یصادف الیوم التاسع من مارس یوم وفاة السید جمال الدین الاسدآبادي العالم الشهیر الایراني صاحب رؤیة الوحدة الإسلامیة.

وکالة مهر للأنباء _ سعى السيد جمال الدين الاسد ابادي لتوحید صف الأمة الإسلامیة ودعوة ابناءها للتمحور حول الوحدة الإسلامیة والتحرر من قید الاستعمار الغربي البریطاني واستقلال الشعوب المسلمة، حيث کانت له دعوات نهضویة بین علماء الدین والجیل المثقف لیقظتهم ووعیهم ترسیخاً لکلمة الوحدة بینهم وتحریکهم نحو الإصلاح والتجدید الفکري حتی یتمکنوا من ابعاد الانظمة الإستکباریة الطامعة لثروات المسلمین ومنطقتهم. 

وعلا صوته للتعجیل في الاصلاح الإجتماعي تحذیراً بالخطر المتربّص بالامة، وطالب الطبقة السیاسیة والفکریة والشعوب بتوحید الصف کي یُعلو کلمة الله قبل ان یُستغل ابناء الامة من قبل الشبکات الصهیونیة العالمیة ومحو الإسلام الاصیل بزرعهم الفتن بین ابناء الأمة مستغلین وجود الخلافات في العقائد والفرق وهو امر طبيعي بینما یستغلون التعصب والجهل وسوء الفهم لتنفیذ مخططاتهم.

وقد قال قائد الثورة الإسلامیة في هذا المجال أن ترسيخ الوحدة هو هدف سام وقريب المنال، وانه يجب على علماء الدين العمل بواجبهم الكبير في هذا المجال واعتبر سماحته أن بريطانيا ذات حنكه بالغة في نشر الخلافات في صفوف المسلمين، وذلك لتواجدها الطويل الأمد في المنطقة وذکر تاکید الشخصيات البارزة في مكافحة القوى الاستعمارية نظير الإمام الخميني الراحل (قدس سره) والسيد جمال الدين أسد أبادي والشيخ محمد عبده وشرف الدين العاملي على ضرورة الوحدة بين الأمة الإسلامية وبذلهم قصارى جهودهم لئلا تتحول الخلافات إلى أداة ضد العالم الإسلامي.

الانظمة الإستکباریة حاولت کثیراً لاثارة الخلافات والفتن واستفزاز ابناء الطائفتین والمتطرفین منهم خاصة حتی تُنشر الفوضی في بلادنا، وتتوتر الظروف الامنیة تجهیزاً وتمهیداً لحضور القوات العسکریة الاجنبیة الى بلادنا

فسید جمال کان من رواد الفکر الوحدوي حیث امتدت جهوده من باکستان وافغانستان الی ایران والعراق ومصر محاولة إفشال خطط الاعداء لبث الفرقة والخلافات بین ابناء السنة والشیعة. ومن جانب آخر فان الانظمة الإستکباریة حاولت کثیراً لاثارة الخلافات والفتن واستفزاز ابناء الطائفتین والمتطرفین منهم خاصة حتی تُنشر الفوضی في بلادنا، وتتوتر الظروف الامنیة تجهیزاً وتمهیداً لحضور القوات العسکریة الاجنبیة الى بلادنا کي تستثمر الطاقات والقدرات وتنهب الثروات ومصادرنا الطبیعیة.

وحرکة السید جمال الدین کانت ومازالت ذات طابع وحدوي واثر قویم فهي حرکة قرآنیة ترتوي من "واعتصموا بحبل الله جمیعا ولاتفرقوا" افشلت مخططات العدو ونججت نوعا ما الاّ أن بعد فترة عرف العدو أنه علیه ان یدخل من محاور متعددة حتی یکمل مشروعه. فحرکة السید جمال الدین کانت ناجحة لانه کان متمکننا في العلوم الإسلامیة وجمع في دعوته بین الاصالة والمعاصرة فحقق النجاح بهذا السبب والتفّ حوله الکثیر من الازهریین مثل محمد عبده وابراهیم طلباوي واخرين.

ابن قریة أسد آباد القریبة من مدينة همدان ولد في عام 1254 هـ/ 1838م ودرس في قزوين وطهران وبروجرد والنجف الاشرف في العراق. ثم سافر إلى البلاد الإسلامية وأوربا. وفي سنة 1290هـ / 1873م رحل إلى مصر واستقرّ في القاهرة، وفي سنة 1296/ 1879م أُبعد السيدجمال الدين عن مصر بسبب مواقفه الإحيائية، وتنقّل بين حواضر العالم الإسلامي وأوربا.

/انتهى/