_قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران وطرد أي عنصر من الحرس الثوري الإيراني موجود على أراضيها، والامتناع عن ممارسة أي نشاط تجاري يتعارض مع العقوبات الأميركية على طهران.
3_إغلاق القاعدة العسكرية التركية في قطر وإيقاف أي تعاون عسكري مع أنقرة.
4_قطع علاقات قطر بالإخوان المسلمين ومجموعات أخرى منها حزب الله وتنظيم القاعدة وتنظيم داعش.
5_امتناع قطر عن تجنيس مواطنين من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، وطرد من سبق أن جنستهم، وذلك كجزء من التزامها بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول.
6_تسليم قطر كل الأشخاص المطلوبين للدول الأربع بتهم إرهابية.
7_وقف أي دعم لأي كيان تصنفه الولايات المتحدة كيانا إرهابيا.
8_تقديم قطر معلومات تفصيلية عن كل وجوه المعارضة، من مواطني الدول الأربع، الذين تلقوا دعما منها.
9_التعويض عن الضحايا والخسائر كافة وما فات من كسب للدول الأربع، بسبب السياسة القطرية خلال السنوات السابقة، وسوف تحدد الآلية في الاتفاق الذي سيوقع مع قطر.
10_أن تلتزم قطر بان تكون دولة منسجمة مع محيطها الخليجي العربي على كافة الأصعدة، بما يضمن الأمن القومي الخليجي والعربي وقيامها بتفعيل "اتفاق الرياض لعام 2013" و"اتفاق الرياض التكميلي 2014".
11_تسليم قطر كافة قواعد البيانات الخاصة بالمعارضين الذين قامت بدعمهم وكذلك إيضاح كافة أنواع الدعم الذي قدم لهم.
12_إغلاق كافة وسائل الإعلام التي تدعمها قطر بشكل مباشر أو غير مباشر.
13_أن يتم إعداد تقارير متابعة دورية مرة كل شهر للسنة الأولى ومرة كل ثلاثة أشهر للسنة الثانية، ومرة كل سنة لمدة عشر سنوات.
إلا أن الحكومة القطرية لم توافق على المطالب ما أدى إلى تفاقم الازمة بينها وبين الأطراف المعنية، الامر الذي أدى إلى أضرار طالت قطر على المستوى التجاري وقطاع السفر والشحن وتصدير الغاز وأسواق المال وغيرها.
مساع "كوشنرية" لحل الازمة الخليجة
وفي تاريخ 29/11/2020 نشر موقع "الجزيرة" خبراً مفاده ان _ مهندس "صفقة القرن" وصهر الرئيس الأمريكي المنتهية صلاحته_ "جاريد كوشنر" سيتوجه مع فريق من مساعديه خلال الأيام المقبلة إلى السعودية، كما سيتوجه بعد ذلك إلى دولة قطر.
ونقلت وكالة رويترز حينها عن مسؤول كبير بالإدارة الأميركية أن كوشنر سيلتقي خلال بولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مدينة نيوم السعودية، ومع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الدوحة.
ووفق المصدر نفسه، سيرافق مستشار الرئيس الأميركي وصهره مبعوثا الولايات المتحدة للشرق الأوسط آفي بيركوفيتش، وبراين هوك، ورئيس مؤسسة تمويل التنمية الدولية الأميركية آدم بوهلر.
وأورد موقع " أكسيوس " الإخباري الأميركي أن زيارة كوشنر تأتي كمحاولة أخيرة لحل الأزمة الخليجية التي اندلعت قبل أكثر من 3 سنوات، حين أعلنت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع علاقاتها مع قطر وفرض حصار عليها.
