قالت حوراء راغب حرب ان والدها، شيخ الشهداء، كان متأثراً بالإمام الخميني (ره) وعاشقاً له، حيث كان يراه أمير هذه الأمة ومخلّصها، وباعث نهضة المستضعفين في القرن العشرين.

وكالة مهر للأنباء - زينب شريعتمدار: وعادت الذكرى تحمل معها معنى التضحيات الكبيرة، متوّجة بالدم القاني لقادة شهداء أسّسوا وبنوا قواعد المقاومة التي حققت العزّة والافتخار، بامتلاكها كل وسائل القوة والاقتدار.

فمن مجموعات صغيرة تحاول مقارعة العدو لتثبت وجودها باتت اليوم المقاومة رقماً صعباً في المعادلات الاقليمية والدولية، فحيث يجب ان تكون ستكون لتغير مجريات الواقع وتصنع التاريخ وتحمي الجغرافيا التي توصل اولاً واخيراً الى فلسطين ومواجهة كل المخططات الصهيونية في كل الامكنة.

ان شيخ الشهداء، الشيخ "راغب حرب" كان من بين قلّة أدركوا أن المحراب والبندقية صنوان لا يفترقان، وأن تبليغ الدعوة والسلوك الجهادي أمران متلازمان، لا قيمة لأحدهما بانتفاء الآخر.

وفي هذا الصدد اجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء حوارا صحفياً مع كريمة شيخ الشهداء "حوراء راغب حرب". وأتى نص الحوار على الشكل التالي:

*ما هو دور خطاب الثورة الاسلامية في تكوين وتنيمة الحركات الجهادية الاسلامية والقومية ضد الكيان المحتل والامبريالية؟ وماذا كانت نظرة شيخ الشهداء؟

خطاب الإمام الخميني (ره) كان مبنياً على تعاليم الإسلام الحنيف المبارك الذي يدعوا إلى حريّة الشعوب، والاعتماد على الله وعلى القدرات الكامنة عند أفراد الأمة

قالت كريمة الشيخ راغب حرب: "إنّ الخطاب المبارك للإمام الخميني العظيم (قدس سره ) كان مبنياً على تعاليم الإسلام الحنيف المبارك الذي يدعوا إلى حريّة الشعوب، واعتمادها على الله وعلى القدرات الكامنة عند أفراد الأمة، حريّة الأمة في الاستفادة من مقدرات بلادها ليستفيد منها الشعب". 

واضافت ان هذا الخطاب كان حافزاً ومحركاً ومناراً يضيء الدرب، لكُلِ حُرٍ وشريفٍ في العالم، نعم استطاعت الأمم أن تقتنعَ بأفكاره النيّرة التي تقول انّ الإنسان الذي يسيرُ في سبيل الله وفي طريق الله هو قوي بل هو حتماً أقوى من أي قوةٍ استكبارية في العالم لأنّ الله هو المهيمن والمسيطر على العالم. وفكرة أنّ الإنسان الذي سواءً انتصرَ أم لم ينتصر هو فائزٌ حتماً لأنه أدى تكليفه أمام الله سبحانه وتعالى.

واکدت ان الشيخ الشهيد راغب حرب رضوان الله عليه كان مؤيداً لهذه المنظومة الفكرية بشكل كامل لأنها منسجمة مع فكره الذي لم يتسع إلا لتعاليم الإسلام الأصيل.

*ما هي اسباب مخاوف الغرب من الثورة الاسلامية؟

اكدت كريمة الشيخ راغب حرب على انّنا نرى أنّ الإستكبار والجبابرة عبر العصور كانوا يخشون ويرتعبون من فكرة تحرُر الشعوب، فنرى النمرود يحاول حرق النبي إبراهيم (سلام الله عليه) لأنه حاول أن يُفهم الناس حقيقة المعبود الواحد الأحد. أما فرعون فكان أكثر جبروتاً حيث قال: ذروني أقتل موسى وليدعُ ربّه، إنّي أخافُ أن يُبدل دينكم أو أن يُظهِر في الأرضِ الفساد. 

