وکالة مهر للأنباء _ في الذكرى الأولى لإستشهاد الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني وكوكبة من رفاقه، أقام المؤتمر العالمي لمحبي أهل البيت عليهم السلام سلسلة ندوات إلكترونية للبحث حول مكتب اللواء الشهید وفي السياق ذاته الأمين العام لحركة الأمة في لبنان الشيخ عبدالله الجبري وألقى كلمته تحت عنوان "الحاج قاسم سليماني شهيد القدس والأمة الإسلامية" وذکر بعض من مواصفات ومیزات الشهید في الجانب الفردي والاجتماعي وقال:
میزاته الشخصیة
أتوجه الی الامة بالمناسبة المبارکة باستشهاد قائد من قادة هذه الامة
احببت أن أتکلم الیوم عن عدة میزات کانت موجودة في الحاج قاسم اولا اذا نظرنا الی حیاته المستحقة بکل جدارة لأن نستقرئها علی الصعید الشخصي، الحاج قاسم کان رجلا روحانیاً کان ملئیا بالروحانیة ولیس إنسانا عادیاً. هذا الرجل کان قواما فی اللیل کما قرأنا عنه وسمعنا و صوّاما فی النهار وکان سخي الدمع.
هذا الرجل کان یتمثل فیه الحدیث النبوی صلوات الله علیه "عینان لا تمسهما النار عین بکت من خشیته الله وعین باتت تحرس فی سبیل الله". فکیف اذا کان شخصا یتوفر فیه هاتین المیزتان بانه یبکي خشیة من الله وانه کان یحرس وکان متنقلا بین الجهات الأمامیة مع عدو هذه الامة.
وأضاف أن علاقته مع عائلته ومع محیطه سمعنا ذلك کلنا، کیف کان عطوفاً محبا حتی دهشت عندما شهدت إحدی الأخوات التی کانت معه علی الطائرة لن تصدق ان الحاج کان أمامها وجلس أمامها وبدأ یحدثّها ولدیه بعض الملاحظات شرح لها وأهداها مسبحة.
فکر الحاج قاسم
قال الشيخ عبدالله الجبري حول فکر الشهید لابد ان نستقرأ الزمن الذی جاء فیه إلینا الحاج قاسم رحمه الله، الزمن کان فیه الأمة مشتتة وممزقّة، الأمة التی لا یتمتع کثیر من افرادها بالصحوة ولا بالوعي، اذن الزمن الذی جاء فیه الحاج قاسم رحمه الله ، کان زمنا صعبا ولیست الأرضیة مهیئة للعمل . لذلك أشیر الی موضوع فکر الحاج قاسم:
أولا علی صعید وحدة الامة؛ الحاج قاسم کان یشدد فی المجالس الخاصة الضیقة وامام الجماهیر علی موضوع وحدة الأمة ولم یکن فقط علی الصعید المذهبي ولا حتی علی الصعید الطائفي، كان یقول دائما تعالوا ! هناك قضیة مشترکة لهذه الامة یحب ان نعمل لانقاذ الامة ومقدساتها.
وأضاف أن المسیحیین عندهم کنیسة القیامة والمسلمین لدیهم المسجد الاقصی یریدون استرجاعه ولذلك کان یوحد الصفوف وهذا کله مثالا لقول الله عزوجل "واعتصموا بحبل الله جمیعا ولا تفرقوا" حتی قال لي أحد الإخوة بمجرد القول له هناك نیة لعقد مؤتمر کان یسأل عن التمویل وکان هو من یمول من فیلق القدس لکي یقوم المبرمجین بما هو مطلوب منا من أجل وحدة کلمة هذه الأمة.
ثانیا علی الصعید المقاومة منذ تاسیس فیلق القدس عام 1991 هو من أوائل الذین التحقوا بهذا الفیلق المبارك. وهو ثمرة طیبة من ثمرات الإمام الخمینی قدس سره ومن ثمرات الثورة الاسلامیة المبارکة وکان دائما یبحث علی العمل فی ما یتعلق بالمقاومة.
