الغربيون يرونه مفتاح مشروع حزب الله للصواريخ الدقيقة في لبنان، رجل كان حاضرا في المناطق المضطربة في كردستان وأذربيجان الغربية بالسنوات الأولى للثورة ثم ذهب إلى الجبهات الجنوبية وقاتل ضد الجيش البعثي وخدم في أقسام مختلفة من القوات المسلحة بعد الحرب.

وكالة مهر للأنباء: كل ما فعله قد يعتبر شيئاً من الماضي، لكن مسؤولية الحرس الثوري في لبنان وما فعله للجمهورية الإسلامية ومحور المقاومة في لبنان ليس فقط حديثا عن الإنجازات من الماضي بل سيؤثر ألبتة على المستقبل. انضم العميد سيد محمد حسين زاده حجازي، نائب قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، إلى أصدقائه ورفاقه مساء الأحد، لكن خدماته لا تزال مستمرة.

في 20 يناير 2020، عندما تم تعيينه نائباً لقائد فيلق القدس، وصفت إحدى وسائل الإعلام الناطقة باللغة الإنجليزية التعيين بأنه "تغيير من شأنه أن يحفز دور وحدة الاستخبارات العسكرية خارج إيران". بدأ العميد حجازي عمله في الحرس الثوري عام 1979. من 1997 إلى 2007 ، كان قائدًا لقوات مقاومة التعبئة، ومن 2007 إلى 2008، كان المساعد التنسيقي للحرس الثوري، ومن 2008 إلى 2009 كان نائب القائد العام للحرس الثوري ومن عام 2009 إلى 2014، كان نائب القائد العام والدعم والبحث الصناعي بهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، وخلال الحرب في سوريا، قدم خدمات فعالة في الحرب ضد الإرهاب التكفيري إلى جانب الشهيد الفريق سليماني.

ويعتبر دوره في تعزيز حزب الله اللبناني وجبهة المقاومة اللبنانية هو من ألمع النقاط في سجل هذا الشهيد العظيم الذي دفع الصهاينة إلى التخطيط لاغتياله في السنوات الأخيرة. كتبت عنه مصادر غربية، منذ عام 2013، تحاول إيران بيد العميد حجازي إرسال صواريخ دقيقة التوجيه - يمكن أن تهبط على بعد أمتار قليلة - إلى لبنان عبر سوريا. وبحسب تقرير صادر عن جيش الكيان الصهيوني نُشر في آب 2019، فإن العميد كان مساهما في مشروع الصواريخ الموجهة لحزب الله في لبنان. وبحسب التقرير، فقد كان عضوا في الحرس الثوري الإيراني، وقائد مشروع الصواريخ الإيرانية الدقيقة التوجيه في لبنان، وكان مسؤولا بشكل مباشر عن الموظفين الإيرانيين في لبنان. في عام 2014، اختفى العميد حجازي عن الأنظار، تتكهن وسائل الإعلام الغربية بأنه كان في لبنان طوال هذه السنوات وساعد حزب الله في تخزين 150 ألف صاروخ.

وبحسب هذه الوسائل الإعلامية، ساهم العميد حجازي كذلك في إمداد حزب الله بالسلاح، لكن ما مدى قيمة هذه الخطوات التي اعتبرتها وسائل الإعلام الغربية أن غيابه هو الضربة الثانية لفيلق القدس في الأشهر الستة عشر الماضية بعد استشهاد الفريق سليماني؟ كان العميد حجازي، بقيادة الجنرال شهيد قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، أحد كبار أعضاء فيلق القدس الإيراني الثلاثة المسؤولين عن قضية الصواريخ الموجهة بدقة لحزب الله.

الصاروخ الموجه بدقة هو مقذوف مزود بنظام ملاحة متقدم للغاية يمكّنه من إصابة هدفه بدقة تصل إلى بضعة أمتار. وعليه، يُطلق على العميد حجازي اسم مؤسس وحدة الصواريخ التابعة لحزب الله اللبناني. في مقابلة مع الميادين في 5 كانون الأول (ديسمبر) 2016، قال العميد عن قدرة حزب الله اللبنانية الصاروخية: "يجب الرجوع إلى الخبراء الصهاينة لكشف عمق مخاوفهم والذعر المستولي عليهم"، أشار أحد المسؤولين الصهاينة ان 200 صاروخ دقيق تعادل آلاف الصواريخ غير الدقيقة، وزعموا انهم "لن يسمحوا للصواريخ بالوصول إلى حزب الله". حسنًا، كما تعلمون انتم فان السيد حسن نصر الله رجل صادق، فقد قال إن هذه الصواريخ وصلت إلى حزب الله، ويوجد منها أكثر مما يتخيله العدو، والمقاومة اليوم لديها إمكانيات رائعة، وإذا راتكب العدو أي حماقة فإنه سيندم لا محالة".

/انتهى/