وکالة مهر للأنباء _ دکتورة أمل الأسدي: اعرب الیوم وبعد التفجیرین الارهابیین في العاصمة العراقیة کل من سمع بالقضیة بلسانه وتعاطف مع عوائل الضحایا والشهداء لهذه الجرمیة النکراء فکتبت الدکتورة امل الأسدي الشاعرة العراقیة في رجل یتجول ویبیع الشاي في المنطقة واستشهد علی ایدي شر الناس باشعارها قائلة:
ـ لم أنم طول الليل، أشعر بنعاس الآن، نعاس مصحوب بصداع!!
حضري ترمس الشاي كي أذهب
- حسنا، لكن لماذا لم تنم؟
ـ نمتُ ولم أنم!!
- كيف؟
ـ طوال الليل والكوابيس تبتلعني
ـ خيرا إن شاء الله، اخبرني ماذا رأيت؟
ـ كنت واقفا في مكاني حيث أبيع الشاي يوميا، وإذا بكل من يشرب الشاي يقول لي: الشاي مر من غير سكر!!
فأضفت له السكر ، وبقي مرا!! لم يعجب أحدا !!
وكلما أضفت السكر ازدادت مرارة الشاي!!
حتی صار موعد عودتي ، فبقيت محتارا كيف سأعود من غير المصروف اليومي؟ وماذا أفعل لو تكررت غدا حادثة اليوم وصار الشاي مرا؟!
ـ حسنا، أكمل
ـ حملت الترمس وتوجهت مع همي لأعود إليك، وحين وصلت شارعنا، شعرت أن منزلنا بعيد جدا!!
أمشي ولا أصل
رجلاي تئن من الألم
الأرصفة تشلُّ وصولي!
لماذا لا أصل الی البيت؟
هناك.. رأيت ابني واقفا قرب الباب، فناداني:
بابا بابا: لانملك سكرا بعد الآن
سيبقی الشاي مرا الی الأبد!!
ـ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، انها أضغاث أحلام
لا تفكر، انس الأمر!!
أعدّتْ له ترمس الشاي،حمله، وصل الی الباب، ثم عاد،رفع الغطاء عن ابنه، قبله وهمس في أذنه:
أسألُ الله أن لايريك طعما مرا ياولدي!
خرج وهو يتنفس بصعوبة، الظلام قد انقشع، والبرد كشر عن أنيابه، لأول مرة يخيفه الشارع، وتخيفه الأرصفة!!
ولأول مرة يتمنی البقاء في المنزل، إذ إنه لايفرط بأي يوم من أجل كسب قوت عياله!!
إلا هذا اليوم، شعر ببرد شديد!!
كان يحمل قدميه بصعوبة، وكلما تقدم خطوة يراوده صوت ابنه وهو يناديه كما في الرؤيا!!
فكر أن يعود، لكن جيرانه رآه، وهما معتادان علی الذهاب معا !!
تجول قليلا بالترمس ثم وقف ينتظر من يتذوق الشاي!!
ليتأكد أنه ليس مرا كما رأی!!
سمع صوت ابنه
رفع عينيه الی السماء!!
وترمس الشاي الساخن يشهد حيرته!!
لحظات والانفجار يترك توقيعه بالشاي الأحمر!!
/انتهی/