تاريخ النشر: ٢٠ يناير ٢٠٢١ - ١١:١٤

کتبت الإعلامیة المصریة الدکتورة سناء سعید عن ما تجري هذه الأیام في الولایات المتحدة والجهود التي تبذلها السلطة المنتهية صلاحیتها وفي الوقت الضائع لتخضع ایران بتهم واهیة ولتبریر أي تحرك قد تقوم به إدارة ترامب ضد ايران لا سيما في ظل التنسيق مع الکیان المحتل.

وکالة مهر للأنباء _ سناء سعید: زادت وتيرة التربص الأمريكي بإيران وعزز هذا مؤخرًا ما أفادت به مصادر مطلعة بأن "مايك بومبيو" وزير الخارجية الأمريكي يعتزم استخدام ما ادعاه بمعلومات استخباراتية نزعت عنها السرية في الآونة الأخيرة تتهم إيران بأن لها صلات بتنظيم القاعدة.

ويأتي ذلك من قبل الحاقد بومبيو ضد إيران في اللحظات الأخيرة قبيل تسليم السلطة للرئيس المنتخب جو بايدن في العشرين من الشهر الجارى، ففي الوقت الذى لم يتبق فيه للرئيس ترامب سوى أيام قليلة في البيت الأبيض خرج بومبيو الثلاثاء الماضى ليعلن تفاصيل حول مزاعم تروج بأن ايران قدمت ملاذا آمنا لقادة تنظيم القاعدة ودعمتهم، وهو ما ثبت كذبه عبر الشكوك التي أثيرت داخل مجتمع الاستخبارات والكونجرس وجاءت لتدحض هذه المزاعم.

وعلى الرغم من هذا عمد بومبيو إلى القاء خطاب الثلاثاء الماضى أمام نادى الصحافة الوطنى في واشنطن ليكرر ما ادعاه بمعلومات تفيد بأن أبو محمد المصرى ــ الرجل الثانى في تنظيم القاعدة والمتهم بالمساعدة في تدبير تفجيرات سفارتى أمريكا في أفريقيا في عام 1998 ــ قد قتل في طهران في السابع من أغسطس الماضى على يد عملاء إسرائيليين في ايران. وهو التقرير الذى نفته إيران في حينه وأكدت أنه لا يوجد إرهابيون من القاعدة على أراضيها.

لقد ثبت أن ما ادعاه هذا الآثم أبعد ما يكون عن الحقيقة لا سيما وأنه لم يقدم أي دليل على مزاعمه والتي وصفها وزير الخارجية الايرانى (بأنها أكاذيب مروجة للحرب). ولهذا فلربما استعان بها بومبيو كذريعة لتبرير أي تحرك قد تقوم به إدارة ترامب ضد ايران لا سيما في ظل التنسيق مع إسرائيل.

ولا أدل على ذلك من الاجتماع الذى جرى في واشنطن بين مايك بومبيو ورئيس الموساد "يوسى كوهين" في الحادى عشر من الشهر الجارى أي قبل يوم واحد من الخطاب الذى ألقاه بومبيو وأعلن فيه الادعاءات التي ساقها حول صلة ايران بالقاعدة. والهدف هو وضع العراقيل أمام إدارة جو بايدن لمنع العودة إلى التقارب مع ايران، ومنع بايدن من العودة إلى الاتفاق النووي الذى تم إبرامه في يوليو 2015 بين ايران ومجموعة 5 + 1 والذى بادر ترامب بالانسحاب منه في مايو 2018. وهو ما أدى إلى تدهور العلاقات بين طهران وواشنطن وأعقب ذلك فرض أمريكا عقوبات على المسؤولين والسياسيين والشركات الإيرانية في حصار ضار في محاولة لإجبار طهران على التفاوض بشأن اتفاق أوسع من أجل أن يزيد هذا من تقييد أنشطتها النووية.

واليوم يلجأ بومبيو إلى الترويج من جديد لفرية علاقة إيران بتنظيم القاعدة، فلقد سبق وتم دحض اتهامات سابقة ساقتها إدارة بوش بشأن صلات ايران بهجمات القاعدة على الولايات المتحدة في الحادى عشر من سبتمبر 2001، كما ظهرت تقارير على مدار سنوات تتحدث عن نفس الأكاذيب.

بيد أنه ظهر من ينصف ايران ويبدد هذه التهم التي تدعى أنها كانت ملاذا آمنا لعناصر تنظيم القاعدة وذلك عندما قال مسؤول استخباراتى أمريكى سابق ملم بالقضية: (لم يكن الإيرانيون ودودين أبدا مع تنظيم القاعدة قبل أو بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، ولهذا ينبغي التعامل بحذر مع أي مزاعم بشأن ما يُروَّج حول التعاون الحالي فيما بينهما، فلطالما كانت ايران الشيعية وتنظيم القاعدة السنى المتشدد خصمين طائفيين. وهو ما يؤكد استحالة التقارب بينهما، فكل منهما على طرف نقيض من الآخر).

ويبدو أن التآمر والتنسيق المشترك بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية هو الذى دفع بالآثم مايك بومبيو إلى أن يمارس اللعب في الوقت الضائع عبر نسج الأكاذيب والترويج لادعاءات لا صلة لها بالحقيقة...

/انتهی/