وكالة مهر للأنباء: في تاريخ 26/ مارس/ 2015 صرّح السفير السعودي في واشنطن "عادل الجبير" أن بلاده وبمباركة أمريكا ومشاركة عدة دول أخرى أعلنت ما سمّته "عاصفة الحزم"، وأن العمليات العسكرية بدأت عند الساعة 7 مساء بتوقيت واشنطن، وأنها تمّت بعد تنسيق مع حلفاء النظام السعودي، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأميركية، آخذين من الدفاع عن "شرعية عبد ربه منصور هادي" حجة لهم وذريعة لعدوانهم.
بيد أن الرياح جرت بما لا تشتهي السفنُ واستمرت العملية العسكرية؛ التي ادعى أصحابها انها ستستمر أسابيع قليلة، إلى سنواتٍ ست كشفت المستور وأظهرت الحقائق وفضحت المنافقين والمدّعين الإسلام زوراً وبهتانا، وحوّلت اليمن من بلدٍ مَسروقٍ مُستَغل إلى بلدٍ يصنع الطائرات والصواريخ التي تدك أي نقطة في العمق السعودي وتصل إلى عدوّ الأمّة الأول العدو الصهيوني.
وأفصحت السنوات الست أيضاً عن أن المُستّهدف الأول من ذلك العدوان هو اليمن قاطبة بما فيه من بشر وحجر وتاريخٍ وثقافةٍ وإسلام، وأن المُستَفيد الاول والآمر له هو أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني الغاصب وما السعودية والإمارات ومن معهم إلى أدوات للتنفيذ؛ كما أكد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في إطلالته الأخيرة بمناسبة الذكرى السنوية السادسة لليوم الوطني للصمود بوجه العدوان، فلما هذا الإستهداف ولماذا في هذا التوقيت؟ وما علاقة اليمن بالنبوءات السماوية والإمام المهدي عليه السلام وعجل الله تعالى فرجه الشريف
السيد عبد الملك الحوثي: الإستهداف الأمريكي الإسرائيلي شامل ولن نرضى بالعبودية
في تاريخ 10/3/ 2021 وبمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد "حسين بدر الدين الحوثي " أطلَّ السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي علينا بكلمةٍ له بهذه المناسبة عبر قناة المسيرة، تحدث خلالها عن مكانة الشهيد "حسين بدر الدين الحوثي" وعن أهمية الهدي الذي أتى به وعن دوره في مواجهة الأطماع الإستعمارية في اليمن والعالم الإسلامي أجمع، وعن أهمية المشروع القرآني، واصفاً إياه بأنه " مشروعٌ إنقاذيٌ في مرحلةٍ من أخطر المراحل على الأمة، في ظل استهدافٍ شاملٍ من جانب أعدائها، وفي ظل وضعيةٍ داخليةٍ مطمعةٍ لهم، وفاتحةٍ لشهيتهم". .
وركّز السيد عبد الملك في خطابه على الإستهداف الأمريكي لليمن وللأمة الإسلامية كاملة وحذر من خطر التساهل في مواجهته وقال: "الاستهداف الأمريكي لبلدنا- كما هو لبقية بلدان هذه الأمة- استهداف خطير وشامل، إذا قرر شعبٌ ما أن يتجاهل هذا الاستهداف، وأن يتنصل عن مسؤوليته في التصدي لهذا الاستهداف، فمعناه: أنه اتخذ قراراً بالاستسلام، والاستسلام يعني الخسارة لكل شيء، الخسارة للحرية، وللاستقلال، وللكرامة، الاستسلام يعني العبودية للأمريكي والإسرائيلي، يعني، تحويل البشر ومقدراتهم وإمكاناتهم في خدمة مصالح الأمريكي والإسرائيلي، هذه كارثة، كارثة في الدين والدنيا، أمر شنيع جداً، رهيب جداً، أمر يشذ عن الفطرة الإنسانية، أمر لا تتقبله كل الشعوب الحرة في هذا العالم، حتى من غير المسلمين، هناك بلدان وهناك شعوب رفضت بشكلٍ قاطع السيطرة الأمريكية عليها، والاستعباد لها، هناك ما حصل في قصة فيتنام، ما حصل في قصة كوبا، ما حصل في قصة كوريا الشمالية، ما حصل في دول في أمريكا اللاتينية مثل: فنزويلا... وغيرها، بلدان كثيرة، شعوب حرة بفطرتها الإنسانية رفضت السيطرة الأمريكية، والاستعباد، والإذلال، والهيمنة، والمصادرة للشعب والثروات والمقدرات والجغرافيا، رفضت ذلك".
