وکالة مهر للأنباء _ سامي کلیب: لقد مثلت الثورة الاسلامیة في سبعينيات القرن المنصرم اكبر لطمة للغرب خلال تلك الفترة التي شهدت زخم الحرب الباردة بعد ان كان الناتو قد صنع نظام الشاه و حافظ عليه وسخره كأحد ادواته المتصهينة في المنطقة الشرق اوسطية لتنفيذ كافة مخططاته ومشاريعه بعد ان كان يسخره لإستهداف أي طرف يقف ضد الامبريالية الغربية والعربية مع ان الغرب حافظ على نظام الشاه لعدة اهداف ضمنها؛ حماية المصالح الغربية بالعديد من دول المنطقة خصوصا بعد رحيل الاستعمار وحماية حكام الدول التي صنعها المستعمرون انذاك على راسهم حكام دول الخليج الفارسي.
وبنفس الوقت لكي يظل دوره مسوقا لمشاريع التغريب في المنطقة ويقف ضد التمدد اليسار الثوري والاستمرار في إستهداف النسيج الاسلامي مع تقديم كافة التسهيلات للمطامع التوسعية لإسرائيل في المنطقة، ومن ينظر لمواقف الشاه بتلك الفترة سيجدها مخزية بل وصمة عار له وبقية عملاء الغرب، ولو اردنا معرفة لماذا الغرب والکیان الصصهیوني يخشيان ايران؟ ولماذا دول الخليج تخاف دورها؟ فعلینا ان نتعرف الی هذه المعلومات:
• حسب تقرير طوموسن رويترز ايران صعدت الى المركز 17 عالميا بانتاج العلوم من مطلع عام 2013 بانتاجها 2925 مقالا علميا متخصصا.
• تحتل ايران المركز الاول عالميا في معدل النمو في الانتاج العلمي المنشور ويتضاعف الانتاج كل 3 سنوات.
• من عام 96 حتى 2008 زادت ايران من انتاجها العلمي 18 ضعفا.
• المقالات العلمية المتخصصة كانت تنحصر قبل الثورة نحو اربعمئة مقال، الان تخطت 20 الفا.
• عدد الطلاب كان قبل الثورة يقتصر على 167 الفا، الآن يقارب الاربعة ملايين.
• نسبة المتعلمين ارتفعت من 50 بالمئة قبل الثورة، الى 86 بعدها. وصلت الى محو شبه كامل للأمية، 60 بالمئة من المقبولين في الجامعات هن من الاناث.
• انفقت ايران 6.3 مليار دولار عام 2011 على البحث العلمي.
• عام 2012 اصدرت ايران اكثر من 38 الف عنوان كتاب، وتطبع اكثر من ٢٥٠ مليون نسخة كتاب، تحتل المركز الاول باصدارات الكتب في الشرق الاوسط والعاشر عالميا.
• تحتل المرتبة 12 بانتاج السيارات في العالم، والاولى في الشرق الاوسط، اكثر من مليون سيارة في العام.
• اطلقت قمرين صناعيين الى الفضاء بتصنيع محلي، وارسلت قردا وأعادته إيران حياً من الفضاء.
• في مقال نشر في نيوزويك في 18 آب 2008 كان العنوان : "لننس هارفرد، ذلك ان ابرز الزملاء المتخرجين في العالم هم في ايران ".
• مسؤولو جامعة ستانفورد العريقة فوجئوا عام 2003 بان ابرز طلاب فرع الهندسة الالكترونية لنيل شهادة الدكتوراه جاءوا جميعاً من جامعة شريف للعلوم والتكنولوجيا الايرانية.
• كانت ايران تستورد القمح من دول نائية، والآن حققت الاكتفاء الذاتي وهي محاصرة.
• كانت ايران محكومة بآفة الاعتماد على النفط، فقلصت الاعتماد عليه الى اقل من 30 بالمئة من ميزانيتها.
• وكانت صادرات ايران تقل عن 5 مليارات دولار، واذ بها ترتفع اليوم الى اكثر من 60 مليارا.
كل هذا حصل وايران مطوقة ومحاصرة، فكيف حين تستعيد الآن الـ 120 مليار دولار من ودائعها المجمدة؟ وكيف اذا اضفنا الى ما تقدم الصواريخ، والاسلحة، والاقمار الصناعية، والاختراعات العلمية، وغيرها على أيدي جيل من الشباب لم تتخط اعمارهم الثلاثين. هل زار احد الخائفين من ايران احدى مدنها ؟ وهل رأى انها تقارب بأناقتها ونظافتها وهندستها أعرق مدن الغرب؟ وهل عرف أحدنا كيف ان الايراني يهدي زوجته ورودا طيلة السنة ويحترمها ويقدرها؟ وهل نعلم ان في المقاهي تجالس النساء الرجال دون اي حرج وباحترام كبير؟.
الغرب يخشى ايران لانها ببساطة ستنافسه علميا، لانها لو اقترحت بعد حين مثلاً مفاعلا كهربائياً نووياً في دولة عربية او نامية سيكون اقل بعشرات الاضعاف من سعره الاوروبي
انا اعتز بعروبتي، وافضل ان تكون اي دولة عربية، ان تكون السعودية او الكويت اوقطر او سورية او الإمارات او مصر او الجزائر او السودان او المغرب او اليمن او حتى جيبوتي والصومال وجزر القمر، بهذه الأهمية لكي نكون كشعوب عربية خلفها، لكن بدلاً من البكاء على دور ايران، وتشكيل القوى العسكرية لصد دورها في هذه الدولة او تلك، فلنوظف اموالنا كما وظفتها لخدمة الانسان والعلم والتقدم والتكنولوجيا.
الغرب يخشى ايران لانها ببساطة ستنافسه علميا، لانها لو اقترحت بعد حين مثلاً مفاعلا كهربائياً نووياً في دولة عربية او نامية سيكون اقل بعشرات الاضعاف من سعره الاوروبي، ولأن دولة بهذه القدرات، تستطيع ان تلعب دورا محوريا كبيرا يزعج اسرائيل قبل كل شيء. اسرائيل وحدها الاكثر انزعاجاً، والغرب ما جاء يفاوض إيران إلاّ لأنها اسندت علومها بقدرات عسكرية عالية، ففاوضت من موقع القوة لأنها هي الأخرى بحاجة للمال، لا كمفاوضاتنا المذلة منذ كامب دايفيد مرورا بمدريد واوسلو حتى اليوم، ولا ننسى وادي عربة.
نعم ايران عندها قنابل نووية، لكنها قنابل العلم والمعرفة والتقدم، فمبروك لإيران قنابلها العلمية النووية، وعسى ان نحذو حذوها يوماً ما بدل الشكوى من دورها.
/انتهی/