وكالة مهر للأنباء - القسم الدولي: في ظل التطورات الاخيرة في اليمن، والانتصارات المتوالية لانصار الله؛ ان كانت انتصارات عسكرية او سياسية فهي انتصارات لا يمكن التقيليل منها اطلاقاً ولا يمكن تجاهلها ببساطة.
ويرتفعُ منسوبُ التذمُّرِ والقلق في واشنطن مع التقدم الكبير لانصار الله في مأرب، حتى أن الخارجية الأمريكية لم تتمكّن من ضبط نفسها حتى طالبت بتوقف قوات صنعاء وعدم الاستمرار في معركة مأرب. فمؤشراتُ القلق الأمريكي كبيرة جداً، لا سِـيَّـما وأن المعارك تدور في أهم المحافظات اليمنية الغنية بالنفط والغاز والموجودة على بحيرة من النفط يُطلق عليها تسمية "المثلث الأسود"، والأمريكيون منذ بدء العدوان على بلادنا يريدون أن تكونَ صنعاء بلا أنياب، وأن لا تستفيد من أي مورد اقتصادي يعود بالنفع على المواطنين.
ان انزعاج واشنطن من انتصارات الجيش واللجان الشعبيّة في مأرب، ستربك مخطّطات أمريكا ومشاريعها في المنطقة، حَيث ظلت لسنوات كثيرة ترسم وتخطط لإنشاء شرق أوسط جديد، لكنه سينتهي ويذهب أدراج الرياح تحت أقدام المجاهدين.
ان الأمريكيين ليسوا منزعجين فحسب، وإنما يعضون على أناملهم من الغيظ حين يرون عملاءَهم منهزمين ولا يجدون لهم موطِئ قدم على الأراضي اليمنية؛ كي يمرِّروا مخطّطاتهم عبر أدواتهم من المرتزِقة.
واشار الخبير اليمني "عبد الواحد المروعي"، الى قول الله تعالى في كتابه العزيز: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }. وهنا نقول:
ومن آياته اَنَّا خلقنا يمانيين.
ومن آياته اَنَّا اعتصمنا وافترق العصات.
ومن آياته اَنًّا حَمَلنَا هُدى القرآن فإرتبك الدهات.
ومن آياته اَنَّا اتّبَعْنَا الرسول تغمُرُنا الزكاة.
ومن آياته اَنَّا نصرنا عليّاً عندما إلتقت الفئات.
ومن آياته اًنَّا افنّا في عصر كل من فيهم فلات.
ومن آياته اَنًّا أَتَيْنا كما يأتي الهدى والبينات.
ومن آياته اَنَّا صدّقنا واعمت غيرنا المتناقضات.
ومن آياته اَنَّا صرخنا مع ابن البدر فاهتز الطغاة.
ومن آياته يوم السبت.
وقال عبد الواحد المروعي: "وما ادراكم ما الذي حصل في يومنا هذا، فلله الحمد والفضل والشكر والمنّة: فتأتي آية من آياته ذلك الالتفاف العسكري المهيب لاخوانكم في الدين من ابناء الجيش واللجان الشعبية في جبهة النضوض؛ اخر موقع استراتيجي للعملاء، وللمرتزقة، واخر اصبع في الذراع السعودية الموجودة هناك".
وتابع: "وتحتدم المعارك خلال الساعات التي مضت؛ هذه المعارك كانت معارك ضارية اِستُخْدِمت فيها كل انواع الاسلحة ( الخفيفة والثقيلة )، واخرجوا كل مافي جعبتهم ورموا ما عندهم رميت رجل واحد، ويأبى الله الاّ ان يُذلّ من عصاه، وتنتهي المعركة، وتُحْسم المعركة لصالح المؤمنين الصادقين بسيطرة ابنائكم من الجيش واللجان الشعبية على جبهة النضوض وعلى ذلك الموقع الاستراتيجي".
واضاف: "وهنا يجب ان نشير الى السؤال الأهم، ماذا تعني جبهة النضوض؟ وماذا يعني هذا النصر؟، يعني انه بفضل الله الى يومنا هذا تم الاِحْكَامُ والاِقْفَالُ على محافظة مأرب من جميع الجهات الاربع. وهذا يعني انه ومنذ اليوم الاول من ابتداء عاصفة الحزم فإن جميع المنافذ البرية المؤدية الى محافظة مأرب اُغلِقت تماما".
واكد ان هذا الانتصار الربّاني اتى بقوّة ومشيئة الله وارادته، وهذا يدل على ان قوات عبد ربو منصور هادي والاصراح والمرتزقة في خزيِ وذلِ وهوانِ، هذه القوات اصبحوا مخنوقين في هذه اللحظات داخل مركز محافظة مأرب ينتظرون ضربات المؤمنين الحيدرية، ما بين فارِّ وهاربِ، يحتمون في هذا الوقت ليس فقط باجسادهم، بل يحتمون بمخيمات النازحين ويجعلونهم في الصفوف الاولى، وتبدأ صرخات التباكي تظهر من افواههم، ويقولون انظروا الى الوضع الانساني، انه متهالك، يناشدون ربهم الاعلى " امريكا "و"الكيان الصهيوني"، يناشدوهم "الغوث الغوث"، ولكنهم الى زوال باذن الله تعالى هم وحلفاؤهم.