كيف ليهودي صهيوني أن يؤلف بين المسلمين !؟
تزامن إعلان زيارة "كوشنر" لدول الخليج بغرض الإصلاح بينهم مع إمتعاض الكثير من الباحثين والمحللين السياسيين مُتسائِلين: كيف ليهودي صهيوني ان يسعى لخير العرب والمسلمين؟ ، ونظراً لسمعة "كوشنر" السيئة بين الشرفاء كونه عرّاب صفقة القرن، مؤكدين أن من أتى ب"صفقة القرن" لا يأتي من وراؤه إلا المكر والأذى. ومن أشهر المحللين الذين كان لهم نظرة سلبية عن تلك الزيارة، الكاتب الصحفي المعروف "عبد الباري عطوان حيث قال في إطلالته الإسبوعية آن ذاك:
"كُلّ التّسريبات التي نشرتها صُحف أمريكيّة مِثل “وول ستريت جورنال”، صحيفة ترامب المُفضّلة، عن عزم كوشنر وفريقه تحقيق المُصالحة بين السعوديّة وقطر هو كذب وافتراء وتضليل لإخفاء الهدف الرئيسي من هذه الزّيارة المذكورة آنفًا، أيّ ضرب إيران، بشَكلٍ جراحيٍّ محدود أو شامِل في الأسابيع المُقبلة، وذلك للأسبابِ التّالية:
· الأوّل: أنّ كوشنر وطِوال السّنوات الأربع الماضية من وجوده، وحماه في البيت الأبيض، لم يقم بأيّ مُحاولات جديّة للمُصالحة، وإذا كان يُريدها فلماذا تَذكرّها قبل 6 أسابيع من مُغادرة السّلطة؟
· الثّاني: إذا كان فِعلًا يُريد هذه المُصالحة فلماذا لم تشمل زيارته الدّول الثّلاث الأُخرى شريكة السعوديّة في الخُصومة مع دولة قطر، وهي مِصر ودولة الإمارات العربيّة المتحدة والبحرين في جولته القادمة هذه؟
· الثّالث: مُحاولة حَلّ الخِلاف الخليجي بشقّيه القطري السّعودي بمَعزلٍ عن الأطراف الأخرى، يعني بَذر بُذور الشّقاق في المحور المُعادي لقطر، اللهمّ إلا إذا كان كوشنر يعلم جيّدًا أنّ السعوديّة تُريد فك تحالفها مع الإمارات ومِصر وربّما دولة البحرين، وتُريد الانضمام إلى التّحالف القطري التّركي، أو يدفع هو شخصيًّا بهذا الاتّجاه، وهذا احتمالٌ غير واقِعيّ.
· الرابع: ما يشغل المنطقة الخليجيّة، والشّرق أوسَطيّة، هذه الأيّام ليس المُصالحة الخليجيّة وإنّما حالة التوتّر القُصوى المُتصاعِدَة حاليًّا بسبب الاعتِداء الإسرائيلي على إيران والرّد الإيراني المُتوقّع والحتميّ، الذي قد يُشعِل فتيل حرب إقليميّة عُظمى، فمِنَ الغباء الحديث هذه الأيّام عن مُصالحةٍ في وقتٍ تتَدفّق فيه حاملات الطّائرات والسّفن الحربيّة الأمريكيّة إلى مياه الخليج، جنبًا إلى جنبٍ مع القاذِفات العِملاقة “B52”.
· الخامس: من غير المُستَبعد أنّ اقتِصار زيارة كوشنر إلى “نيوم” والدوحة حيث تُوجَد في بلديهما أكبر القواعد العسكريّة الأمريكيّة يعود إلى إبلاغ حُكومتيّ البلدين بمُخطّطات ضرب إيران انطِلاقًا من هذهِ القواعد".
منازل "ثمود" تستقبل القمة الخليجية ال41 لعام 2021
أقامت السلطات السعوية القمة الخليجية ال41 ستُقام في محافظة "العلا" وهي المحافظة التي تقع فيها "مدائن صالح" المرتبطة بقوم "ثمود" الذين عقروا الناقة التي أمرهم ربهم بعدم المساس بها فأخذتهم الرجفة بظلمهم. الأمر الذي أثار حفيظة الكثير من رواد مواقع التواصل الإجتماعي معتبرين هذا العمل تطاولاً على نواهي الرسول الكريم عليه وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم.
ففي الحديث عن عبد الله بن عمر قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالحِجْر _العلا جديثاً_: لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم أن يصيبكم مثل ما أصابهم». وفي بعض الروايات «أن النبي محمد لما مَرَّ بمنازلهم قنع رأسه، وأسرع راحلته، ونهى عن دخول منازلهم إلا أن تكونوا باكين». وفي رواية: «فإن لم تبكوا فتباكوا، خشية أن يصيبكم مثل ما أصابهم».
غموض حول هذه القمة تكشف أسراره الأيام القادمة
يحيط هذه المسألة غموض من أسباب القطيعة مع قطر إلى إصرار ترامب على إعادة العلاقة بينهم في هذا الوقت بالتحديد، إلى مكان إقامة هذه القمة إلى نتائجها وماذا يترتب عنها، ولا يمكن لأحد الجزم بما هو آت فكثرت النظريات حول معطيات ونتائج وأهداف هذه القمة، فمثلاً كتب المُغرِد الشهير "مجتهد" عدة تغريدات حول أسباب عقد هذه القمة توافق فيها ما الكاتب الصحفي والمحلل السياسي "عبد الباري عطوان" نوردها كما جاءت:
لا نستطيع الجزم بأسباب هذه القمة ونتائجها ولكن ما يمكننا الجزم به أن المؤمن لا يُلدغ من حجرٍ مرتين، وأنه لا يمكن لعاقل أن يثق بشخص أخذ على كاهله هندسة "صفقة القرن" التي تمهد الطريق للحلم الصهيوني، وما يمكننا الجزم به أن الأيام القادمة حبلى بالأحداث الحاسمة التي لا يعلمها إلا الله فلنرتقب ونصبر ونحتسب.
/انتهى/