قالت نائبة وزير الاعلام اليمني ان الإمام الخميني (ره) غيّر الموازنة، وأعاد لدولة الإسلام نكهتها المحمدية التي دانت لها الأمم، وان الحصار لم يزد الجمهورية الإسلامية الا قوة وتحدي وثبات وعزة وامن وامان حتى أصبحت نموذجاً يقتدي به كل من اراد رفض الذل والهيمنة الصهيوامريكية.

وكالة مهر للأنباء - زينب شريعتمدار: ان مرحلة ما قبل انتصار الثورة الاسلامية كانت معظم التوجهات تصبّ في مسارَي علمنة الرأسمالية والشيوعية، الا ان احدى المواصفات الرئيسية للتنمية العالمية في مرحلة مابعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران تمثّلت بالتوجّه الديني، فقد كان من اهم خصوصيات ثورة الشعب الايراني قيامها على المحور الاسلامي، والسبب الرئيسي لهذا التغيير تمثل بشخصية الامام الخميني (رض).  

ونلاحظ الشعبية في الثورات الاخرى أيضاً الى حد ما، إلا أنها تبرز اكثر في الثورة الاسلامية، فقد نزل معظم ابناء الشعب الى الساحات، وطالبوا باسقاط النظام الشاهي وإقامة النظام الإسلامي، وقد ساهم الجميع في هذه الثورة؛ العسكري والعامل والموظف والفلاح والطالب الجامعي والمعلم. وهذا الجانب من الشعبية بارز الى حد كبير، وقد كان العنصر الرئيس للكفاح الشعب الايراني ثقد كان له الدور البارز فلقد انتفض لمحاربة النظام البهلوي بكل قوة و بأس.

وفي هذا الصدد اجرت وكالة مهر للأنباء حواراً صحفياً مع نائب وزير الاعلام اليمني " ام الصادق الشريف "، واتى نص الحوار على الشكل التالي:

** مدی تاثیر الثورة الاسلامية على التطورات الاقليمية

مما لا يُخفى على كل ذي لب أن الثورة الإسلامية الإيرانية كان لها تأثيرا كبيرا على التطورات والمتغيرات الإقليمية وعلى منطقة الشرق الاوسط بشكل خاص، فقد أصبح للمستضعفين في هذه المناطق مواقف مشرفة من الأنظمة الظالمة والاستبداداية، فهم يشعرون أن الجمهورية الاسلامية الايرانية ستبقى سنداً قوياً يستندون عليه يمُدّهم بالعون عند الحاجة.

كذلك شعر المؤمنون باالثقة للدولة الإسلامية بعد أن شوّهها أعداء الإسلام وحصروا الإسلام في المسجد، وصوروا للعالم أن الدين لا دخل له بالسياسة، فالدين في المسجد، والدولة تدعم الملاهي والفساد والمفسدين بالمال العام. لكن الإمام الخميني (ره) غيّر الموازنة، وأعاد لدولة الإسلام نكهتها المحمدية التي دانت لها الأمم. 

** دور خطاب الثورة الاسلامية في تكوين و تنيمة الحركات الجهادية الاسلامية والقومية والشعبية ضد الكيان الصهيوني والامبريالية

لقد كان لخطاب الثورة الاسلامية دوراً مهماً في الدعم النفسي والمادي لتقوية حركات المقاومة الإسلامية في فلسطين ولبنان، فقد كانت ومازالت وستبقى الداعم الرئيسي لهذه الحركات المقاومة المناهضة للكيان الصهيوني، كما صرح سيد المقاومة الإسلامية علناً وأمام العالم بهذا الامر، وأصبح الكيان الغاصب والأنظمة الاستكبارية لا يقدمون على خطوة تؤذي حركات المقاومة الإسلامية الا وفي حسبانهم الرد القوي المخيف والهلع الشديد من حركات المقاومة، فحركات المقاومة اصبحت رقماً صعباً للكيان الصهيوني.

** تكوين معسكر جديد في المنطقة باعتماد على النموذج الايراني

ان كل من اراد الوقوف في وجه الاستعمار والهيمنة الخارجية لدول الاستكبار العالمي يتخذ من الجمهورية الإسلامية مثالاً في التحدي والصمود، حيث ان إيران الثورة الجديدة الوحيدة التي واجهت عدواناً عالمياً بقيادة الطاغية، صدام حسين، وصمدت امام الحصار الذي استمر أكثر من أربعين عام ولم يزد هذا الحصار الجمهورية الإسلامية الا قوة وتحدي وثبات وعزة وامن وامان حتى أصبحت نموذجاً يقتدي به كل من اراد رفض الذل والهيمنة الصهيوامريكية.

