وأفادت وكالة مهر للأنباء نقلاً عن قناة الميادين أن الأمين العام لحزب الله سماحة السيد "حسن نصر الله" قال خلال كلمته، بمناسبة الذكرى السنوية للقادة الشهداء، إن "من الصفات المشتركة للقادة الشهداء هي التمحض في المقاومة، وهم تحملوا كل الظروف الصعبة من أجل تطوير مشروع المقاومة".
وأضاف السيد نصر الله: "نحن بحاجة إلى مواقف الشيخ راغب حرب لمواجهة التطبيع، وروح الشهيد عماد مغنية من أجل تطوير مشروع المقاومة، ونحن نحفظ وصية السيد عباس الموسوي بحفظ المقاومة وخدمة الناس، والخدمة الأهم للناس هي الحفاظ على وجودهم وعن أرضهم وعن كرامتهم وعن بلدهم".
كما تابع بشأن الذكرى العاشرة للثورة البحرينية، أن "الشعب البحريني يناضل لإعادة بلاده إلى مكانتها الطبيعية بعدما حولها حكامها إلى قاعدة للتطبيع، ونحيّي شعب البحرين الذي دفع الكثير من التضحيات للحصول على حريته، وفي مقدمة قادته سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم".
الثورة الإسلامية
واستذكر السيد نصر الله الذكرى الـ42 لانتصار الثورة الإسلامية في إيران، لافتاً إلى الجمهورية التي صمدت وتطورت على كل صعيد حتى باتت قوة إقليمية عظمى يحسب لها كل حساب.
واعتبر سماحته أن الثورة الإسلامية تشكل حجة على كل شعوب العالم بحضورها في الساحات للحفاظ على سيادتها وحريتها لتحجز لها مكاناً في الاقليم أو المنطقة.
تدويل ملف الحكومة اللبنانية قد يكون غطاء لاحتلال جديد
وفي الملف الداخلي اللبناني، أكد السيد نصر الله أن "أي كلام عن قرار دولي تحت البند السابع بشأن الحكومة هو دعوة إلى الحرب، والتدويل يتنافى مع السيادة وقد يكون غطاء لاحتلال جديد، وقد يفتح الباب على مصراعيه، وقد يفرض توطين الفلسطينيين".
وأكد رفض أي شكل من أشكال التدويل، "ونراه خطراً على لبنان، ونشعر بأن فرض فكرة التدويل هي لاستقواء بعض اللبنانيين على بعضهم الآخر".
وعن تشكيل الحكومة اللبنانية، رأى السيد نصر الله أنه "لا أحد لا يريد تأليف حكومة جديدة في لبنان، في وقت من مصلحة الجميع أن تتألف حكومة، والكلام عن انتظار الملف النووي الإيراني ممجوج ولا مكان له، وسابقاً كان الكلام عن انتظار الانتحابات الأميركية، وغيرها.. فيما انتظار الخارج لن يؤدي إلى أي نتيجة، والضغوط قد تدفع البعض إلى التمسك بمواقفه".
واعتبر أنه "من غير المنصف تحميل مسؤولية عدم تأليف حكومة لرئيس الجمهورية، ونحن نتفهم مطالبات بعض الجهات بحقائب معينة ووجود قلق من حصول حزب واحد على ثلث معطل".
هناك استهداف ممنهج ومدفوع الثمن ضد حزب الله
وفي سياق آخر، قال السيد نصر الله إن "هناك جوقة هدفها السباب والشتائم لحزب الله من دون أي حجة وهذا يعبر عن أصحابها، وكل أفعال هذه الجوقة لا تؤثر علينا، وأدعو جمهور المقاومة إلى عدم الانجرار لسلوكهم".
وتابع: "هناك استهداف ممنهج ومدبر ومدفوع الثمن ضد حزب الله، وما يجري معنا من اتهامات هو خارج كل الأعراف والتقاليد والشرائع، وما يجري أن هناك من يتعامل مع حزب الله على أنه متهم وقاتل ومسؤول حتى تثبت براءته".