وتابع السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي مشيراً إلى موقع اليمن من هذا الإستهداف الشامل قائلاً: "نحن كشعبٍ يمنيٍ بهويتنا الإيمانية وانتمائنا للإسلام، ونحن أيضاً جزءٌ من هذه الأمة المستهدفة، لكن لبلدنا حصته من هذا الاستهداف الذي هو استهداف شامل".
ولخّص قائد حركة أنصار الله في اليمن أنواع هذا الإستهداف الذي يرموا إلى إضعاف اليمن وتفتيته سياسياً وعسكرياً وإقتصادياً وإجتماعياً وفكرياً في البنود التالية:
1_ الاستهداف العسكري، والذي يشمل التحكم في القدرات العسكرية وتحديد ما يسمح باقتنائه للجيش ومالايسمح به وأيضاً إستباحة البلدان الإسلامية بشكل عام واليمن بشكل خاص والسيطرة الأمنية وأيضاً نشر القاعدة و...إلخ
2_السيطرة على القرار السياسي وعلى العملية السياسية، التدخل والتحكم بسياسات الدولة داخلياً وخارجياً
3_ السيطرة على برامج الدولة، والتدخل في عمل الوزراء والمسؤولين، وفرض إملاءات عليهم
4_ السيطرة على العملية السياسية
5_ السيطرة على التعليم والمناهج الدراسية. وقال السيد في هذا الباب: "بدأ الأمريكي يتدخل في صياغة هذه المناهج، وفي مضامينها، وفيما يبقى، وفيما يحذف، وبدأ مشواراً خطيراً ولمَّا يكمل في هذا المشوار الخطير جداً، والتركيز على المعلمين والمعلمات من خلال نشاط يستهدفهم في إطار دورات معينة؛ لإفسادهم، ولتضليلهم، ولتشغيلهم بما يخدم الأهداف الأمريكية؛ حتى يكونوا منابع للضلال، وفي التركيز على الطلاب من خلال المعلمين والمناهج، ومن خلال أنشطة وبعثات خاصة تستهدف البعض من الطلاب، ونخب من الطلاب الأذكياء".
6_ السيطرة على الخطاب الديني والمساجد
7_ سعى الأمريكي أيضاً للسيطرة على القضاء
8_ السيطرة على الإعلام والإعلاميين
9_ سعى الأمريكي للسيطرة على الاقتصاد
10_ السيطرة على الثروة النفطية والغازية في البلد
11_ ترسيخ مفاهيم خاطئة عن البلد في موارده الاقتصادية وثرواته البرية والبحرية
12_ الاعتماد على الاستيراد الخارجي لكل شيء
13_ العمل على نشر المخدرات والترويج لها
14_ السعي لنشر الفساد الأخلاقي والرذيلة، بهدف ضرب الروح المعنوية والأخلاق، وتمييع وإفساد الشباب والسيطرة عليهم، والتدمير للنسيج الاجتماعي الذي بنيته الأساسية هي الأسرة، في هذا الاتجاه أنشأوا وشغَّلوا شبكات واسعة للدعارة بالآلاف، أنشأوا وشجَّعوا على إنشاء ملاهي ليلية للفساد، بدأت آنذاك في تلك المراحل بدأت في صنعاء، وبدأت في عدن، وبدأت في بعض المحافظات، وكانت إلى ازدياد مستمر، أوعزوا حتى إلى الفنادق بالتغاضي عن كل حالات الفساد.
