ذهبت بعض الأوساط الإعلاميّة إلى اعتبار أنّ التفجيرات الأخيرة في الكيان المحتل تحمل "رسالة المقاومة".

وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه كان للأحداث الأمنية التي شهدتها الكيان المحتل الأسبوع الماضي، بدءاً من تفجير مصنع "تومر" لإنتاج الصواريخ بالقرب من تل أبيب، وصولاً إلى سقوط صاروخ بالقرب من منشأة "ديمونا" النووية في صحراء النقب، صدى واسع في إيران، حيث حظيت باهتمام الأوساط السياسية والإعلامية. وإذ بدا ذلك واضحاً من التصريحات الصادرة عن المسؤولين الإيرانيين، فقد ركّزت وسائل الإعلام، من جهتها، على اتّضاح وهن الردع للكيان المحتل، ولا سيما منظومة الدفاع الصاروخي، إلى حدّ حديث البعض عن ظهور قواعد اشتباك جديدة، وهو ما ذهبت إليه صحيفة "إيران" الحكومية، في تقریر بعنوان "عجز وخوف تحت القبّة الحديدية"، معتبرة أن "سقوط الصاروخ السوري بالقرب من ديمونا أظهر أن الكيان المحتل غير محصّنة وعرضة للمخاطر".

ووقعت التفجيرت في الكيان المحتل بعد أسبوع واحد من الهجوم الذي طال منشأة "نطنز" في إيران، حيث وُجّهت أصابع الاتهام إلى تل أبيب بالوقوف وراءه، شأنه شأن عمليات التخريب المماثلة السابقة هناك. وعليه، أثيرت تكهّنات كثيرة في شأن دور إيران في العمليات الأخيرة التي طالت الكيان الصهيوني، والتي قدّر العديد من المراقبين أنها جاءت كردّ انتقامي من قِبَل الجمهورية الإسلامية. بيد أن أيّاً من المسؤولين الإيرانيين لم يتبنَّ أيّ مسؤولية عن الأحداث التي شهدها "ديمونا" أو "تومر"، لكن بعضهم لمّح إلى أن التفجيرات الأخيرة جاءت كردّة فعل على الممارسات للكيان المحتل. وبعد ساعة من سقوط الصاروخ بالقرب من "ديمونا"، قال العميد محمد رضا نقدي، مساعد "الحرس الثوري" لشؤون التنسيق، إن "مَن يمارس الشرّ لا يجب أن يتوقّع ألّا يرتدّ عليه". وبالتزامن، قال محمد رضا فلاح زادة، النائب الجديد لـ"قوة القدس" التابعة لـ"الحرس الثوري"، والذي عُيّن بعد وفاة العميد محمد حسين حجازي: "ليعلم الكيان الصهيوني الغاصب أن مجموعات المقاومة موجودة في كلّ بقعة من الكرة الأرضية بجوار مقارّكم، وتدفعكم في كلّ لحظة إلى هاوية الزوال". وأمس، حذّر رئيس هيئة الأركان العامّة للقوات المسلّحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، من أن "الصهاينة إذا اعتقدوا أن بإمكانهم ممارسة الاستفزازات في أيّ مكان من دون ردّ، فإن جبهة المقاومة ستردّ عليهم بقوة". أمّا عضو الهيئة الرئاسية للبرلمان، علي رضا سليمي، فقد اعتبر، في تغريدة على موقع "تويتر"، أن "كذبة القبّة الحديدية برزت من خلال صاروخ واحد وحسب. إن الكيان المحتل تقوم بتخويف الآخرين منها بواسطة الكذب والخداع، والآن بدأ فصل جديد! إن كيان بيت العنكبوت هو أوهن ممّا كنّا نتخيّل".

بعض المسؤولين الإيرانيين لمّحوا إلى أن التفجيرات الأخيرة جاءت كردّة فعل على الممارسات للكيان المحتل.

على المستوى الإعلام الايراني، أن الانفجار الذي طال مصنع إنتاج الصواريخ، وسقوط صاروخ بالقرب من ديمونا، "ينطويان على رسائل جليّة لقادة الكيان الصهيوني الأشرار". وقالت: "إن مواصلة الشرّ يمكن أن تكلّف هذا الكيان أثماناً ذات أبعاد أكبر وأخطر". وذهبت بعض الأوساط الإعلامية أبعد من ذلك، معتبرة بصراحة أن التفجيرات الأخيرة في الكيان المحتل تحمل "رسالة المقاومة"، وأن عهد ضبط النفس مقابل الضربات الأمنية للكيان المحتل، قد انتهى، بل إن المقاومة جاهزة لضرب الاحتلال في عمقها الأمني. ووصف موقع "مشرق نيوز"، انفجار "تومر"، وأيضاً حادث "ديمونا"، بأنه "هجوم عسكري رادع"، "سيؤدي إلى أن يعيد الصهاينة النظر في أيّ حماقة محتملة مستقبلية قد يقدمون عليها ضدّ المقاومة". وأضاف الموقع إن "المقاومة استطاعت فرض المعادلة التي سعى الصهاينة إلى تحقيقها على مدى السنين، ألا وهي معادلة الرعب". وإذ رأى أن"السلطات الصهيونية كانت تتخيّل دائماً أنها الوحيدة القادرة على فرض معادلة الرعب على المقاومة في المنطقة"، فقد رأى أن "أحداث الأيام الأخيرة برهنت على أن المقاومة استطاعت، في أحدث إنجاز لها، فرض هذه المعادلة على الصهاينة ذاتهم".

/انتهى/