صرح مركز فلسطين لدراسات الأسرى بأن المؤسسات الدولية لا تعبأ لمعاناه المرأة الفلسطينية التي تتعرض لكل أشكال التنكيل والاضطهاد من قبل الاحتلال الصهيوني، وفى مقدمتهم الأسيرات داخل السجون حيث تتضاعف معاناتهم جراء سياسات الاحتلال العنصرية.

وقال مدير المركز الباحث رياض الأشقر، في تقرير بمناسبة "يوم المرأة العالمي" الذي يصادف الثامن من آذار من كل عام، إن الأسيرات الفلسطينيات يغبن تماماً عن المشهد القانوني الذي أقر العديد من النصوص لتكريم المرأة وحمايتها، وصون حقوقها وإنصافها من الظلم والاضطهاد، حيث يتعرضن لإجراءات قمعية متعددة، ويحرمن من كافة حقوقهن الإنسانية.

وأضاف الأشقر أن ما يجرى للأسيرات الفلسطينيات من تعذيب وتنكيل وحرمان من الحقوق وأحكام قاسية وغيرها من ضروب المعاناة دون تدخل من المؤسسات الدولية يدلل بشكل قاطع أن شعارات حقوق المرأة التي يتغنى بها المجتمع الدولي ما هي مجرد أكاذيب، وشعارات فارغة المضمون.

وأوضح أن حالات الاعتقال التي استهدفت النساء الفلسطينيات منذ عام 1967 وصلت الى ما يزيد عن (16 ألف) حالة اعتقال، ولا يزال الاحتلال يعتقل 35 اسيرة في سجن الدامون بينهن 11 أماً، ومسنات ومريضات، وجميعهن يتعرضن لحملة قمع منظمة، ويحرمن من كافة حقوقهن، ويعانين من ظروف صعبة وقاسية، ويشتكون من عدم توفر الخصوصية في سجون الاحتلال.

وأشار الى أن الأسيرات في سجون الاحتلال يفتقدن الى الخصوصية نتيجة وجود كاميرات مراقبة على مدار الساعة وضعتها إدارة السجن في ممرات السجن وساحة الفورة، كذلك وضع الحمامات خارج الغرف ويسمح باستخدامها في أوقات محددة فقط خلال فترة الخروج الى الفورة.

كما تعاني الأسيرات من التنقل بسيارة البوسطة حيث يتعمد الاحتلال إذلالهن بعمليات التنقل وذلك عبر عرضهن على المحاكم في فترات متقاربة ومتكررة لفرض مزيد من التنكيل التعسفي لهن، حيث يتم إخراج الأسيرات من السجن الساعة الرابعة فجرا، وتعود مساء من نفس اليوم، الأمر الذي يسبب لها التعب الجسدي والنفسي والإرهاق، وطوال فترة السفر يتم تقييدهن بالسلاسل الحديدية بالأيدي والأرجل.

اضافة الى افتقارهن الى الملابس والأغطية الشتوية واغراض للكنتين، والطعام الكافي والصحي، ويتعرضن لسياسة الإهمال الطبي المتعمد سواء للحالات المرضية بين الأسيرات او الجريحات اللواتي أصبن بالرصاص حين الاعتقال، كما تشتكي الأسيرات منذ سنوات طويلة من عدم وجود طبيبة نسائية في عيادة السجون لرعاية الأسيرات، وعدم صرف أدوية مناسبة للحالات المرضية بينهن.

وبين الأشقر أن الأسيرات يفتقدن لكل مقومات الحياة، وفرض الاحتلال على بعضهن أحكام مبالغ فيها بحجج واهية، حيث توجد 8 أسيرات يقضين احكماً بالسجن لمدة تزيد عن 10 سنوات، وكل ذلك يحدث دون تدخل من تلك المؤسسات التي تتغنى وتحتفي بحقوق المرأة، في يوم المرأة العالمي، لترسخ مبدأ الانحياز للاحتلال الذي يدوس على كل مبادئ حقوق المرأة والإنسان.

وناشد "مركز فلسطين" المجتمع الدولي، والمؤسسات الحقوقية المختلفة، وخاصة المدافعين عن حقوق المرأة، التوقف أمام مسئولياتها، وان تتعامل بحيادية تجاه قضايا المرأة الفلسطينية، وأن تستمع لصرخات الأسيرات الفلسطينيات، وان تتدخل لوضع حد لمعاناتهن المتفاقمة.

كما طالب في الوقت ذاته وسائل الإعلام بتسليط الضوء بشكل أكبر على معاناة الأسيرات وفضح الانتهاكات التي يتعرضن لها في سجون الاحتلال، واستهتاره بحياتهن، وحرمانهن من كل الحقوق التي نصت عليها المواثيق الانسانية، وخاصة المريضات وفى مقدمتهن الاسيرة المقدسية "اسراء الجعابيص" و"نسرين حسن".

المصدر : شهاب

انتهى/