ذكر المدير العلمي للجنة الوطنيّة لمكافحة كورونا أن مؤسّسة المصطفى(ص) قامت ببذل جهود كبيرة للمساعدة في السيطرة على تفشي فيروس كوفيد-19 انطلاقاً من موقعها المتميّز والراعي لجميع الجهود العلميّة والبحثيّة في العالم الإسلامي.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، أنه أقامت مؤسسة المصطفى(ص) للعلوم والتكنولوجيا الاجتماع الرابع لترويج العلم تحت عنوان "آليات صناعة وإنتاج لقاحات فيروس كورونا" بحضور مجموعة من الفعاليات العلميّة والإعلاميّة المختلفة.

وأعلن المدير العلمي للجنة الوطنيّة لمكافحة فيروس كورونا الدكتور "مصطفى قانعي"، بتوجيه الشكر لمؤسّسة المصطفى(ص) للعلوم والتكنولوجيا على إقامتها لهذا الاجتماع ودورها الفاعل في الترويج للعلوم ونشر المعارف في مختلف أنحاء العالم الإسلامي، كما خصّ الدكتور قانعي وسائل الإعلام بالشكر مشيراً إلى دورها الفاعل والمهم في نشر أخبار اللقاحات وإيصالها بأمانة إلى الناس.

وأشار الدكتور قانعي إلى أن الجهود الحثيثة لصنع لقاحات لفيروس كورونا كانت قد بدأت من الفترة الأولى التي تفشّى فيها هذا الوباء، وذلك على الرغم من وجود بعض النظريات التي كانت ترجّح زوال هذا الفيروس خلال ثلاثة أو أربعة أشهر.

وقال قانعي: نحن نرى اليوم تنوّعاً في التكنولوجيات المستخدمة في إنتاج اللقاحات لفيروس كورونا، ويرجع السبب في ذلك إلى اختلاف تأثير هذه التكنولوجيات على الفئات العمريّة المختلفة، بالإضافة إلى وجوب العمل على مجموعة من اللقاحات؛ فإذا لم تنجح إحداها، يكون اللقاح البديل موجوداً.

وحول لقاحات فيروس كوفيد-19 المعتمدة على تكنولوجيا ناقلات الفيروس قال الدكتور كيهان آزادمنش: إنّ ربع اللقاحات العالميّة الحاليّة تقريباً تعتمد على تكنولوجيا ناقلات الفيروس، ولقاحات فيروس كورونا المتمركزة على تقنيّة ناقلات الفيروس هي من النوع غير التكاثري بشكل رئيسي؛ حيث يقوم الفيروس بحمل الجين الخاص بفيروس كورونا إلى داخل خلايا جسم الإنسان ليقوم الجسم بدوره بتشكيل مناعة ضدّه.

وعن لقاحات فيروس كورونا التي تعتمدها بعض شركات الصين والهند، والقائمة على تقنيّة الفيروس الغير فعّال قال الدكتور روح الله درستكار: تكنولوجيا الفيروس غير الفعّال هي موجودة منذ أكثر من مئة عام وتتميّز هذه الطريقة بشموليتها وقدرتها على إيجاد مناعة تناسب الخواص المتغيّرة للفيروس.

من جانبه أشار الدكتور وحيد خدامي إلى تقنيّة الحمض النووي الريبوزي المرسال(mRNA)  المُعتمدة من قبل شركتي فايزر وبيوأنتك وغيرهما من الشركات العالميّة وقال: تقنية mRNA هي تقنية جديدة تقوم بتحفيز الجهاز المناعي باستخدام الرنا المرسال لإنتاج أجسام مضادّة واقيّة دون استخدام فيروس حقيقيّ، وبهذه الطريقة، وبدلاً من التلاعب بجين الخلية في الجسم الذي يمكن أن يسبّب مضاعفات خطيرة وحتى التسرطن، تنتج الـ mRNA باعتبارها رسلاً في ريبوسوم الخلية، مستضدات فيروسيّة ذات مضاعفات أقل ومعدلات أعلى.

وأضاف الدكتور خدامي: هذا اللقاح يحتاج لأن يحفظ في درجات حرارة منخفضة جدّاً تُقارب الـ 70 درجة مئويّة تحت الصفر لكي لا يفقد فعاليته، الأمر الذي تعمل الشركات العالميّة على الحد منه وجعل اللقاح صالحاً للحفظ في درجة حرارة الغرفة.

كما أكّد خدامي إلى أنّ هذا النوع من اللقاحات يمكنه التكيّف مع مختلف أنواع الطفرات التي من الممكن أن تطرأ لفيروس كورونا مما يخلق إمكانيّة صنع اللقاح لمنطقة معيّنة بحسب نسخة الفيروس فيها.

وخلال حديثه نوّه الدكتور وحيد خدامي إلى اسخدام البروفيسور أغور شاهين، الرئيس التنفيذي لشركة بيوأنتك تقنيّة الـ mRNA في دراساته السريريّة لعلاج مرض السرطان، الأمر الذي جعل مؤسّسة المصطفى(ص) تقوم بتكريمه ومنحه جائزتها لعام 2019 تقديراً لجهوده في هذا المجال، ليقوم شاهين في ما بعد بتطوير لقاح فعّال لفيروس كورونا باستخدام التقنيّة ذاتها.

وعن اللقاحات المعتمِدة على طريقة البروتينات العلاجية المؤتلفة قال الدكتور سيد رضا بني هاشمي: في هذه الطريقة يتم وضع القطعة الجينيّة في خلية حّيّة خارج الجسم لتقوم بدورها بإنتاج المستضدات، ومن ثمّ يتم استخراج هذه المستضدات وحقنها في الجسم.

وأضاف: من الممكن استخراج مادة استنشاقيّة من المستضدات وإعطائها للنّاس بهدف الحد من انتشار فيروس كوفيد-19، الأمر الذي يجعل هذه النمط من اللقاحات يتمّ على مرحلتين وذلك بهدف زيادة فعاليته في الوقاية والحدّ من تفشي الفيروس.

يُشار إلى أن الاجتماع الرابع لترويج العلم الذي أقامته مؤسسة المصطفى(ص) اليوم قد حظي باهتمام كبير، وحضور واسع لمختلف وسائل الإعلام العربيّة .

ويُذكر أن مؤسّسة المصطفى(ص) قامت ببذل جهود كبيرة للمساعدة في السيطرة على تفشي فيروس كوفيد-19 انطلاقاً من موقعها المتميّز والراعي لجميع الجهود العلميّة والبحثيّة في العالم الإسلامي، حيث قامت بتعريف العالَم بمُنتج لقاح شركة بيوأنتك الألمانيّة البوفيسور أوغور شاهين وقدّمت له الدعم المعنوي والماديّ، كما دأبت المؤسّسة على إقامة الندوات والاجتماعات العلميّة لجمع الجهود في مواجهة وباء كورونا.

/انتهى/