وهناك أمثلة ميدانية ملموسة كثيرة تكشف ماهية الإستهداف الشامل لليمن لمن يريد التبيان، نعرض منها على سبيل المثال لا الحصر:
*حقيقة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية "USAID"
من عادة قوى الإستكبار وأنصار الشيطان إثارة الفتن والحروب في البلدان المستهدفة ومن ثم دخولها تحت مظلة إنسانية عبر الوكالات والمنظمات الدولية التي ظاهرها "إنساني" وباطنها "شيطاني"، وعادة ما تحمل أسامي تدغدغ العواطف كحقوق الإنسان وحقوق المرأة وحقوق الطفل و...إلخ والأمثلة تكاد لا تحصى في البلدان العربية التي تجول فيها المنظمات وتصول. وفي اليمن أيضاً كان سلاح المنظمات حاضراً وأكبر مثال على ذلك حقيقة "الوكالة الأمريكية للتنمية "USAID" والتي كشفها تقرير لقناة المسيرة بتاريخ 7/7/2020 ، ففي ذلك اليوم كشف متحدث القوات المسلحة اليمنية العميد "يحيى سريع" عن كميات أسلحة تحمل شعارات "الوكالة الأمريكية للتنمية USAID" كانت لدى أدوات تحالف العدوان الأمريكي السعوي في جبهة البيضاء ليتبين أن تلك مهام تلك الوكالة "الإنسانية" التابعة لوزارة الخارجية الامريكية، والمسؤولة في المقام الاول عن إدارة المساعدات الخارجية إلى الدول المستهدفة تتمثل بالآتي
1_توفير الدعم الإستخباراتي للجيش الأمريكي وحلفائه
2_ توفير الدعم اللوجستي لحلفاء واشنطن
3_ دعم وتمويل المنظمات العاملة في الجانب الإنساني لتنفيذ أجندات وزارة الخارجية الأمريكية.
*وثيقة وزارة الخارجية الامريكيةعام 1998 للشؤوون المهمة في اليمن
كشفت دائرة التوجيه المعنوي في اليمن وثيقة صادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية حول بعض الشؤون المهمة في اليمن للعام 1998 الصادرة من مكتب "شؤون الجزيرة العربية والخليج الفارسي" بدائرة الشرق الأوسط بتاريه 30 مايو 1998
تضمنت الوثيقة تقريراً أمريكي قدّم دراسة جغرافية وديموغرافية وإقتصادية عن اليمن إضافة إلى نظرة عامة عن التواجد البريطاني والروسي قبل أن تصبح الساحة اليمنية خالية من أي تواجد عسكري أجنبي. وجاء في التقرير مايلي:
1_ إنشاء قاعدة بحرية أمريكية لقوات "المارينز" في منطقة البريقة بمحافظة عدن وتجهيزها لتواجد قطع بحرية وطائرات عسكرية امريكية.
2_ تجهيز مخازن للنفايات والأسلحة الذرية والكيماوية في قاعدة البريقة
3_إعادة تفعيل المعابد اليهودية والنصرانية
4_دور القوات الأمريكية بعدن في حماية أفراد الجالية اليهودية في صعدة وصنعاء
5_تحديد "أماكن للدعارة" في عدن مدعومة سرياً من أطراف في السلطة آنذاك
6_ الإستفادة من "مراكز الدعارة" في مناطق بعدن لخدمة الجنود الأمريكيين في اليمن
7_ تحديد عدد من أماكن بيع المشروبات الكحولية في صنعاء وعدن
8_تحديد أشخاص على إستعداد لتأمين كميات من "الكوكائين" و"الحشيش".
