وأفادت وكالة مهر للأنباء، أنه تحدث الكاتب والباحث العراقي "اياد الامارة" حول مختلف الشؤون العراقية منها عدم اكتراث الولايات المتحدة الأمريكية بقرار البرلمان العراقي الذي دعا القوات الاجنبية بالخروج من الأراضي العراقية، موضحا ان العراق "قادر على حماية نفسه بفضل قواته المسلحه وحشده الشعبي".
وأشار إلى أن امريكا غير جادة بسحب قواتها المحتلة من العراق فهي تريد الحفاظ على مصالحها غير الشرعية في العراق.
وأوضح أن أمريكا دعمت كل أحداث الشغب التي حدثت في العراق وكانت تجربة القنصل الأمريكي في البصرة جنوب العراق مفضوحة جدا وهو يرعى كل الشغب في جنوب العراق.
وفي هذا الصدد اجرت وكالة مهر للأنباء حواراً صحفياً مع الكاتب والباحث العراقي "اياد الامارة"، واتى نص الحوار على الشكل التالي:
1. إلى أين وصل قرار إخراج القوات الأمريكية من العراق الذي صادق عليه البرلمان العراقي إبان إغتيال قادة النصر؟
قرار البرلمان العراقي باخراج قوات الإحتلال الأمريكي من العراق بعد الإعتداء الإرهابي الأمريكي الغاشم الذي أدى إلى إغتيال الشهيدين العظيمين سليماني والمهندس رضوان الله عليهما كان يمثل إرادة الشعب العراقي ورغبته الأكيدة بعد سلسلة إعتداءات متكررة قامت بها قوات الإحتلال الأمريكي على الشعب العراقي وتحديدا على الحشد الشعبي الذي كان له الدور الأبرز في دحر إرهاب داعش وتحقيق الإنتصار عليه.. ولكن يبدو أن رغبة بعض الكتل السياسية وبعض السياسيين التي هي بالضد من رغبة العراقيين جميعا تحاول عرقلة تنفيذ هذا القرار المصيري والذي يتطلع العراقيون لتنفيذه والخلاص من نير الإحتلال الأمريكي للأرض العراقية بغير وجه حق. هذا البعض من القوى السياسية ارتبط بمصالح خاصة مع أمريكا بعيدا عن مصلحة العراقيين وعزتهم وكرامتهم، وليس لهم أي ثقل على أرض الواقع إلا من خلال مساحات إعلامية تدعمها امريكا نفسها.
2. ما مدى جدية أمريكا بتنفيذ هذا القرار واحترام سيادة العراق، بالنظر إلى تصريحات بعض المحللين بان أمريكا حركت مجموعاتها الموالية لها في العراق من أجل إجهاض هذا القرار؟ كيف تقرأوون المعطيات على أرض الواقع في هذا الصدد؟
امريكا غير جادة بسحب قواتها المحتلة من العراق فهي تريد الحفاظ على مصالحها غير الشرعية في العراق، هذه المصالح التي تتعارض مع المصالح العراقية وتتقاطع معها لا يمكن بقائها إلا بقوات عسكرية تحميها وتدافع عنها، وهذا هو سبب التواجد الأمريكي العسكري في العراق، ومصالح أمريكا الخاصة تبدأ من الكيان الصهيوني ولا تنتهي بإستعباد العراقيين ونهب ثرواتهم ودعم مشاريع الفساد وتعطيل مسارات التنمية لدينا بل تمتد إلى ما هو أبعد من ذلك. لذا فهي تماطل وتلتوي لكي لا تنفذ قرار إنسحاب قواتها المحتلة من الأرض العراقية.
3. يرى بعض المحللين ان امريكا مضطرة لسحب قواتها القتالية من العراق ولكن هذا لا يعني خروجها كلياً فهي موجودة تحت مظلة تدريب القوات العراقية بصفة مستشارين؟ ما تعليقكم على هذه القضية.
