نشر موقع الامام الخامنئي مقاطع من خطاب سماحته حول الامام الجواد علیه السلام ودوره الإجتماعي بمناسبة مولده حیث قال: كانت هناك نقاشات في زمن الأئمّة أيضاً، لكن أن يتحلّقوا بشكل جماعي ويتحدّثوا، كانا لإمام الجواد عليه السلام أوّل من أقدم على تلك الخطوة.

وکالة مهر للأنباء _ في اجواء شهر رجب المبارك نستذکر روایة الرسول الاعظم صلوات الله علیه حین قال : "رجب شهر الله وشعبان شهري وشهر رمضان شهر أمّتي، فمن صام يوم منه استوجب رضوان الله الأكبر" . 

ومن الاعیاد المهمّة في هذا الشهر: ولادة الإمام الباقر، والإمام الجواد، والإمام عليّ وبعثة النبيّ سلام الله و صلواته علیهم اجمعین مما یجعل هذا الشهر ملیء بالبرکات والرحمة الالهیة وقال النبي صلوات الله علیه في سبب تسميته ب رجب: سمّي شَهرُ رجب الأصَبَّ؛ ِلأنَّ الرّحمةَ تُصَبُّ عَلَی اُمَّتی فیهِ صَبّاً.

اغتنمنا هذه الفرصة القیمة للنقل الیکم بعض من خطاب قائد الثورة الإسلامیة بمناسبة ولادة الا»ام الجواد علیه السلام و هو التاسع من ائمة اهل البیت علیهم السلام. فقال سماحته في ١٩٨٠/١٠/١٠ :

" الإمام الجواد هو بالنسبة إلينا أسوة وقدوة شأنه شأن سائر الأئمّة المعصومين.

حياة عبد ووليّ الله هذا انقضت في مكافحة الكفر والطغيان. ففي صباه نُصّب قائداً للأمّة الإسلامية وفي غضون أعوام قصيرة جاهد عدوّ الله جهاداً متراكماً بحيث لم يعد وجوده محمولاً بالنسبة لأعداء الله في سنّ الخامسة والعشرين، أي في ذروة الشباب وقاموا بدسّ السمّ إليه.

كما أنّ سائر الأئمّة عليهم السّلام أضاف كلّ واحد منهم بجهاده ورقة على تاريخ الإسلام الزاخر بالمفاخر، فإنّ هذا الإمام العظيم أيضاً جسّد بجهاده جانباً هامّاً لجهاد الإسلام الشامل بشكل عملي وعلّمنا درساً عظيماً.

ذلك الدرس العظيم هو أن عندما نقابل قوى النفاق والرياء، ينبغي علينا أن نشحذ الهمم ونرفع من مستوى وعي الناس من أجل مواجهة هذه القوى.

عندما يعادينا العدوّ بشكل علني وصريح ولا يدّعي ويرائي، يكون العمل أسهل. لكن عندما يكون العدوّ مثل المأمون العبّاسي ويرسم لنفسه وجهاً تعلوه القداسة ومناصرة الاسلام، تكون معرفته صعبة بالنّسبة للناس. في مرحلتنا وفي جميع مراحل التاريخ، لطالما توسّل الجبابرة أنواع الحيَل والرياء والنفاق عندما عجزوا عن مواجهة النّاس.

الإمام الجواد كسائر الأئمة المعصومين يُعدّ بالنسبة إلينا أسوة وقدوة ونموذجاً.

لقد جسّد هذا الإمام الجليل جانباً هامّاً من الجهاد الإسلامي الشامل في عمله وقدّم لنا درساً كبيراً. ذلك الدّرس الكبير هو أنّه عندما نقف بوجه القوى المنافقة والمرائية يجب علينا أن نشحذ الهمم من أجل توعية النّاس وحثّهم على مواجهة هذه القوى.

وقال سماحته في١٩٨١/٥/٢٣ أن الإمام الجواد عليه السلام هو مُبدع النّقاش الاجتماعي الحُرّ. طبعاً كانت هناك نقاشات عديدة في زمن الأئمّة أيضاً، لكن أن يتحلّقوا حول بعضهم بشكل جماعي ويتحدّثوا، كان الإمام الجواد أوّل من أقدم على تلك الخطوة.

/انتهی/