وعلى ذكر المخدرات والفساد في الأرض نستحضر كلام الكاتب العراقي "محمد صادق الهاشمي" الذي جاء في مقال نشرته وكالة مهر للأنباء تحت عنوان " الاحتلال الامريكي يسعى لتحطيم قيم الاسلام في المجتمع العراقي" والذي سلط فيه الضوء على منظمة دولية تنشط في العراق تسمى"عراق كوير" تدعم الشذوذ الجنسي وتسعى إلى الإفساد في الأرض، حيث قال: "عراق كوير هي المنظمة الوطنية الأولى للمجتمع الميم العراقي (المثليين، المثليات، المتحولين و المتحولات)٠
يتابع الكاتب: تأسست في آذار٢٠١٥، كرّست عراق كوير نفسها لتعزيز حقوق مجتمع الميم في العراق من خلال إنتاج المعرفة و الدعوة و تقديم خدمات مباشرة ولنشر الثقافة المثلية في العراق بين صفوف الشباب العراقي ذكورا واناثا".
نفهم مما أسلفناه سابقاً أن "الإفساد في الأرض" على جميع الأصعدة شعارٌ من شعارات قوى الإستكبار وخيوطها في المنطقة من وكالات ومنظمات وأنظمة رجعية ومرتزقة وغيرهم، والباحث في هذا الشأن يعلم تمام العلم دورهم الفاعل في البلدان الإسلامية.
ونفهم أيضاً أن استهداف اليمن عسكرياً وثقافية وإحتماعياً حقيقة قائمة يبصرها أولي النُهى، ويتغاضا عنها من ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون فما الغاية من هذا الإفساد؟
الإفساد، وسيلة بني إسرائيل للعلوّ في الأرض
يقول الله تعالى في سورة الإسراء بعد بسم الله الرحمن الرحيم: وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُئُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7).
نفهم من الآيات المباركات أن علوّ بني إسرائيل في الأرض مقرون بالإفساد. يفسدون في الأرض، ومن ثم يعلون علواً كبيراً، وها نحن اليوم نعاصر إفسادهم الثاني في الأرض. والباحث في عقائدهم المُحرفة يعلم أن من شروط عودة مُخلصهم هو أن يعم الفساد في الأرض _الفساد الأخلاقي والسياسي والمالي و...إلخ_ وعليه فهم يُفسدون ويستهدفون الفطرة البشرية قاطبة ويستهدفون الشرائع السماوية التي تحث على العفاف والكمال ويستهدفون الشريعة الإسلامية بالذات لأنها العقبة الكبرى في طريقهم، ويستهدفون اليمن على وجه التحديد لأن اهلها اهل حكمة وايمان وأن الايمان يمان والحكمة يمانية كما اخبر الرسول محمد عليه وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم، والذي أخبر أيضاً أن أنصار الإمام المهدي جلّهم من اليمن في البدايات وغيرها من النبوءات التي تؤكد دور اليمن في نصرة الإسلام عند الفساد الثاني لبني إسرائيل. وعندما نقول بني إسرائيل فهي تشمل بني إسرائيل وكل من يعمل لصالح مشروعهم من اليهود الصهاينة والمسيح الصهاينة والانظمة الرجعية والمرتزقة.
الكاتبة الامريكية "غريس هالسل" ترد على من يُنكِر النبوءات المستقبلية
كتبت الكاتبة الأمريكية المسيحية "غريس هالسل" كتاباً تحت عنوان " النبوءة والسياسة" تحدث عن كيفية إسقاط اليهود لنبوءة التوراة على السياسة، أي كيف يخططون للواقع في ضوء النصوص التوراتية، حيث تستعرض بداية نظرية هرمجدون التي يصفها اليهود بأنها الحرب العالمية الثالثة التي ستكون حرباً نووية في منطقة تقع شمال فلسطين وسينتصر فيها اليهود، وكذلك تستعرض المؤلفة الدعم الهائل الذي تتلقاه "إسرائيل" من اليمين المسيحي الذي يؤمن بأنه لابد من انتصار اليهود ليتم ظهور المسيح، وقد تحدثت الكاتبة عن تفاصيل رحلتها إلى فلسطين المحتلة بالإضافة إلى تفاصيل تتعلق بالتوراة وبعض التساؤلات، وكذلك تحدثت غريس هالسل عن مصالح اليمين المسيحي من هذا الدعم، ولماذا يقوم المسيحيون بدعم اليهود ومساعدتهم على الانتصار.