** مخاوف الغرب من الثورة الإسلامية الايرانية

اسباب مخاوف الغرب من الثورة تكمن في تخوف الغرب من دولة اسلامية تثبت للعالم جدارة المسلمين على الحكم والسياسة وإدارة العالم بجدارة بعد أن صنع الغرب إسلاميين فصلوهم عن قرآنهم الكريم واسلامهم، فنقلوا صورة مشوهة عن الإسلام والمسلمين، عندها أتت هذه الثورة فافشلت المؤامرة وأظهرت الإسلام كما هو، اسلام الرحمة للعالمين، اسلام العزة لا اسلام الاستسلام والخنوع. 

ولذلك شنّوا على الجمهورية الاسلامية الايرانية عدواناً عسكرياً كونياً  لثمان سنوات بقيادة الطاغية، صدام حسين، وفرضوا عقوبات الحصار الاقتصادي والحرب الناعمة بكل اشكالها لأكثر من اربعين عاماً لكي لا يكون للمسلمين نموذج يقتدون للنهوض بالامة الاسلامية ورفض الوصاية لاعداء الاسلام والمسلمين. 

** الفرق بين الثورة الإيرانية والثورات الأخرى

الفرق بين الثورة الإسلامية الإيرانية والثورات الأخرى يكمن في القيادة، فالثورات الأخرى يسرقها العدو ويجرها لصالحة لان القائد لا يحمل مشروعاً قرآنياً ينطلق منه وبه كما هو حال قائد الثورة الإسلامية الإيرانية الإمام الخميني رضوان الله عليه، فكم حاول الأعداء جرّ ثورته المباركة لاستغلالها لانفسهم والتلاعب بها، وبعد فشلهم من اخمادها بكل الوسائل خيّب الإمام الخميني (ره) كل مخططاتهم، لأنه صاحب هدف مقدس وهو تطبيق الحكم الاسلامي المحمدي الاصيل على أرض الواقع بمشروع قرآني كما اراد الله تعالى للمسلمين، عمارة الأرض بعزة وكرامة وسلام لا استسلام. 

** منجزات الثورة الإسلامية على الصعيد الداخلي والإقليمي والعالمي

الثورة الإسلامية لها منجزات عظيمة جدا على مستوى الداخل الإيراني، فرغم الحصار والحرب الا انها أصبحت دولة مكتفية ذاتياً مصنّعة لكل ماتحتاجه من قوت وعدة وعتاد، بل وفي تقدم ورخاء وازدهار وعزة وشموخ. اما على المستوى  الإقليمي، انه لولا الثورة الإسلامية الإيرانية لما أصبحت المقاومة الفلسطينية يحسب لها الكيان الغاصب الف حساب، فقد أصبحت المقاومة الجبارة تصنّع الصواريخ، وتهدد بالرد على كل اعتداءات الكيان الغاصب، وهذا ما صرح به قادة المقاومة الإسلامية على البث المباشر وامام العالم اجمع، وهذا بفضل المشروع القرآني أن يكون المؤمنين امة واحدة في مواجهة اعدائها. 

كذلك أكد السيد حسن نصر الله مراراً وتكرارا بين دور الجمهورية الإسلامية الإيرانية في طرد الكيان الصهيوني من لبنان، كذلك هو الحال في سوريا وكل الأنظمة الظالمة والمستعبدة أصبحت تحسب حساب إيران بجانب الاحرار فتجر اذيال الخيبة. وعلى الصعيد العالمي فقد رجمت الشيطان الأكبر وجعلته مرجوما حقيرا، وأمست دول الاستكبار العالمي مسخرة امام محور المقاومة بفضل الله سبحانه وتعالى. 

** شخصية الامام الخميني وتأثيره في انتصار الثورة

الإمام الخميني (ره) هو رجل الدين والدولة، كان صاحب قدرة علی جمع صف الشعب الایراني اولاً، ثم استطاع أن يوحّد بین جمیع الاطیاف الاسلامية، والتي لازالت ثمرة من ثمار جهوده العظيمة، بل تمکن من ان یوحّد اصحاب الدیانات السماویة علی مأدبة الثورة الإسلامیة المقدسة.

** دور المرأة الإيرانية في إزدهار الثورة الإسلامية وإنتصارها

في كل ثورة لابد ان تكون هناك نساء بجانب الرجال بدايةً بخديجة بنت خويلد، التي كانت السند لسيد البشر محمد صلوات الله عليه واله، إلى الحوراء عقيلة بني هاشم مع أخيها الحسين، عروجا الى المرأة الإيرانية التي كانت بجانب الابطال في معركة الدفاع المقدس ولولا صبر وصمود وثبات المرأة لما ثبت الرجال فالمرأة هي الام والاخت والزوجة والبنت، ولها دور في التشجيع. وبنجاح الثورة الإسلامية وبقائها بل وتقدمها وازدهارها رغم كل التحديات والمؤامرات الكبيرة وهذا فضل يعود جزء كبير منه للمرأة الإيرانية الصامدة بجانب أخيها الرجل رغم كل الصعوبات طوال أربعين عام من عمر الثورة الإسلامية الراشدة.

/انتهى/