كلام السيد نصر الله يأتي في سياق الاتهام الذي وُجّه إليه من قبل أطراف سياسية وإعلامية باغتيال الناشط السياسي لقمان سليم. فيما أكد السيد نصر الله في هذا السياق أن "إسرائيل تقتل مواطنيها من أجل خدمة مشروعها، والمجازر الصهيونية لم تقتصر على المسلمين والمسيحيين فقط بل شملت يهوداً رفضوا الهجرة لإسرائيل".
وشدد على أن "هناك استهداف ممنهج ومدبر ومدفوع الثمن ضد حزب الله، وقد فشل في تشويه صورة المقاومة لدى بيئتها وجمهورها"، مشيراً إلى أن "انفعال بعض جمهور المقاومة نتيجة الحملة يجب ألا يحسب على كل الجمهور وإن كان يجب أن يعالج".
وفي ملف انفجار مرفأ بيروت، قال السيد نصر الله إن "التحقيق في تفجير المرفأ انتهى وطالبت سابقاً الجيش والأمن الداخلي والقضاء باعلان نتيجته، ومن واجب الجهة المعنية الإعلان عن نتائج التحقيق".
قلق "إسرائيلي" وسعودي واضح حيال الملف النووي واليمن
إقليمياً، قال أمين عام حزب الله إن "تطورات كبيرة تحصل في المنطقة والعالم بعد رحيل الرئيس الأميركي دونالد ترامب غير مأسوف عليه، ووصول إدارة أميركية جديدة، ولبنان جزء أساسي في المنطقة، وهو يتأثر بكل ما يجري فيها".
وأضاف أن هناك "قلقاً إسرائيلياً وسعودياً واضحاً حيال الملف النووي الإيراني".
وعن إعلان واشنطن وقف دعمها للحرب على اليمن، اعتبر السيد نصر الله أنها "خطوة إيجابية. وقد جاءت نتيجة صمود اليمنيين. الجيش اليمني واللجان الشعبية في موقع متقدم في كل الجبهات. أيضاً، نجد أن القلِق هو السعودي والإسرائيلي".
وعن الملف السوري، قال: "حديث الأميركيين عن أن مهمتهم لم تعد تشمل حماية النفط في سوريا ترافق مع إعادة إحياء داعش"، مؤكداً أن "من هزم داعش سابقاً سيلحق الهزيمة به مجدداً، وأي عمل بمواجهته يجب أن يكون هجومياً لا دفاعياً".
وحيال "صفقة القرن"، قال السيد نصر الله: "لا أحد يتحدث اليوم عن الصفقة التي يبدو أنها انتهت أو باتت في حالة تراجع وتلفظ أنفاسها، نتيجة صمود الشعب الفلسطيني والقيادات الفلسطينية ومحور المقاومة".
وحول تطبيع الدول العربية مع الاحتلال الإسرائيلي، أكد أن "موقف الشعبين المصري والأردني نموذج واضح لرفض التطبيع، وهو ينسحب إلى باقي الشعوب. ثمة دول عربية وإسلامية، كالجزائر وتونس وباكستان وغيرها، ما زالت صامدة ومتمسكة برفضها للتطبيع".
وأكد أن "أصحاب الأوهام، كحكام السودان، سيكتشفون أن التطبيع مع إسرائيل لن يحل مشاكلهم الاقتصادية"، لافتاً إلى أن "الإسرائيليين يعطون موضوع التطبيع أكثر من حجمه، والجيوش الإلكترونية لا تعبر عن مزاج الأمة والشعوب".
ولفت السيد نصر الله إلى أن "إسرائيل" لم تلتزم يوماً بالقانون الدولي، ودمرت مدناً، وقتلت المدنيين في كل حروبها"، وأضاف: "أقول لرئيس الأركان الإسرائيلي إننا لا نبحث عن مواجهة وعن حرب، ولكن إن فرضتم حرباً فسنخوضها. وإذا ضربتم مدننا، فسنرد بالمثل. وإذا استهدفتم قرانا، فسنقصف وفي أي حرب مقبلة، ستواجه الجبهة الداخلية الإسرائيلية ما لم تعرفه منذ قيام إسرائيل"مستعمراتكم. ، مشيراً إلى أن "لا أحد يضمن ألا تتدحرج "الأيام القتالية" إلى حرب واسعة".
/انتهى/