وجاء في خاتمة الكتاب: " قامت في بريطانيا أولا، ثم في الولايات المتحدة، حرکات دينية مسيحية إنجيلية، أهمها واقواها هي الحركة التدبيرية "Dispensationalism"، وهذه الحركة تؤمن بأن الله هو مدبر كل شي وأن في الكتاب المقدس _ وخاصة في سفر حزقيال وسفر الرؤيا وسفر يوحنا_ نبوءات واضحة حول الوصایا التي يحدد الله فيها كيفية تدبير شؤون الكون ونهايته و عودة اليهود إلى فلسطين، قيام "اسرائيل"، هجوم أعداء الله على "إسرائيل"، وقوع محرقة هرمجدون النووية، إنتشار الخراب والدمار ومقتل الملايين، ظهور المسيح المخلص، مبادرة من بقي من اليهود . إلى الايمان بالمسيح، انتشار السلام في مملكة المسيح مدة ألفي عام.
تتابع الكاتبة: وعندما تضم هذه الحركة أكثر من أربعين مليون امریکی وعندما يكون من بين أعضائها الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان، وعندما تسيطر الحركة على قطاع واسع من المنابر الإعلامية الأمريكية وبصورة خاصة المتلفزة، وعندما يشارك قادتها كبار المسئولين الأمريكيين في البيت الأبيض، والبنتاغون، ووزارة الخارجية في صناعة قراراتهم السياسية والعسكرية من الصراع العربي – الصهيوني، عند ذلك، تصبح دراسة هذه الحركة _التي تتوسع باستمر والتي تستقطب حركات دينية أخرى داخل وخارج الولايات المتحدة - ضرورة وواجبة.
وجاء في الكتاب نفسه أن الرئيس الامريكي الأسبق رونالد ريغان يقول: "إن جميع النبوءات التي يجب أن تتحقق قبل هرمجيدون قد تحققت، ففي الفصل ۳۸ من حزقيال أن الله سيأخذ أولاد إسرائيل من بين الوثنيين حيث سيكونون مشتتين ويعودون جميعهم مرة ثانية إلى الأرض الموعودة . لقد تحقق ذلك أخيرا بعد ألفي سنة ، ولأول مرة يبدو كل شيء في مكانه بانتظار معركة هرمجيدون والعودة الثانية للمسيح" ويقصد إحتلال الصهاينة لفلسطين وهذا يفسر إستماتة رؤساء أمريكا لإرضاء الكيان الصهيوني والذود عنه والعمل لصالحه، ويتبين لنا من كلام الكاتبة وغيرها من المراجع أن للنبوءة والاخبار المستقبلية شأن كبير في السياسة الامريكية وغيرها من قوى الإستكبار العالمي.
الإمام المهدي وحرب اليمن
لقد ذُهٍلَ الكثيرون من الناس بالحرب _الغير مببرة_ على اليمن والتي استهدفت اليمن كيمن بهويته الايمانية الأخلاقية، ولكن عند التوسع في عقائد أصحاب القرار في الكيان الصهيوني وأمريكا وبريطانيا ومن معهم يتبين أنهم يخافون من القادم من اليمن ويخشون النصرة اليمانية التي ستعم المشرق والمغرب والتي ستؤدي إلى نهايتهم، وكما ان أتباع الشيطان يتحركون وفقاً لنبوءات أملاها عليهم معلمهم وخطّها البشر بأيديهم ودخلت في عمق سياساتهم، فنحن كمسلمين لدينا نبوءات مستقبلية وعلم يسمى "علم آخر الزمان" يكشف لنا خبث بني إسرائيل ويشرح لنا فضل اليمن على الناس كافة
فجاء في الأحاديث أن اليماني المنتظر يخرج من قرية يقال لها "قرعة_كرعة" وهي قرية في تهامة اليمن، وروى عن الإمام الباقر عليه السلام "وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني، هي راية هدى، لأنه يدعو إلى صاحبكم، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم، وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإنّ رايته راية هدى، ولا يحل لمسلم أنْ يلتوي عليه، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم) (الغيبة/النعماني: ص٢٦٤). وذكرت مصادر أخرى أن الإمام المهدي يخرج من قرية يقال لها "كرعة" ويتجه بعدها إلى مكة ويبايع له بين الركن والمقام، وذكرت الأحاديث أن المهدي من قريش إلا ان له أصلاً ونسباً في اليمن، وذكرت أيضاً أن عندما يظهر الإمام المهدي يكون همدان وُزراؤه وخولان جيوشه وحمير أعوانهُ_ وكلهم قبائل يمنية_، وأخبرت النبوءات ان قبيل ظهور الإمام المهدي يكون هنالك حرب بين اليمنيين وآل سعود "مُضَر" وتكون حينها الغلبة لأهل اليمن _كما هو الحال اليوم.