وذكر عبد الواحد المروعي انه اليوم اُقفِلت المحافظة تماماً من جميع جهاتها، وقال: ترقّبوا في الساعات القادمة، وانظروا ما الذي سيحدث؟. ويذكّرهم قائلينا "وَمِنْ آيَاتِهِ":
وَمِنْ آيَاتِهِ... قومٌ حُفاةُ
بِهِم تتشكَّلُ المُتَغَيرَّاتُ
وَمِنْ آيَاتِهِ .. فتحٌ قريبٌ
ستشهدهُ السما والكائناتُ
وَمِنْ آيَاتِهِ .. يمنٌ عظيمٌ
تخِرُّ لهُ القُوى ( المُتَصَهيناتُ )
وَمِنْ آيَاتِهِ .. تهوي عُروشٌ
وتنتصِرُ الجراحُ الصافِناتُ
وَمِنْ آيَاتِهِ .. أنَّا خلاصٌ
تُراقِبهُ الشعوبُ الثائراتُ
وَمِنْ آيَاتِهِ .. الكُبرى بأنَّا
نجيءُ كما تجيءُ المُعجزاتُ
وَمِنْ آيَاتِهِ .. أنَّا خُلِقنا
" يمانيِّين " لو عَقِلَ البُغاةُ
وَمِنْ آيَاتِهِ .. أنَّا اعتصمنا
بحبل الله وافترَقَ العُصاةُ
وَمِنْ آيَاتِهِ .. أنَّا حملنا
هُدى القُرآن فارتَبَكَ الدُهَاةُ
وَمِنْ آيَاتِهِ .. أنَّا اتَّبعنا
رسول الله تغمرنا الزكاة
وَمِنْ آيَاتِهِ .. أنَّا نَصَرنا
( عليَّاً ) عندما التقتِ الفِئاتُ
وَمِنْ آيَاتِهِ .. أنَّا أفقنا
بعصرٍ، كُلُّ ما فيهِ انفِلاتُ
وَمِنْ آيَاتِهِ .. أنَّا أتينا
كما يأتِي الهُدى والبيِّنَاتُ
وَمِنْ آيَاتِهِ .. أنَّا صدَقنا
وأعمَتْ غيرَنا المُتناقِضاتُ
وَمِنْ آيَاتِهِ .. أنَّا ( صرَخنا )
مع ( بن البدر ) فاهتزَّ الطُغاةُ
وَمِنْ آيَاتِهِ .. بالحزمِ خابوا
فنحنُ ( العاصِفاتُ ) ( الذارياتُ )
وَمِنْ آيَاتِهِ .. كم ذا قُصِفنا
وناحَتْ من إبانا الطائراتُ
وَمِنْ آيَاتِهِ .. أنَّا وقفنا
كما تقِفُ الجبالُ الشامخاتُ
وَمِنْ آيَاتِهِ .. أنَّا صبرنا
وما ثقُلت علينا التضحيات
وَمِنْ آيَاتِهِ .. أنَّا نفَرنا
فلبَّتنا الأماكنُ والجِهاتُ
وَمِنْ آيَاتِهِ .. لمَّا بَرَزنا
تسمَّرت ( الجواري المُنشئاتُ )
وَمِنْ آيَاتِهِ .. لو ألفُ عامٍ
لما انتصَرَتْ على الجبلِ الحَصَاةُ !
وَمِنْ آيَاتِهِ .. نغدوا حديداً
وتفتقِدُ الحديدَ ( مُدَرَّعاتُ )
وَمِنْ آيَاتِهِ .. أنَّا وعيدٌ
تُغَصُّ بِهِ الحناجرُ والرِئاتُ
ومِنْ آيَاتِهِ .. مَنْ حارَبُونا
تَمَنَّوا لو قُبيل الحرب ماتوا
وَمِنْ آيَاتِهِ .. عادَتْ إلينا
مُسبِّحةً قُرانا الشامِخات
وَمِنْ آيَاتِهِ في الحرب .. أنَّا
( براكينٌ ) عليهم ( مُرسَلاتُ )
وَمِنْ آيَاتِهِ .. مِنْ صُنع شعبي
تجنَّحت الرؤوسُ القاصِفاتُ
وَمِنْ آيَاتِهِ .. سبحان ربي
تزولُ مكائدٌ ومُؤامراتُ
وَمِنْ آيَاتِهِ .. وطني جحيمٌ
على أطرافهِ احترقَ الغُزاةُ
وَمِنْ آيَاتِهِ .. فردٌ بأرضي
تفِرُّ إذا رأتَهُ ( البارِجاتُ )
مِنْ آيَاتِهِ .. في كلِّ شِبرٍ
تمزَّقت الجيوشُ الزاحِفاتُ
وَمِنْ آيَاتِهِ .. ( صحراءُ مِيدي )
بِها من كلِّ عاصمةٍ رُفاتُ
وَمِنْ آيَاتِهِ .. مهما قُتِلنا
فنحنُ ( الباقياتُ الصالِحاتُ )
وَمِنْ آيَاتِهِ .. أنَّا سلَكنا
طريقاً لا يمُرُّ بِها المماتُ
مِنْ آيَاتِهِ .. دمُنا حميمٌ
على أعدائنا، ولنا فُراتُ
وَمِنْ آيَاتِهِ .. بالقتل ننموا
نودِّعُ خمسةً، يأتي المئاتُ
ومِنْ آيَاتِهِ .. أنَّا ذُهِلنا
أهذيْ أنفُسٌ، أمْ سُنبُلاتُ ؟!