لقد أوجع العراقيون القوات المحتلة ضرباَ مبرحا طوال فترة إحتلالهم للعراق بعد العام 2003 وإلى يومنا هذا. إن المقاومة الإسلامية العراقية جادة ومصرة على إخراج المحتل من العراق بأي ثمن، وقد ادرك الأمريكيون هذه الحقيقة. لذا فهم تحدثوا صراحة عن بقاء قوات أمريكية تمارس دورا إستشارياً وتدريبيا وهذا غير صحيح، إن قواتنا المسلحة وحشدنا الشعبي ليسوا بحاجة إلى إستشارات او تدريبات أمريكية، وأمريكا تقاعست كثيرا عن مساعدة العراق في حربه مع داعش الإرهابية ولم تحرك ساكنا إلا بعد أن تيقنت أن العراقيين منتصرون بإرادتهم ومساعدة الأصدقاء الحقيقيين الذين شاركونا بالسلاح والدم المقدس.
4. صدر عن مكتب وزارة الخارجية الامريكية بتاريخ 7/ نيسان/ 2021 بيان مشترك حول الحوار الإستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق كيف يمكننا الجمع بين قرار البرلمان العراقي بإخراج القوات الأمريكية وهذه الإتفاقية؟ وهل فعلاً أمريكا يهمها مصلحة العراق؟ ام انها لعبة جديدة من ألعابها؟
البيان الأمريكي مجموعة من التلفيقات والأكاذيب التي لا تنطلي على العراقيين.. لقد خبر العراقيون أكاذيب أمريكا وحيلها وألاعيبها الواضحة جداَ.. البيان يبين بوضوح أن أمريكا تريد الإلتفاف على قرار البرلمان العراقي الذي يمثل الإرادة الشعبية العراقية بإخراج المحتل من العراق.. والعراقيون على يقين بأن أمريكا لا تكترث للمصلحة العراقية ولا تعمل على أساسها. امريكا تعمل جاهدة لتحقيق مصالحها الخاصة والمصالح الصهيونية ولو على حساب العراقيين ومقدراتهم وأرواحهم. الأمريكان عطلوا عشرات المشاريع الحيوية التي يحتاجها العراق حاجة ماسة وذلك من أجل إنقاذ شركات مفلسة لديها من المال العراقي. أمريكا تخطط إلى لعبة جديدة وحيلة جديدة لكي تحقق مصالحها الخاصة على حساب العراقيين مرة أخرى.
5. ما هي ردة فعل الشارع العراقي على هذا البيان، وما الدورالواجب على فصائل المقاومة العراقية بمختلف مسمياتها أن تلعبه في هذه الفترة المفصلية؟
الشارع العراقي غاضب جداً ويطالب بتنفيذ قرار البرلمان العراقي وهو غير مرحب بوجود الإحتلال الأمريكي لأراضيه.. العراقيون لا يثقون بالأمريكان لا يثقون بوعودهم. بل أن الغالبية العراقية ترى أن أمريكا هي سبب رئيسي في أغلب مشاكل العراق.. أمريكا تعطل المشاربع العراقية.. وأمريكا تحمي الفاسدين الذين يسرقون المال العراقي على اراضيها.. وأمريكا دعمت كل أحداث الشغب التي حدثت في العراق وكانت تجربة القنصل الأمريكي في البصرة جنوب العراق مفضوحة جدا وهو يرعى كل الشغب في جنوب العراق. أنا أرى ان مقاومتنا الإسلامية في العراق بمستوى كبير من الوعي والثبات في التصدي للإحتلال الأمريكي بغية إخراجه من الأرض العراقية وهي لا تزال توقع بين صفوفه الكثير من الخسائر بشكل مستمر. مقاومتنا العراقية مستمرة وغير متوقفة وسوف تستمر ولن تتوقف لأنها تمثل إرادة الشعب العراقي الحقيقية التي انبثقت من خلالها هذه المقاومة. العراقيون مؤمنون وعاملون على تحقيق السيادة والعزة والإستقلال والتقدم والرفاه وكل هذا لا يتحقق بوجود الإحتلال الأمريكي لذا فالسعي الشعبي المقاوم مستمر حتى إخراج المحتل.. وعلى مقاومتنا الإسلامية الشعبية أن لا تلتفت مجرد إلتفات للأصوات النشاز التي تنطلق من أفواه الذل والعبودية هنا أو هناك محاولة منها لتبرير الوجود الأمريكي على الأرض العراقية، إن هذه الأصوات القليلة لا تمثل إلا نفسها وهي مدفوعة الثمن وسوف تلجمها الضربات الماحقة للمقاومة الإسلامية العراقية التي ستخرج المحتل الأمريكي وتكتب نصر العراق بإذنه تبارك وتعالى.
/انتهى/