وخير من تكلم بهذا العلم الشيخ اليماني "حسن التهامي _محمد عبد الله الحودلي" ابن قرية "كرعة" والذي فضح في خطبه نفاق آل سعود وتاريخهم الأسود و جيّش قبائل الحجاز للخروج على آل سعود، وعمل على تثقيف الامة بحقيقة الإمام المهدي عليه السلام وهو كبير منظري حركة أنصار الإمام المهدي عليه السلام ومؤسسها والتي هاجر الكثير من انصارها إلى داخل السعودية للإعداد لبيعة الإمام المهدي عليه السلام فهم يروا ان بيعته باتت قاب قوسين أو أدنى وأنه يجب الإعداد لها من الداخل.
وقال في خطبة له تحت عنوان "قل بلى وربي إنه لحق مثلما أنكم تنطقون"؛ رد فيها بالأدلة القاطعة والحجة الدّامغة على كل من ينكر حقيقة الإمام المهدي وظهوره الشريف: "إن المكانة التي حظي بها آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والإمام المهدي عليه السلام جعلتهم في مكان يحسدوا عليه...وكذلك أنتم يا أهل اليمن والإيمان، انتم أيضاً ممن أنعم الله عليكم بالنعم وحُسدتُم عليها. الرسول (ص) جعل أنصار المهدي عليه السلام همدان وخولان وحمير وأبدال اهل الشام وعصائب أهل العراق ونجائب أهل مصر فقال: وهمدان وُزراؤه وخولان جيوشه وحمير أعوانهُ. وهمدان كما تعلمون أنهم هم حاشدٌ وبكيل. أنتم أنصار المهدي عليه السلام فلذلك حسدوكم على ذلك ولذلك كَثُرَت الفتنة فتجمع العالم جميعه على هذا البلد الطيب.
يتابع الشيخ حسن التهامي: الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال: إني أُحِسُ نفسَ الرحمن من اليمن. وقال: اللهم بارك في شامنا وفي يمننا قالوا: وفي نجدنا، قال: من هناك الزلازل والفتن وفي رواية من هناك يطلعُ قرن الشيطان.
يتابع الشيخ: "إذاً هل فهمتم الآن لماذا يحسدون أهل اليمن؟، ولماذا تُدمَر اليمن وتُمزّق ويُصيرون الفتنة بين أبنائها وتُعرض لأنواع النكال وتجتمع عليه أكبر الدول لأن المهدي موطنه اليمن وجيوشه وأنصاره هم أهل اليمن وإن كان هناك أيضاً أنصارٌ غيرُهم لكن الأغلب من أهل اليمن "يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ" ويأبى الله إلا أن يكون التقدم لأهل اليمن في أول الإسلام وآخر الإسلام "كان هذا الأمرُ في حمير فانتزعه الله فجعله في قريش ثم يعود إليهم".
وأضاف الشيخ التهامي: "يابى الله إلا أن يحقق قوله ويُخيبَ أقوالهم ويُكذبَ فالهم. وحلًّ ما عقدوا وأبطل ما قالوا وتبّر ما حشدو فاندحروا وانجحروا ماهمُ إلا فارةُ في جحرضبٍ خربِ، أشرقت رغمَ أُنوفهم شمسُ ربي. فنحن أهلُ اليمن والآيمان والحكمة والإسلام لن يأخذَ أعدائنا منّا إلا كما يأخُذَ السيلُ من الصخرة الصمّاء، ترتدُ عنها الريح الهوجُ خاشعةَ وينثني كلُ وعلٍ وهو كالحملِ.