ثمار جهود الحاج قاسم في النصر الحاسم علی العدو الصهیوني
ذکر الامین العام لحرکة الامة أن ثمرتین من ثمرات الحاج قاسم رحمة الله، هما ثمرة الانتصار وانسحاب العدو الاسرائیلی عام 2000 وکذلك فی عام 2006 فی حصولنا علی النصر الإلهی فالحاج قاسم عمل مع المجاهدین ووضع هذه البوابة لانتصار فلسطین.
ماذا نتکلم عن الحاج قاسم وفلسطین، الکلام لا یمکن أن تحتویه صفحات محددة من الکتب؛ بعض الإخوة حدثوني عن المقاومة الفلسطینیة فی فترة من الفترات في مصر وکان المجاهدون متضایقین وبحاجة الی السلاح في غزة.
فاللواء الشهید أجری دراسات علی موجات المیاه ورمي السلاح بالماء لیقترب الی الإخوة المجاهدون من غزة ویأخذون السلاح.
ولأجل إیصال السلاح الی المجاهدین کان أخا حبیبا عزیزا للشهید الرنتیسي وکذلك الشهید الدکتور فتحي شقاقي رحمه الله و لکثیر من الشهداء من القادة العظام حتی في ظل الخلاف فيما یتعلق بالإخوة في بعض الفصائل الفلسطینیة في ما یتعلق بملف سوریا وقتالهم ضد النظام السوري لکن ما قطع الحاج قاسم العلاقة معهم و هذا من حکمته.
وشدد علی أن الشهید القائد اعاد البوصلة وأعاد توجیه الأنظار علی القضیة الفلسطینیة لأنّ هذه القضیة قضیة الأمة بغض النظر عن الطوائف والمذاهب. ویجب علی جمیع الامة ان تعمل من أجل تحریر فلسطین. ففلسطین قضیة إسلام و عروبة و شرفاء و أحرار. هی لا تختص بقوم او بعرقیة أو بطائفة او بمذهب. فهو کان یعمل علی تجهیز مشروع نهضة جدیدة لهذه الأمة.
الفکر الوحدوي لدی الشهید، خطر للإستکبار العالمي
کان یقول: نحن اذا توحدنا علی العمل من أجل استرجاع مقدساتنا فذلك سیوفر علینا الکثیر الکثیر والعدو یحسب للامة ألف حساب. لأن العدو سیری هذه الامة مجتمعة حول القضیة وحول استعادة المقدسات فذلك یرعب العدو وکان الحاج قاسم بهذه الطریقة یشکل خطرا للإستکبار العالمي لان هذا العدو ویعمل علی تشتیت الأمة وتمزیقها.
نحن بعد استشهاد الحاج قاسم نری تفعیلا و عملا جادا لموضوع التطبیع والحاج قاسم کان مانعا لهم وإن أرادوا ثغر جدار من جدران الأمة فی مکان ما، کان الحاج یأتي لسد تلك الثغرة وکلما أرادوا فتنة أطفاهم الله تبارک وتعالی من قبل القائد الشهید ولم یدع الی التطرف والحروب وکان جهاده الاطفاء لکل الحروب فی المنطقة فهو عظیم من عظماء امتنا.
الرد القاسي
وانهی کلامه الشیخ عبدالله الجبري الامین العام علی حرکة الامة اللبنانیة أن عملیة الرد فی عین الاسد لم تشف صدور قوم المومنین ونحن بانتظار الرد الکبیر الذي سیکون فی فلسطین إن شاء الله عندما ندخلها فاتحین منتصرین تحت عباءة قادتنا وائمتنا وعلی رأسهم سماحة السید القائد حفظه الله عزوجل و نحن علی یقین علی أنه لیس ببعید وبإذن الله سیکون أقل من ثلاثة سنوات وماذلك علی الله بعزیز ونسأل الله ان یجمعنا مع الحاج قاسم والحاج أبو مهدي المهندس ومع جمیع الشهداء علی حوض النبي صلوات الله علیه وأنّ دعائه الدائم ان یجعل الله عزوجل فی جمع الشهداء علی تحریر فلسطین وقد اعطاه الله عزوجل ما یرید فهو من اهل الله .
/انتهی/