أكد المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الاسلامي للشؤون الدولية، أن ليس لدى إيران ما يسمى بوقف التصعيد مع الكيان الصهيوني المزيف، ولا تعترف ولن تعترف بمثل هذا النظام على الإطلاق، لافتا ان "ما حدث في الأراضي المحتلة كان جزءًا من رد المقاومة على الصهاينة".

وأشار المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الاسلامي للشؤون الدولية حسين امير عبداللهيان في حديث خاص مع مراسل وكالة مهر للأنباء، إلى الأعمال العدائية للصهاينة في الأشهر الأخيرة وتقييم رد فعل جمهورية إيران الإسلامية على هذه الإجراءات، وقال: "لم يتحمل الصهاينة مسؤولية أي من الحوادث الإرهابية والتخريبية سواء التي حدثت على الأراضي السورية أو في حالة أو حالتين داخل إيران، نظرًا لطبيعة العمليات، كان من المهم لمسؤولينا أن يكونوا قادرين على تحديد وتتبع المسؤول عن هذه الأعمال التخريبية بدقة".

ولفت أنه "كان على الصهاينة أن يتلقوا إجابة لتصحيح محاسباتهم الخاطئة، الأحداث التي وقعت في الأيام الأخيرة في الأراضي المحتلة هي جزء من الرد الذي كان يجب على المقاومة أن تقوم به ضد الصهاينة، كما أعلنت جمهورية إيران الإسلامية موقفها الواضح على مستوى كبار المسؤولين العسكريين".

وأشار أمير عبداللهيان إلى نجاح صاروخ الدفاع الجوي السوري المضاد للطائرات في اختراق المجال الجوي في فلسطين المحتلة، والانفجار الذي حدث فوق منطقة تبعد عشرات الكيلومترات فقط عن مفاعل ديمونا النووي في منطقة النقب جنوب فلسطين المحتلة، وقال: "قد صرح القادة العسكريون رفيعو المستوى في بلادنا صراحة أن شر الصهاينة يرجع إلى أنفسهم وأن هذه العملية التي أدت إلى تغيير المعادلة ستصبح بالتأكيد أكثر صعوبة وتعقيدًا في المستقبل".

وذكر أنه "ليس لدينا ما يسمى بوقف التصعيد مع الكيان الصهيوني المزيف، ولم نعترف ولن نعترف بمثل هذا النظام على الإطلاق. ثانيًا، إن الإجراءات التي اتخذتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية على مدى العقود الأربعة الماضية لدعم الشعب الفلسطيني، وتحديداً دعماً للمقاومة، وكذلك رداً على جرائم الكيان العبري وتوسعاته، كانت مساهمة مهمة في توثيق الأمن الإقليمي".

وقال المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الاسلامي للشؤون الدولية: "إن دول المنطقة، وحتى بعض الدول مثل الإمارات والبحرين، التي عملت بضغط من الأمريكيين على مستوى من التطبيع في العلاقات مع الصهاينة، تدرك جيدًا أن لإيران دورا بناء في المنطقة لمواجهة الجرائم الصهيونية".

نحن بالتأكيد قدمنا الدعم لفنزويلا سياسيًا. في السنوات التي وجدوا فيها أنفسهم في ظروف صعبة بسبب العقوبات الأمريكية على إمدادات البنزين؛ أرسلنا الوقود إلى فنزويلا

وفي جانب آخر من حديثه كشف أميرعبداللهيان أنه "لأكثر من عامين، كان الأمريكيون في فنزويلا يحاولون تغيير النظام السياسي لهذا البلد، وكانوا يحاولون عزل الرئيس، السيد مادورو، واستبداله بشخص آخر. لدينا علاقة وثيقة مع فنزويلا، ونحن بالتأكيد قدمنا الدعم لفنزويلا سياسيًا. في السنوات التي وجدوا فيها أنفسهم في ظروف صعبة بسبب العقوبات الأمريكية على إمدادات البنزين؛ أرسلنا الوقود إلى فنزويلا".

وتابع بالقول: "تحدثت ذات مرة مع السفير الفنزويلي آنذاك في بداية الأزمة، وأخبرته أن النسخة التي اختتمها الأمريكيون لتغيير سياسي في الحكومة الفنزويلية والنظام السياسي كانت جزءًا صغيرًا من النسخة الكبيرة التي كانت تخطط ضد سوريا. سوريا أهم بالنسبة لهم. لأسباب منها التواجد على الحدود مع الكيان الصهيوني وموقعها الخاص في المنطقة، وكذلك دور سوريا في محور المقاومة".

وبشأن مستقبل العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية والمملكة العربية السعودية، قال المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الاسلامي للشؤون الدولية:" كنت مسؤولاً عن ملف العلاقات الإيرانية السعودية عندما اتخذ السعوديون قرارًا خاطئًا بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وأريد أن أقول، كان للسعوديين أهدافًا في ذلك الوقت وكانوا يسعون إلى خلق توتر وتشكيل تحالف ضد إيران. بعد تعرض سفارتهم للهجوم، في اليوم التالي، اتصلت برئيس ممثلية السفارة السعودية في طهران وأخبرته في غرفتي أن دبلوماسييكم لم يتعرضوا لأذى، وأن دبلوماسييكم في أمان في إيران، وأن الأضرار التي لحقت بالمبنى سيتم حلها وفقًا للبروتوكولات القائمة في الدبلوماسية، ونقترح أن تستمروا في أنشطتكم بالبلاد".

اتخذ السعوديون قرارًا خاطئًا بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وأريد أن أقول، كان للسعوديين أهدافًا في ذلك الوقت وكانوا يسعون إلى خلق توتر وتشكيل تحالف ضد إيران

وأردف بالقول: "لكن السعوديين أخذوا أمرا من عاصمتهم من اجل خلق توتر في العلاقات، نحن نتحدث عن السعودية، التي كانت في ذلك الوقت بلا شك وراء الحركات الإرهابية في العراق وسوريا، لقد خططت للحرب على اليمنيين وأعدمت آية الله المجاهد الشهيد الشيخ نمر باقر النمر (قدس سره)، كانت كل هذه الأحداث تجري بتخطيط، واحدة تلو الآخرى، وكانت ردودنا ناضجة للغاية ومدروسة".

وأضاف: "قلنا للسعوديين أن أمن دبلوماسيكم مضمون. قلنا لهم إن قراركم كان غير منطقي ونابعا عن انفعال وتركنا الأبواب مفتوحة أمامهم للعودة إلى إيران. لقد فعلنا كل ذلك نظرا إلى رؤيتنا لاتحاد العالم الإسلامي والمنطقة دون تدخل القوى الأجنبية. في المحادثات والتبادلات في السنوات الأخيرة، تم دائمًا تبادل رسائل مختلفة بين الطرفين. قلنا للسعوديين أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترحب بتطبيع العلاقات بين البلدين، على الرغم من أننا لا نقبل سياساتكم الخاطئة في المنطقة، لكن الجانب السعودي هو الذي كان يهرب من تطبيع العلاقات".

ختاما قال: "في الآونة الأخيرة، رأينا أن الأمير محمد بن سلمان أدلى بتصريحات إيجابية بشأن إيران. قد تكون هذه بداية جيدة، وأنا شخصياً سعيد وآمل أن يبتعد قادة المملكة العربية السعودية عن السلوك العدواني وغير البناء والعدائي ويتجهوا نحو الإجراءات والخطوات البناءة والإيجابية في المنطقة".

/انتهى/