خاتمة
هي حربٌ بين الحق والباطل بين الظلمات والنور بين أصحاب اليمين وأصحاب الشمال، بين أنصار الله وحزبه وبين أنصار الشيطان وحزبه، بدأت مذ أمر الله تعالى إبليس اللعين بالسجود لآدم وأبى بدوره وتعهد بعزة الله وجلاله أن يضلنا أجمعين إلا عبادً لله مخلصين، بدأت عندما قال لنا الله "إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا"، وشاء المولى أن يحمل أهل اليمن راية الحق _كما حمل بني إسرائيل راية الباطل_ وأن ينصرون دين الله في زمن يعلوا فيه بني إسرائيل علوّهم الكبير، وهذا الامر يعرفه أعداء أمتنا جيداً ويحاولون إيقافه ووأده في مهده على سنة فرعون من موسى فكما أن الله أرى فرعون في منامه أن ناراً أقبلت من جهةِ بيت المقدس تحرق بيوت الأقباط في مصر، ولم تلمس هذه النار بنو إسرائيل، فلما استيقظ خاف مما رأى في منامه، فجمع السَّحرةَ والكهنة ليسألهم عن تفسير ما رأى، فقالوا له إنّ غلاماً يولد من بني إسرائيل، يكون على يديه هلاك مُلك مصر، ويأخذ هو الملك، فعندها قرَّر فرعون قتل كل مولودٍ ذَكَر من بني إسرائيل، محاولاً إيقاف تلك النبوءة، إلا أن الله أتمّها رغم إفساد فرعون في الارض وقضت الحكمة أن يربي فرعون نبي الله موسى في بيته ليعلمنا الله من هذه القصة انه إذا ما أراد شئ قال له كن فيكون مهما كانت الأسباب صعبة ومعقدة. وعلى سنة فرعون يعمل بنو إسرائيل ومن معهم ويعلمون كما علم فرعون ان زوالهم على يد الإمام المهدي عليه السلام وأنه سيكون لليمن ورجاله الدور الأكبر في هذه المهمة وعليه سعت قوى الإستكبار لشن حربٍ شعواء استهدفت اليمن بحججٍ وذرائع واهية ظناً منهم أنهم يستطيعون بذلك إيقاف ما أخبرت به النبوءات السماوية، ولكن هيهات هيات، أتطفئ نور الله نفخةُ فاجرٍ؟ وها هم احرار اليمن اليوم يثبتون للعالم صدق النبوءات السماوية ويعلنون للبشرية قاطبة بداية النصرة الإلهية وقرب الوعد الآخرة.
وتعمل قوى الإستكبار على إثارة حربهم التي أخبرت بها نبوءاتهم ظناً منهم أنه ستكون الغلبة لهم وأنهم سيسودوا الأرض بعدها ولكن يأبى الحق إلا أن يحِقّ الحق وينصر عباده، فالحق يعلو ولا يُعلى عليه، وستكون سيادة الأرض لعباد الله الصالحين المُخلصين أولي البأس الشديد، رُهبان الليل أُسدُ النهار، وسَتُحكَم الأرض بشريعة الله تعالى.
وعليه فإنني أهيب بكل من قرأ كلامي أن يصطف في فسطاط الحق وأن يلحق بالركب اليماني ويؤازرهم ويناصرهم ففي ذلك نصرة لله وشرعه وفي ذلكم فوزٌ عظيم.
جعلنا الله وإياكم من أنصار الإمام المهدي (عليه السلام وعجل الله تعالى فرجه الشريف) والذي سيملاً الله به وبرجاله الارض قسطاً وعدلاً كما ملأها الشيطان وحزبه ظلماً وجورا.
إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ.
هذا والله تعالى أعلى وأعلم.
/خضر/
/إنتهى/