وَمِنْ آيَاتِهِ" .. زِدنا اخضِراراً
وأورقت العِجافُ اليابِساتُ
وَمِنْ آيَاتِهِ .. أنَّا التحمنا
ومزَّقَ حِلفَ ( أمريكا ) الشتاتُ
وَمِنْ آيَاتِهِ .. ما ضَلَّ شعبٌ
يقودُ خُطاهُ أعلامٌ هُدَاةُ
وَمِنْ آيَاتِهِ .. أنَّ التولِّي
لأُمتنا السفينةُ والنجاةُ
وَمِنْ آيَاتِهِ في الناس .. أنَّا
لبيت الله .. أنصارٌ حُمَاةُ
وَمِنْ آيَاتِهِ .. دون البرايا
لنا في ( المسجد الأقصى ) صلاةُ
وَمِنْ آيَاتِهِ .. ستعودُ حتماً
على يدِ شعبنا المُستوطناتُ
وَمِنْ آيَاتِهِ .. فُزنا بنصرٍ
كريمٍ لم تُدنِّسهُ الهِباتُ
أرى في شعبنا اليمنيِّ ( موسى )
وقد حُرِمَتْ عليهِ المُرضِعاتُ
فَرُدَّ لأُمِّهِ شرَفَاً .. وشعبي
إلى الرحمن ردَّتهُ الحياةُ
فلمْ يُرضِعهُ غير الله صبراً
وَمِنْ آيَاتِهِ .. هذا الثباتُ
وَمِنْ آيَاتِهِ .. مِنْ ( سوف يأتي
بقومٍ )، أنَّنا القومُ الأُبَاةُ
بِنا تتنفَّسُ الأقطارُ نصراً
تعودُ مدائنٌ ومُقدَّساتُ
ففوق رؤوسنا ربٌّ عظيمٌ
وفي جبهاتنا يمنٌ ثباتُ !
ويؤكد بعض المحللين السياسين والعسكرين ان الانزعاجَ والتداعي الأمريكي الكبير تجاه التحولات التي تحصل في معركة مأرب تحديداً ليس له تفسيرٌ سوى أنه يؤكّـد أهميّةَ هذه المعركة الاستراتيجية، ومفصليةَ أبعادها ونتائجها التي ستغير قواعدَ الحرب والعدوان على اليمن بالكامل.
ويشير البعض الى أن مأرب ليست منطقةً جغرافيةً عاديةً، بل هي من المحافظات اليمنية التي تمثل عمقاً حيوياً غنياً بالنفط والغاز الطبيعي، وهي من أهم المحافظات اليمنية الغنية بالنفط التي تربُضُ على بُحَيرة من النفط (منطقة المثلث الأسود بالمحافظات الجوف، مأرب وشبوة).
ويقول الخبراء العسكرين: "إن النفط يقف على رأسِ استراتيجية الهيمنة الأمريكية، ويمثل أهم أولوية تسعى أمريكا لتحقيقها والسيطرة عليها في كُـلّ دولة، فهناك مثلاً في وطننا العربي سوريا والعراق وليبيا ودول الخليج تخضع كُـلّ ثرواتها النفطية تحت تصرف أمريكا وفي تصرف أطماعها وأجنداتها الاقتصادية.
ويوضح الناشطون السياسين أن اليمنَ بما يمتلكه من رصيدٍ حيوي ومناطقَ حيويةٍ كمحافظة مأرب هو في طليعة هذه الأطماع، والمعركة المفصلية التي تجري في مأرب حَـاليًّا لا يُستغرب أن تشكل مصدرَ ازعاج وسخط للأمريكي؛ لأَنَّها تمس أطماعه وتهدم مشاريعه في شفط ثروات اليمن وكذلك مصدر قلق ورعب، مُضيفاً أن تحرير مأرب يمثل ضربةً قاصمةً لمنظومة أطماع أمريكا في نهب ثروات اليمن النفطية ورفع يدها إلى الأبد من على أهم وأغنى محافظات اليمن، كذلك هي تمثل في الاتّجاه الآخر نقطةَ تحوُّلٍ كبيرة في دفع اليمن لاستثمار ثرواته وزيادة مستوى نهوضِه عسكريّاً واقتصاديّاً.
/انتهى/