وتابعت، نعم دائما قوى الإستكبار التي تهيمن وتسيطر على الشعوب تخاف من الحركات التي تدعو الى السلام وحرية الشعوب وإقامة العدل بين الناس، لذلك يحاولون - بكُل ما أوتو من قوة - محاصرة أي حركة او أية دولة تدعو الى هذه الأفكار التي تُفسدُ عليهم سكرة ونشوة السطوة والسيطرة واستعباد الأمم.

*ما هي منجزات الثورة الاسلامية على الصعيد الداخلي والاقليمي والعالمي؟

نوّهت كريمة الشيخ راغب حرب على انّ انتصار الثورة الإسلامية حوّل الدولة الإسلامية الإيرانية الى دولة محورية إلتفّت حولها كُلُّ الحركات الإسلامية التي ترى من الكيان الصهيوني عدواً وامريكاً استكباراً عالمياً وترى الدول التي تدعم الكيان الصهيوني المحتل إرهاباً، كُل هذه الحركات وجدت في الدولة الاسلامية ملجأً وملاذاً وداعماً قوياً. لذلك فإنّ الجمهورية استفادت ودعمت وأظهرت كُل مكامن القوة عند شبابها وبدأت باعتدة بناء بلادها بحريةٍ تامّة وبقوة . "وأعّدوا لهم ما استطعتُم من قوةٍ ومن رباط الخيل". 

وتابعت، ثم بدأت تدعم كل قوى المقاومة من لبنان الى فلسطين الى افغانستان واليمن وغيرها. لقد تحولت الثورة الإسلامية التي قادها ذاكَ العالم العارف الى قوةٍ يرتعب منها الاستكبار العالمي والصهيونية. واصبحت قوةً عالمية.

*ما هو تاثير الامام الخميني في انتصار الثورة؟

اكدت كريمة الشيخ راغب حرب انه ليس غريباً أبداً أن يقود الأمم نحو التحرير عالم دين، فالأنبياء دائماً هم الذين كانوا يتولّون هداية الشعوب والسير بها نحو الخلاص والحرية. لأنّ القائد كلما زاد ارتباطاً بالله تعالى كان أقدرَ على انتشال عباد الله من العبودية لغير الله.

واستطردت كريمة الشيخ راغب حرب بالقول: "ان الفكرة التي حاول الاستكبارُ ترويجها وهي أن عالم الدين له علاقة فقط بالعبادة ولا دور له بالسياسة هي فكرة شيطانية تحاول فصل الدين عن الحياة، بينما نرى بكل وضوحٍ أن الدين إنما يدعو للحياةِ الطيبة والتي يسودها العدل. ان اقامة العدل هي الفكرة المحورية التي قامت عليها دعوات الانبياء كافة. لذا فإن رجل الدين صاحب القلب المستنير والفكر المستنير هي الأقدر على التأثير وعلى استنهاض الأمم".

*ما مدی تاثیر شخصیة الامام الخمینی علی الشیخ الشهيد راغب حرب؟

قالت حوراء راغب حرب ان والدها كان متأثراً بالإمام الخميني (ره) وعاشقاً له، حيث كان يراه أمير هذه الأمة ومخلّصها، وباعث نهضة المستضعفين في القرن العشرين

قالت كريمة الشيخ راغب حرب: "لقد كان والدي الحبيب الشهيد، متأثراً بالإمام الخميني، بل كان عاشقاً له، كان يراه أمير هذه الأمة ومخلّصها، كان يبعثُ إليه سلاماً في كُل خطبة من خُطب الجمعات، حيث يقول: "السلام على باعث نهضة المستضعفين في القرن العشرين، السلام على محيي أحكام الدين، السلام على أمير المسلمين عبد الله الخميني العظيم".

وتابعت، لقد نشر والدي صور الإمام الخميني في كل مكان في جنوب لبنان، وكان يوم عودة الإمام الى ايران يوم فرح في قريتنا. يقول والدي في أحدى خطاباته: "إننا نرى الدنيا بعيون جديدة بأمل جديد بعد انتصار الثورة الإسلامية".

/انتهى/