وكالة مهر للأنباء ـــ مهدي عزيزي: أعلنت وسائل إعلام صهيونية، مساء الأربعاء، عن حدوث انفجار في مصنع "تومر" للصواريخ، الانفجار الذي تم التعتيم والتغطية عليه حوالي 22 ساعة منذ وقوعه في الإعلام الصهيوني.
في حوالي الساعة 1:20 من صباح يوم الخميس، أفيد أن صاروخًا سقط بالقرب من مفاعل ديمونا النووي.
الصاروخ الذي انفجر بالقرب من مفاعل "ديمونا" الإسرائيلي يعني تغييرا في قواعد الاشتباك، والحدث أكبر من مجرد تحليل عابر، بالرغم من انه سيسعى الكيان الصهيوني التقليل من أهمية هذا الحدث أو توظيفه في سياق تحسين البيت الداخلي والسياسي غير المتجانس.
لكن الاحتلال لا يستطيع نهائيا إخفاء مخاوفه وذعره وارتعابه، هذا في وقت تتجه فيه بنيته السياسية الهشة نحو إجراء الانتخابات الخامسة وتتسع الخلافات السياسية داخل هذا النظام بفجوة أكبر من قبل.
كان لمعظم ردود الفعل على هذا الحدث مغزى ذو أهمية كبيرة، كتبت بعض وسائل الإعلام أن هذين الحادثين هما رسالة رادعة لمقاومة الكيان الصهيوني، بمضمون أن هذا الكيان ينبغي أن لا يسعى إلى المجازفة باللعب على أرض إيران النووية، ومحور المقاومة، لأنه في المقابل، سيرى لعبة مُرّة وعنيفة في مرافقه الرئيسية.
كما شدد البعض على أن قواعد الصراع الجديدة في الشرق الأوسط قد أظهرت نفسها في الساعات الأخيرة؛ أي، سماع دوي انفجار كبير قرب محطة ديمونا للطاقة النووية التابعة للكيان الصهيوني في صحراء النقب جنوب فلسطين المحتلة.
ردود الفعل على استهداف مفاعل ديمونا للطاقة النووية؟
وكتبت معظم وسائل الإعلام في المنطقة والعالم أن ما حدث في البيئة المحيطة بمحطة الطاقة النووية في ديمونا كان بمثابة تغيير في المعادلة وتغيير في قواعد الصراع بين سوريا، أو بالأحرى بين محور المقاومة وكيان الاحتلال.
النقطة المهمة التي تم التنويه إليها وتناقلها على وسائل الإعلام الإسرائيلية على لسان الوزير الإسرائيلي بيني غانتس هي أن نظام الدفاع الإسرائيلي لا يمكنه تتبع مسار وتدمير هذا الصاروخ، ويمكن ملاحظة ذلك من العبارة التي ذكرها وزير الحرب الإسرائيلي الأسبق افيغدور ليبرمان، حيث قال: نظام دفاعنا متحلل وهشّ! أشبه شيء بالوصف الذي أطلقه السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله في لبنان، عن الوجود الكامل للكيان الصهيوني، كيان أضعف من بيت العنكبوت.
نظام القبة الحديدية للكيان الصهيوني يرصد الصواريخ الفلسطينية عام 2018
إلى هذا فقد اعترف وزير الاستخبارات الصهيوني بيني غانتس، بالهزيمة والذي كان يطمع في اغتنام الفرصة للتبكيت وإلقاء اللوم على غريمه بنيامين نتنياهو. وفي وقت سابق طبعا قال ليبرمان ان هذا الصاروخ قبل أن يستهدف إسرائيل اطلق اكثر على نتنياهو!
وكتبت وسائل الإعلام الإسرائيلية، التي كانت حتى قبل أيام قليلة تنسب كل حدث مهم تقريبا في إيران إلى نفسها، أن الصاروخ كان طائشا وأطلق بطريق الصدفة حول ديمونا. وقد ردّ صحفي لبناني بقوله: "لا أعرف ما إذا كان الإسرائيليون هم من كانوا ذاهلين وطائشين أم أن الصاروخ الذي أطلق على ديمونا".
وعلى الرغم من أن القليل من وسائل الإعلام العربية ذكرت بأن الصاروخ الطائش سقط ببضعة الكيلومترات حول ديمونا جاء ردًا على الطائرات المقاتلة الإسرائيلية، إلا أنها لم تستطع أن تمرّ عليه بتحليل بسيط وضحل، بحيث يمكن القول بان الكثير منها اعتبروه معادلة وقواعد اشتباك جديدة.
والأهم من ذلك أن الرسالة وصلت لإسرائيل مفادها أن قواعد اللعبة قد تغيرت اليوم مثلما تغيرت المعادلة منذ زمن بعيد.
وغطت شبكة الميادين بطريقة أخرى، اذا اعتبرت أن مرور صاروخ الدفاع الجوي السوري من أجواء الأراضي المحتلة، والذي وقع على بعد كيلومترات قليلة من محطة ديمونا في منطقة النقب، كان ناجحاً وفي نفس الوقت رأت أنه رسالة واضحة للكيان الصهيوني. في وقت ظهرت فيه تناقضات حادة بين تصريحات مسؤولي الكيان الصهيوني حول إصابة هذا الصاروخ وعدم اعتراضه في اللحظات الأولى وانفجاره في منطقة النقب بفلسطين المحتلة..
مواصفات الصاروخ السوري الذي استهدف مفاعل ديمونا الإسرائيلي
صور صاروخ SA-5 (سام-5 / S-200) من موقع قناة الميادين
والصاروخ الذي استهدف مفاعل ديمونا في الأراضي المحتلة هو صاروخ SA-5 (سام-5 / S-200) روسي تابع لمنظومة الدفاع الجوي السورية، ولم تتمكن الدفاعات الجوية للكيان الصهيوني من اعتراضه، وانفجر أخيرًا في منطقة النقب بفلسطين المحتلة.
يصنّف صاروخ (سام-5 / S-200) (يطلق عليه الناتو اسم SA-5) ضمن منظومة الدفاع الجوي الروسية بعيدة المدى، التي تتصدى للأهداف متوسطة وعالية الارتفاع، وصممت بالأساس للدفاع عن مساحات واسعة من الأرض ضد المقاتلات المهاجمة والطائرات الاستراتيجية، وهي متوفرة لدى الجيش السوري.
يتمتع الصاروخ S-200 بمواصفات فنية عديدة، أهمها: طوله 10 أمتار، قطره 100سم مع معززات الدفع، و 80 سم بدونها. أقصى عرض لفتحة الجنيحات بالذيل: 165 سم. فيما يبلغ وزنه عند الإطلاق: 7 آلاف كغ تقريباً.
يبدو أن على إسرائيل أن تنتظر أيامًا أكثر صعوبة، بصرف النظر عن الاضطرابات الداخلية وتحديات الهوية وانعدام الأمن في البيئة المحيطة، الموضوع الأهم من إطلاق الصاروخ، وسواء كان مستهدفًا أم لا، هو أن الدفاعات الجوية للكيان الصهيوني لا تستطيع تدميره، ومن المتوقع أن تؤثر هذه القضية بشكل كبير على الأوضاع الداخلية للمجتمع الصهيوني وتجعل الوضع أسوأ مما هو عليه الآن، خاصة وأن البنية السياسية الصهيونية اليوم هشة للغاية وخائرة.
/انتهى/