وافق مجلس النواب الأميركي بغالبيته على توجيه اتهام للرئيس دونالد ترامب بهدف عزله، في خطوة تسبق محاكمته في مجلس الشيوخ.

جمع مجلس النواب الأميركي ما يكفي من الأصوات لتوجيه اتهامات للرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب بهدف عزله، بعد أن انضم 10 نواب جمهوريين إلى 222 نائباً ديموقراطياً في التصويت.

والخطوة التالية بعد تصويت مجلس النواب لصالح المساءلة هي محاكمة ترامب في مجلس الشيوخ بهدف عزله.

كما أن مساءلة مجلس النواب لترامب تفتح الباب أمام مجلس الشيوخ لمنعه من تقلد الرئاسة مجدداً إذا أدين بالتحريض على التمرد.

وأعلن زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، عدم موافقته على عقد جلسة طارئة للمجلس بموجب سلطة الطوارئ، قبل 19 كانون الثاني/يناير الحالي، ما يعني أن المحاكمة ستتأخر إلى ما بعد تسليم السلطة.

ورغم العلاقة الوثيقة التي جمعت ماكونيل بترامب، لم يستبعد زعيم الجمهوريين فكرة التصويت لصالح إدانة الرئيس المنتهية ولايته في حال جرت محاكمته أمام الكونغرس.

وكتب ماكونيل في رسالة إلى زملائه الجمهوريين أنه لم يتخذ قراره النهائي بالنسبة الى كيفية التصويت، موضحاً أن يعتزم "الاستماع إلى الحجج القانونية حين يتم تقديمها في مجلس الشيوخ".

ولعب ماكونيل دوراً أساسياً في الدفاع عن ترامب خلال محاكمته الآولى بداية 2020، حيث أحكم قبضته على صفوف الجمهوريين في مجلس الشيوخ، فلم يصوّت سوى عضو جمهوري واحد إلى جانب الديموقراطيين لإدانة الرئيس.

لكنه هذه المرة، بحسب ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"،ماكونيل يحمّل ترامب مسؤولية أعمال العنف التي شهدها مقرّ الكونغرس، ولا يخفي تأييده لإمكان تخلّص الحزب الجمهوري من هذه الشخصية التي تسبّبت له بإحراج كبير.

أما السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، فتوجّه إلى زملائه الجمهوريين الذين يدعمون عزل الرئيس الجمهوري قائلاً: "أنتم تلحقون ضرراً كبيراً ليس على مستوى البلاد ومستقبل الرئاسة فحسب، وإنما على الحزب الجمهوري كذلك". 

بدوره، رفض زعيم الجمهوريين في مجلس النواب كيفن ماكارثي "الجهود الرامية لتوجيه تهم لترامب"، مضيفاً أن التصويت لهذا العزل "سيشعل الفتنة ويقسم البلاد في هذا الظرف الصعب". 

لكن رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي أكدت، اليوم الأربعاء، أن ترامب خطر "مؤكد وفوري" على الولايات المتحدة و"يجب أن يرحل".

وجاءت مساعي العزل بالتزامن مع إفادة المدعي الفدرالي مايكل شيروين الذي يحقق في أحداث الكونغرس  بأن  التحقيقات والإتهامات "ستطال ترامب"  بسبب تصريحاته أمام حشد  من المتظاهرين قبل وقت قصير من اقتحامهم قاعات الكابيتول.

ومع تهيؤ أنصار ترامب لإقامة المزيد من التظاهرات ضد "تزوير الانتخابات" الرئاسية، أصدر الأخير بياناً، الأربعاء، حثّ فيه على تجنّب "العنف وخرق للقانون"، داعياً جميع الأميركيين "للمساعدة في تخفيف التوتر".